ترجمة الشيخ إبي بشير الحجوري رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشكره على إنعامه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومن اقتفى طريقهم وسار على سيرهم إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.ـ
أما بعد:ـ
فهذه ترجمة مختصرة لأخينا الشيخ أبي بشير الحجوري الزُّعكري رحمه الله تعالى
اسمه ونسبه:ـ
هو محمد بن علي بن علي بن يحيي بن صالح بن علي بن قاسم الزعكري الحجوري الحاشدي الهمداني.
مولده: في شهر ذي القعدة 1392 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، في قبيلة الزعاكرة من قرى مديرية كشر، محافظة حجة، وهو من لداتي فقد كان مولدي في رمضان 1392 من الهجرة.ـ
نشأته:ـ
نشأ في بلده، في كنف والديه، وكان أبوه مؤدِّبًا له، ومعلمًا للصلاة وغيرها من الأخلاق الطيبة، حيث وأبوه يحفظ القرآن، وقائم بالأذان في المنطقة من زمن قديم، وتلقى رحمه الله تعليمه الأساسي في مدرسة الفتوح بالزعاكرة، والثانوي في مدرسة محمد مطهر زيد بمركز المديرية، ثم التحق بكلية التجارة ولم يكملها، والتحق بالمعهد العالي نظام السنتين بعد الثانوية، وتخرج منه مدرسًا، وهي من أول دفعاته، وكان في فترة بقائه في صنعاء ملازمًا للمسجد وقرأة القرآن في أوقات الفراغ والصلوات لاسيما بين مغرب وعشاء وبعد صلاة الفجر. ولما رجع إلى البلاد للتدريس في المدرسة شرع في حفظ القرآن والإقبال على العبادة.ـ
طلبه للعلم:ـ
التحق بدار الحديث بدماج في سنة 1419 من الهجرة، فحفظ مابقي من القرآن، وحفظ بلوغ المرام، وصحيح مسلم، وغيرها من المتون وفي أنواع الفنون.حيث كان قليل السفر خارج الدار مبكرا في الحفظ والطلب.ـ
شيوخه:ـ
تتلمذ رحمه الله على الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ثم على خليفته على دعوته العلامة يحيي بن علي الحجوري وعلى غيرهم في دار الحديث بدماج.ـ
استفادته:ـ
استفاد – رحمه الله – في مدة قصيرة نظرا لما كان يتميز به من الحصيلة العلمية قبل ذلك وحرصه على الحفظ والذكاء الذي منحه الله أياه ومحبة العلم وأهله والإستقامه.
صفاته:ـ
كان رحمه الله متحليًا بالصدق، والأمانة، والعفة، والصيانة، وكان كريمًا شجاعًا، وفيًا، سمحًا، صبورًا، غيورًا، باذلًا للنصيحة، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، محبًا للإصلاح بين الناس، حتى قبل معرفته للسلفية، متحليًا بمكارم الأخلاق .
دروسه:ـ
درّس عمدة الأحكام، وعمدة الفقه، والدرر المضية، وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومختصرها للألباني –رحمه الله–، ولامية شيخ الإسلام، ولمعة الاعتقاد، والرائد في علم الفرائض، والرحبية فيه، وفي المصطلح، والنحو، وغيرها. تتميز دروسه بسهولة العبارة، وكثرة فؤائده، ونقوله .ـ
مؤلفاته:ـ
له الكثير من التعليقات والشروحات والتحقيقات منها:ـ
.القول الحسن في فضائل أهل اليمن*
. شرح الرحبية*
. صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم*
. شرح لامية شيخ الإسلام*
. شرح لمعة الإعتقاد*
. شرح وتحقيق الرائد في علم الفرائض*
. شرح عمدة الفقه*
. نصيحة لمحمد بن عبدالوهاب الوصابي*
. عوائق طلب العلم*
. أرشاد الثقات إلى النساء المحرمات*
. تحقيق جزء من مصنف عبدالرزاق*
.أسباب هلاك الأمم*
. تعليقات وتعقبات على فقه السنة لسيد سابق*
. شرح الدرر البهية*
. أرشاد الطلاب إلى النحو والإعراب*
. الأماكن التى لاتصح الصلاة فيها*
وغيرها تغمده الله برحمته ورفع درجته.ـ
جهاده:ـ
وقعت الحروب الستة مع الدولة والحوثيين، والشيخ أبو بشير هو ذلك البطل المرابط في حراسته وشأنه، حيث كان من حراس الشيخ الأبطال، وفي الحرب السادسة ظهرت منه مواقف جليلة؛ فقد كان في مقدمة المهاجمين للرافضة الحوثيين، وهو من أول من أسس موقع البراقة الشهير، وذلك في اليوم الذي قُتِلَ فيه أخونا صالح بن صالح بن يحيي الزعكري في 7 محرم 1431هـ ، وهو أول من قُتِلَ من الطلاب في مواجهة الطلاب مع الرافضة الحوثيين، وكان أخونا صالح بطلًا، وأخبرني الأخ مسعد العويري –حفظه الله– أنه سمعه –رحمه الله– وهو يدعو بالشهادة قبل أيام من قتله. ـ
وكان المُترجم له –رحمه الله– متفانيًا في خدمة إخوانه، وإسعاف الجرحى ونقل القتلى.ـ
فلما كان يوم 19محرم 1431هـ ، صعد – رحمه الله– لإسعاف الشيخ هادى بن أحمد الوادعي– حيث أصيب وهو نازل من جبل المزرعة، فقنص أحد الحوثيين المترجم له –رحمه الله– في رأسه بطلقة، مات على إثرها، وأُخبرنا أن آخر كلامه: الحمد لله!، فرحمه الله، وأدخله الفردوس الأعلى، وأصلح ذريته.ـ
أولاده:ـ
له من الأبناء بشير أكبرهم، وعبد الرحمن وعبدالله، وأصغرهم حمزة وكان أبوه قد سماه عمر، وله ابنتان، فالله أسأل أن يصلحهم، وينبتهم نباتا حسنا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين .ـ
كتبه: ـ
أبو محمد عبدالحميد بن يحيي الحجوري الزعكري
الخامس عشر من جماد الأول 1434 من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.ـ
ترجمة الشيخ إبي بشير الحجوري رحمه الله