📚 #خطبة_الجمعة
للشيخ أبي محمد عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله.
📢 وكانت في مسجد الصحابة بالغيضة، محافظة المهرة -اليمن.
🗓 بتاريخ الجمعة 10/ شعبان / 1441 هجرية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد،
🎙 فهذه خطبة جمعة بعنوان:
*📚 فتح المبين في بيان تحريم أذية الله ورسوله والمؤمنين. *
••┈•♻️❄️❄️♻️•┈••
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ ؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و﴿ إِنَّ ما توعَدونَ لَآتٍ وَما أَنتُم بِمُعجِزينَ ﴾.
يقول الله عز وجل:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾ ويقول الله عز وجل:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا ﴾ ويقول سبحانه وتعالى:﴿ وَمِنهُمُ الَّذينَ يُؤذونَ النَّبِيَّ وَيَقولونَ هُوَ أُذُنٌ قُل أُذُنُ خَيرٍ لَكُم يُؤمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤمِنُ لِلمُؤمِنينَ وَرَحمَةٌ لِلَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ يُؤذونَ رَسولَ اللَّـهِ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ ﴾ ويقول الله سبحانه وتعالى:﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾.
وفي الحديث: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» وقال صلى الله عليه وسلم: «لا أحدَ أصبرُ علَى أذًى مِن اللهِ، يُعافِيهم ويرزُقُهم وهُم يَدَّعُونَ لهُ الصَّاحبَةَ والولَدَ».
عباد الله من هذه الأدلة يظهر جلياً أن كل بلاء حاصل في هذه الأمة هو بسبب أذيتها لله وأذيتها لرسوله الله صلى الله عليه وسلم وأذيتها للمؤمنين فإن الله عز وجل يقول كما في الحديث القدسي “مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالمحاربِة ” فكيف بمن يعادي الله عز وجل ويعادي رسوله صلى الله عليه وسلم ويعادي المؤمنين من المتقدمين والمتأخرين.
فيجب على الناس إن أرادوا أن يرفع الله عز وجل عنهم هذا البلاء وأن يدفعه أن يتوبوا من هذا الأذى﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾طردهم من رحمته وأقصاهم وابعدهم وسلط عليهم وما ترونه في قديم الزمان وغابره وفي مستقبله وحاضره مما يقع إنما هو بسبب ما ينزله الله عز وجل بالمعارضين والمخالفين والمناوئين.
نعم عباد الله اليهود زعموا أن الله عز وجل له شريك وهو عزيرا والنصارى زعموا لله شريكا وهو عيسى عليه السلام مع ما سبوا الله عز وجل ونقصوه؛ جعلوا له الصاحبة جعلوا له الولد واليهود زعموا أنه فقيرٌ وأن يده مغلولة إلى غير ذلك.
وما زال الناس يسمعون والرافضة طعنوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي زوجه وفي أصحابه وعُباد الأصنام جعلوا لله عز وجل شركاء وأصحاب المعاصي من الزنا والربا واللواط وشرب الخمر وأكل الحشيشة وتعاطي المخدرات إلى غير ذلك من الذنوب.
حاربوا الله عز وجل فحاربهم الله عز وجل ألا فلا رفع لهذا البلاء الذي نزل إلا بتوبة عاجلة وإن لم يسمع العلماء هذا النداء الآن سيسمعه بعد سنين وأعوام فإن الله عز وجل إذا أنزل عذابه وبطشه وغضبه قل أن يرفعه.
أنظروا إلى قوم سبأ حين كفروا بالله عز وجل وتمردوا على شرعه كانوا في بلدة طيبة وحالٍ حسن فدمدم الله عز وجل عليهم وسلط عليهم سيل العرم وأبدلهم﴿ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾وإلى الآن من ذلك الزمان وإلى الآن لم يتغير حال تلك البلاد مع أنه قد حصل فيها الإسلام وعمرت بشعائر الإسلام فما بالك بهؤلاء الذين يحاربون الله عز وجل في كل زمن وحين نسأل الله عز وجل السلامة والعافية.
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين أصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن بطريقه قفا.
عباد الله قال الله النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً دخل المسجد يتخطَّى رقابَ النَّاسِ قال: «اجلِسْ فقد آذَيْتَ » ونهى عن ذلك فكيف بغير هذا من الأذى إن كان تخطي رقاب الناس في المساجد يوم الجمعة أو في الصلوات من الأذى فكيف بمن يقع في أعراضهم وكيف بمن يأخذ أموالهم وكيف بمن ينتهك حرماتهم إلى غير ذلك.
المؤمن يغار الله عز وجل له قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سبت المرأة زوجها في الدنيا قالتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ العِينِ: لا تُؤْذِيهِ قاتَلَكِ اللهِ» قاتلك الله لا تؤذيه إن كان الله عز وجل قد سخر مثل هذه الحورية تدعو على الزوجة بسبب أذيتها لزوجها فكيف بما يقع من الأذى الذي هو أشد والذي هو أنكى ومن أخلاق المسلم أنه يكف الأذى عن المسلمين جميعاً ويبدل الندى للمسلمين جميعاً ويطلق وجهه للمسلمين لما في ذلك من البركات العظيمات.
عباد الله إن الأذى هو سبب ذمار الأمم ولذلك حذر الله منه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى ﴾ آذوه بالكلام في عرضه وزعموا أنه أدر وآذوه بعدم الامتثال لأمره ونهيه إلى غير ذلك فحذرنا الله من مماثلة هؤلاء ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا ﴾ إثم عظيم وجرم جسيم يحتاج إلى أن يتوب إلى الله عز وجل منه فنحن نقول ندعو العالم أجمع إلى التوبة من الشرك إلى التوبة من البدع إلى التوبة من المعاصي ندعو أهل اليمن خاصة إذ جعل الله لهم عبرة وآية نحن نمر بالشهر الثالث في وباء كورونا الذي زلزل الأمم المتحضرة والدول القوية المتجبرة والدول الغنية المتكاثرة ومازال هذا البلد في سلامةٍ.
إياك أن تظن أن لك كرامة عند الله إلا بطاعتك و بتوبتك و باستقامتك و باستغفارك وباستجابتك لأمره فلا يحملنكم هذا الإمهال على التمادي بالمعاصي والسيئات توبوا إلى الله جميعا وتحللوا من المظالم واكثروا من الدعاء واكثروا من الاستغفار فإن الأمم التي اعتمدت على قوتها وعلى بسالتها وعلى كثرتها وعلى صناعتها اظهر الله فشلها وما زالت هذه الأمة الضعيفة التي لا تلوي على طعام ولا شراب ولا على شيء إلا ما تستورده من البلدان هذا يدل على لطفه ولكن لنحذر لنحذر لنحذر « إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ » تسمع في هذه الأيام من يسخر بكورونا ومن يستهزئ ومن يقول يأتي نحن نتحداه ومن يقول نأكله مع القات ومن يقول هذا وهذا احمدا الله على العافية واحذر من بطش الله وغضبه غفر الله لنا ولكم وجنبنا وإياكم الآثام ورفع الله هذا البلاء ودفعه عنا وعن جميع المسلمين والحمد لله رب العالمين.
••┈•♻️❄️❄️♻️•┈••