تفريغ تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي 23 عن (كل ما يسبب الضرر الدنيوي والأخروي)
#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات ▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله. 📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله. 🗓الخميس 29 / رمضان / 1444 هجرية 📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات 🎙 النهي 23 عن ( كل ما يسبب الضرر الدنيوي والأخروي ) الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وما نهى عنه الله عز وجل ونهى عنه رسوله ﷺ كثير جدًا إذ أن المنهيات منها ما يتعلق بأفعال القلوب ومنها ما يتعلق في الألفاظ والكلام ونحو ذلك، ومنها ما يتعلق في أفعال الجوارح من يدٍ ورجلٍ وبصرٍ وسمعٍ وفرجٍ فالله عز وجل ورسوله ﷺ جاء النهي منهما عن كل ما يسبب الضرر الدنيوي والأخروي. ونهي الله ونهي رسوله ﷺ وإن ظننا الخير في غيره فلقصور فهمنا ولقلة علمنا ولجهلنا بحكمة ربنا، وإلا فقد قال ظهير رضي الله عنه «نهانا رسول الله ﷺ عن أمر كان من الرفق أمر كان يروا أن فيه الرفق فيه الخير لهم ولكن قال: «وطواعية الله ورسوله أرفق بنا» فتجد أن الله عز وجل نهى عن الخمر وعن المخدرات وما في بابها من المنشطات والمفترات حفاظًا على العقل. ونهى الله عز وجل عن السب والشتم والغيبة والنميمة والكذب والقذف والبهت حفاظًا على العرض. ونهى الله عز وجل عن السرقة والاغتصاب والنهبة وما في بابها حفاظًا على المال. ونهى الله عز وجل عن القتل والضرب والجراحات وما في بابها حفاظًا على النفس. ونهى عز وجل عن الشرك والردة والبدعة وتقليد الكفار والحزبية وغير ذلك حفاظًا على الدين والله عز وجل يطاع بفعل المأمور “أقيموا الصلاة” أقيموا الصلاة “آتوا الزكاة” آتوا الزكاة صلوا الأرحام صلوا الرحم وهكذا. كما يطاع لترك المحظور (لا تقربوا الزنا) يطاع بترك ذلك. (لا تشركوا بالله شيئًا) يطاع بترك ذلك. «من أحدث في أمرنا هذا ماليس فيه فهو رد» يطاع بترك ذلك الإحداث؛ فلذلك قال النبي ﷺ: «ما نَهَيْتُكُمْ عنْه فَاجْتَنِبُوهُ، وَما أَمَرْتُكُمْ به فَافْعَلُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ»؛ لأن الأمر يحتاج إلى قدرة، إلى استطاعة، إلى فعل فقيده الله بالاستطاعة رحمة بالأمة، {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }، {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}. وأما النهي فهو ترك فعليك إلا أن تكون بعيدًا عن المنهي عنه، فلذلك لم يقيد بالاستطاعة، الله عز وجل نهانا وحذرنا عن مخالفة أمر رسول الله ﷺ وعلى ارتكاب نهي رسول ﷺ، فقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)} فعلينا عباد الله أن نتعبد لله عز وجل بفعل المأمور ونتعبد لله عز وجل بترك المحظور ونتعبد لله عز وجل بالصبر على المقدور فإن عجزنا عن إحدى هذه الثلاث فقد جعل الله عز وجل التوبة والاستغفار في تكفير ذلك، وكلما كان الإنسان محافظًا على المأمور مبتعدًا عن المحظور صابرًا على المقدور، كلما كان أقرب إلى الله عز وجل وأتبع لرسول الله ﷺ وأليق بملازمة طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم. ومن باب الفائدة أيضا قسم العلماء النهي إلى قسمين: -القسم الأول: ما يفيد التحريم، نهي يفيد التحريم وهو الأصل في المنهيات أن ما نهى الله عز وجل عنه ونهى عنه رسوله ﷺ فلحرمته. -الأمر الثاني: أن النهي يفيد الكراهة وهذا يعرف بالقرائن فمثلًا {لا تقربوا الزنا} يفيد التحريم وهكذا النهي عن الخيانة والكذب يفيد التحريم عن قطيعة الأرحام يفيد التحريم النهي عن التقاطع والتدابر والتهاجر وسوء الظن البيع على بيع الأخ والخطبة على خطبة الأخ كل ذلك يفيد التحريم. وأما الكراهة مثل النهي عن الشرب قائمًا وقد شرب النبي ﷺ قائمًا فدل شربه قائمًا على الجواز ودل نهيه على الكراهة، وهكذا نهى أن يغتسل الرجل بفضل المرأة أو تغتسل المرأة بفضل الرجل النهي للكراهة؛ لأن النبي ﷺ ربما اغتسل مع بعض نسائه. ومع ذلك المسلم يحرص على البعد عن ما نهى الله عنه، سواء كان من المحرمات أو المكروهات إنما يستفاد من هذا التقسيم أن الإنسان إذا وقع في المحرم لزمه التوبة وإذا وقع في المكروه يعني ما يكون عليه إثم وإلا فالأصل أن الإنسان ما أمر الله به يأتيه ما يقول واجب مستحب لكن إذا ترك الواجب طُلِب به إذا ترك المستحب لم يطالب به. وهكذا ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله ﷺ ابتعد عنه فلا يرتكبه فإن قدّر أنه ٱرتكب الحرام يتوب إلى الله ويلزمهما ما يلزم لتكفير هذا الذنب فإن قدر أنه وقع في الحرام يلزمه ما يلزمه من الوقوع في هذا الذنب وإن قدّر أنه وقع في المنهي فهذا أنه ليس آثم. سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.