📚 #صحيح_البخاري_رحمه_الله
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزعكري حفظه الله ورعاه.
🕐 [بين مغرب وعشاء – الدرس الثاني]
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الاحد 16 / محرم / 1441 هجرية.
3️⃣2️⃣#كتاب_الجنائز : الدرس 28
87 باب التعوذ من عذاب القبر.
1375- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا.
1375م- وَقَالَ النَّضْرُ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَوْنٌ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ الْبَرَاءَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1376- حَدَّثَنَا مُعَلًّى ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
1377- حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
88- باب عذاب القبر من الغيبة والبول.
1378- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُوسٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ ، ثُمَّ قَالَ – بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.
89- باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي.
1379- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
90- باب كلام الميت على الجنازة.
1380- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ .
91- باب مَا قِيلَ فِي أَوْلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
1381- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُم.
1382- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ.
⌚️مدة الدرس: 18:37
إثبات أن فتنة وعذاب ونعيم القبر إكذوبة أوجدها من ضللوا خلق الله ومن أفتروا على دين الله
سنثبت كذب ما تم نسبته لله ولدين الله ولرسول الله بوجود فتنة وعذاب القبر التي يقولون إنها تقع على الروح والجسد ، وأفتراءهم بأن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، سنثبت ذلك من كتاب الله الذي ما فرط الله فيه من شيء وفيه تبيانٌ لكُل شيء…حتى أنهم من شدة سودانيتهم غَلبوا عذابهم على نعيمهم المكذوبان..فلا يقولون إلا عذاب القبر وفتنة القبر والذي إيمانهم به كإيمان المسيحيين أُومن ثُم إعتمد.. بقولهم علينا أن نؤمن ونُصدق بما أخبر به رسول الله وكأنهم عند رسول الله وسمعوا منهُ ، فالله وكتاب الله قطع بأن كُل نفس لا بُد أن تموت وبأنه لا موت في هذه الحياة الدُنيا إلا موتةً واحدةً.. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }العنكبوت57. {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }الدخان56 {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ }{إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }الصافات58-59 والدخان35.. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ…. ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ…لم يقُل الله ثُم تذهب للبرزخ بل قال ثُم إلينا تُرجعون..وكذلك نُلاحظ أن الله عندما قال كُل نفس ذائقة الموت..وثُم تُعني التتابع قال…ثُم إلينا تُرجعون…لم يقُل ثُم تُرجعون لجحيم أو نعيم القبور…المُهم أن النهاية ستكون للإنسان الموت سواء في الحياة الدُنيا قبل الصعقة بقبور أو بدون قبور…أو الموت بالصعقة عند النفخة الأُولى حيث لا دفن ولا قبور….والمفروض أن لا يُصعق إلا كُل حي على وجه الأرض…لكن بما أنهم أفتروا على الله بوجود حياة البرزخ…فمن في برزحهم سيُصعقون من يتعذبون ومن يتنعمون .
…………..
الآن عندنا شخص مات ولنتكلم عمن يتم دفنه في قبر فذاق الموت وتحققت فيه الموتة الأُولى وعادت إليه الروح بعد دفنه ، كما يفترون فسمع قرع النعال وقبلها سمع التلقين كما يفترون على الله وعلى رسوله..فأصبح هذا الميت حي لكي يتكلم ويُجيب عن الأسئلة والأكاذيب لمنكرهم ونكيرهم الأسودان الأزرقان الذين يسندون الميت ومطرقتهم الحديدية…إلخ ما يفترون ، ومن ثم إما لجحيم وعذاب القبر أو لنعيم القبر وتلك الحياة في البرزخ المكذوب…إلى متى يبقى هذا الميت أو ميتكم حي يتعذب أو يتنعم؟؟؟؟ ….ولنقل بقولهم حتى يوم القيامة مثلاً….قبل يوم القيامة أو بداية يوم القيامة يُميت الله كُل حي على وجه الأرض بما فيهم البشر وملك الموت ويُنادي الله لمن المُلك اليوم فلا أحد يُجيبه لأن كُل حي مات….حيث يقول الله :-
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68
…………….
يا تُرى أموات من أفتروا على الله الكذب سواء يتعذبون أو يتنعمون في قبورهم مع أنهم أموات ، عند هذه النفخة سيُصعقون ويموتون بالصعقة هُم ومن فوق الأرض…وبالتالي ماتوا (مرتين) فالموته الأُولى في الدُنيا وقبل دفنهم ..والموتة الثانية بالصعقة….فأيهما أصدق ولله المثلُ الأعلى الله أم من افتروا وكذبوا على دين الله؟؟؟!!..بأنه لا موت إلا موتةٌ واحدة ومن يموت فهو ميت لا يسمع ولا يشعر ولا يدري بشيء….ثُم سؤال لهم هل من عدل الله أن يُساوي الله في هذا العذاب الذي أفتروه بين من مات ولهُ آلاف السنين وبين من مات قبل الصعقة ولنقُل بيوم…هذا يتعذب عذابهم المكذوب ربما لساعات أو بعض يوم وذاك لهُ آلاف السنين يتعذب؟؟؟ وكمثال…إبن سيدنا آدم عليه السلام ” الذي قتل أخيه قبل آلاف السنين هل من عدل الله أن يتعذب في قبره لا ندري كم ولكن لنقُل لآلاف السنين بينما من صُعق وهُم شرار الناس لا يمر عليهم ولو لحظة من عذابكم المزعوم
ثُم إن النفخة والصعقة لا تقوم إلا على شرار الناس كما أخبر رسول الله…فكيف تقوم ويتم صعق من هو مؤمن عندكم ويتنعم ويتبغدد في القبر؟؟؟؟!!!كيف تُفهم هذه هل هُم من شرار الناس..إلا أن هذا يُثبت أن كُل ما ورد من أحاديث وروايات عن عذاب القبروعن حياة بعد الموت غير الحياة في الآخرة كُلها مكذوبة فهي أحاديث آحاد تتعارض مع كتاب الله…فرسول الله قال ” لا عذاب دون يوم القيامة ”
…….
والآيات التي تنفي هذا الإفتراء على الله وعلى دين الله وعلى رسول الله وحتى على من ربما تم نسبة تلك الروايات لهم كثيرة وكثيرة وأكثر من أن تُحصى نختار منها هذه
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة28… وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً…. فَأَحْيَاكُمْ …ثُمَّ يُمِيتُكُمْ… ثُمَّ يُحْيِيكُمْ…. ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ….هذه هي المراحل التي تمر على الإنسان يكون ميت لا وجود لهُ قبل أن تحمل به أُمه…ثُم يُحييه الله ويعيش في الحياة الدُنيا..ثُم يُميته الله تلك الميتة الأُولى….ثُم يُحييه ويبعثه يوم القيامة والرجوع إلى الله ….لا وجود بعد قوله… ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُم يُحييكم…ثُم يُميتكم وهي موتة الصعقة ..ثُم يُحييكم للحساب
{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }يونس {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57 69.. ” إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” رواه البخاري (1229) ، ورواه مسلم….وأخيراً سؤال نوجهه للمُفترين على دين الله عندما يقومون عند رأس الميت بعد أن يُلقنونه ” وما أنت بمسمعٍ من في القبور…فإنك لا تُسمع الموتى” يقولون أُدعوا لأخيكم بالتثبيت فإنه الآن يُسأل..ألم تطلعوا على قول الله تعالى : –
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم 27… بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا…. وَفِي الآخِرَةِ والآخرة هي الحياة الآخرة…ومن فضائحهم قولهم وفي الآخرة أي في القبر…القبر أصبح آخرةٌ عندهم هزُلت هكذا قال لهم من سبقوهم في الضلال ؟؟!!
الشيخ عبدالحميد الحجوري
فصل الأدلة من القرآن على عذاب القبر
اعلم هداك الله: أن عذاب القبر ونعيمه ثابت بالكتاب والسنة، وإجماع أهل السنة، أما الكتاب فأدلته متنوعة وإليك بعضها:
قال الله تعالى: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 45-46].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: ﴿وحاق بآل فرعون… ﴾: وهو الغرق في اليم، ثم النقلة منه إلى الجحيم، فإن أرواحهم تعرض على النار صباحاً ومساءً إلى قيام الساعة، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار، ولهذا قال: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾[غافر:46]، وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور أ.هـ
قال الحافظ في «الفتح» (3/299): قال القرطبي: الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر.
وقال غيره: وقع ذكر عذاب القبر في هذه الآية مفسراً؛ لكنه حجة على من أنكر عذاب القبر اهـ
وقال تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ * يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ * وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾[الطور: 45-47].
قال في شرح الطحاوية: وهذا يحتمل أن يراد به القتل وغيره في الدنيا، وأن يراد به عذابهم في البرزخ وهو أظهر؛ لأن كثير منهم مات ولم يعذب في الدنيا، أو أن المراد أعم من ذلك.اهـ
وقد بوب البخاري في صحيحة: (باب ما جاء في عذاب القبر، وقوله تعالى:
﴿إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾[الأنعام:93].
وقوله تعالى: ﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾[التوبة:101]، وقال تعالى: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾[غافر: 45-46].
قال الحافظ رحمه الله في شرح الآية الأولى (3/299): وهذا وإن كان قبل الدفن، فهو من جملة العذاب الواقع قبل يوم القيامة، وإنما أضيف العذاب إلى القبر لكون معظمه يقع فيه، ولكون الغالب على الموتى أن يقبروا، وإلا فالكافر ومن شاء الله تعذيبه من العصاة، يعذب بعد موته، ولو لم يدفن، ولكن ذلك محجوب عن الخلق إلا من شاء الله. وفي تفسير الآية الأخرى قال: روي عن الحسن من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن: ﴿سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ﴾: عذاب الدنيا، وعذاب القبر.
وقال الحافظ رحمه الله: وقال الطبراني بعد أن ذكر اختلافاً: والأغلب أن إحدى المرتين عذاب القبر، والأخرى تحتمل أحد ما تقدم ذكره من الجوع، أو السبي، أو الإذلال أو غير ذلك ا.هـ
وقول الله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾[إبراهيم:27].
قال الإمام البخاري رحمه (4699): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غنذر، حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾[إبراهيم:27] نزلت في عذاب القبر.
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى كما في «أهوال القبور» (58): وأما نعيم القبر فقد دل عليه قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾[الواقعة: 88-91].
وأقول: عذاب القبر يدل عليه في هذه الآية أيضاً: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾[الواقعة: 92-94].
واستدل كذلك ابن القيم في كتابه «الروح» بهذه الآية على النعيم والعذاب في القبر.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابة «الروح» ومنها: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة:21].
وقد أحتج بهذه الآية جماعة منهم: عبد الله بن عباس على عذاب القبر.اهـ
وقال ومنها: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * وَادْخُلِي جَنَّتِي * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾[الفجر: 27-29].
قال: وقد أختلف السلف متى يقال لها ذلك فقال طائفة: يقال لها عند الموت، وظاهر اللفظ مع هؤلاء فإنه خطاب للنفس التي تجردت عن البدن، وخرجت منه، وقد فسر ذلك النبي ﷺ بقوله في حديث البراء وغيره: »فيقال لها: أخرجي راضية مرضياً عنك« ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر:29] مطابق لقوله ﷺ: »اللهم الرفيق الأعلى«.اهـ
وقد استدل بعضهم بقوله تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾[التكاثر: 1-2]، لكن من باب الفائدة الحديث الذي أخرجه الترمذي برقم(3352) من طريق حجاج بن أرطأة، عن المنهال، عن زر بن حبيش، عن علي قال: (ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾[التكاثر: 1-2]). ضعيف.
حجاج ابن أرطأة الراجح: ضعفه. والمنهال بن عمرو: لم يسمع من زر كما في «التهذيب».
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾[طـه:124]، استدل بها على عذاب القبر، والدلالة ما سيأتي في حديث أبي هريرة عند الحاكم، وابن حبان، وابن جرير وغيرهم، وسيأتي بطوله في باب استطراد في ذكر عذاب القبر.
وقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[المؤمنون:100] قال ابن كثير رحمه الله بعد ذكر الآية: تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة بعذاب البرزخ.اهـ
حكم من ينكر عذاب القبر لأنه لم يذكر في القرآن
السؤال: يقول: أيضاً يوجد أناس لا يصدقون بعذاب القبر وذلك لأنه لم يذكر في القرآن الكريم، فوجهونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب:
قال الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى-: عذاب القبر حق وقد تواترت به النصوص عن النبي ﷺ، وأجمع عليه المسلمون، ودل عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا هذا معناه في البرزخ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46] فقوله: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46] هذا في البرزخ نسأل الله العافية.
فالمقصود أن من أنكر عذاب القبر يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
https://binbaz.org.sa/fatwas/9795/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%83%D8%B1-%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86
الردود_العلمية
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله
🗓الأحد 20 / ربيع الأول / 1441 هجرية.
📚الرد على من أنكر عذاب القبر.
⌚️ المدة الزمنية : 03:24
https://alzoukory.com/011-2/