تفريغ كلمة في حكم الدعوة إلى وحدة الأديان للشيخ الفاضل أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزُعكري كان الله له في الدنيا والآخرة . وما نراه ونسمعه من دُعاة التقارب بين الأديان ، وأن هناك أديان سماوية ، أديان قد حُرفت وغُيرت وبُدِلَت إلا الإسلام فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل كما قال الله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ أما السعي إلى التقارب بين الأديان أو إلى اتحاد الأديان، فهذه دعوةٌ كفرية، تؤدي إلى تضييع حقوق الله عز وجل، وحقوق رسول الله صَلى الله عليه وسلم وإلى تضييع شعائر الاسلام كما بينتهُ في كتابي: «.•المبحث البديع في أسباب وحلول ونتائج التمييع .• » وهكذا هو مأخوذٌ هذا الباب من كتابي: «.الزجر والبيان في دُعاة الحوار والتقارب بين الأديان .» فلنا أن ندعوا اليهود والنصارى إلى الاسلام ولنا أن ندعو المجوس وغير ذلك إلى الاسلام لكن كما قال الله عز وجل : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ وقال الله عز وجل : وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فيُجَادَلون بإظهار دين الإسلام ،على حقيقته . أما أن يُجادَل ، ويُحاوَر في مسألة الرياضة ومسألة التعايش ، ومسألة كذا وكذا ، ثمّ يتركون المسألة العُظمى وهي مسألة التّوحيد ، والعقيدة التي من أجلها أُرسلت الرُّسُل ، وأُنزلت الكُتب وشُرع الجهاد ، وأُمر بالمعروف ونُهيَ عن المنكر وشُرعت النصيحة ، ومن أجله انقسم النَّاس إلى مؤمنين ، وكفار وإلى أبرار. وفجار،وإلى أصحاب جنة ، و أصحاب نار ثمّ يقول نتحاور ؟ ♦ هذا فيه ضعضعة لدين الاسلام وإنك لتَعجب أن من يؤيد هذه الفكرة من أبناء جلدتنا. ولكن هؤلاء حالهم ما قاله رسول الله صَلى الله عليه وسلم : «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ , مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا »كيف ترضى عن يهودي والله عز وجل يقول : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ كيف ترضى على من لعنهُ الله ، وأقصاه ، وطرده كيف ترضى دين التثليث ؟ جعلوا مع الله آلهة أُخرى كيف يُرضى هذا أو يُرضى بالتقارب مع هؤلاء. ♦ بيننا وبينهم الدعوة إلى الله كما جاء وفد نجران إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم جاؤه محاورين فجرى بينه وبينهم ما قصه الله عز وجل علينا في أوائل سورة آل عمران، وكان آخر ما قال لهم : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ما هي هذه الكلمة السواء :أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ لا إله إلا الله ، نجعل هذه الكلمة ثم نجعل ما اختلفنا فيه يعود إليها :أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ كفر بالطاغوت سواءً كان المعبود عيسى عليه السلام ، أو عُزير ، أو الملائكة ، أو غير ذلك يُكفَر بالطاغوت : وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ الربوبية ، والألوهية تكون لله عز وجل فإن تولوا عن هذه الدعوة : فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ .نحن على إسلامنا وأنتم على كفركم ، وبغيكم وعنادكم ، فهذه مسألة مهمة تصدرت لها دول للدعوة إليها وكان السبب في كتابتي لها حين تصدر بعض الحكام رحمه الله للدعوة إلى هذه الفكرة وهو مسكين، مسكين بعض الحكام عندهم جهل بدين الله عز وجل، وربما سمعوا كلمات من هَهُنَا ومن هَهُنَا فدَعوا إلى التعايش. أو إلى كذا بحمد الله نَحْنُ ما ندعوا إلى الحروب إلا بالوجه الشرعي الذي شرعه الله عز وجل لا ندعوا إلى تفجير ، ولا إلى تكفير ، ولا إلى غير ذلك من أمور الشر إلا ما شرعه الله عز وجل بضوابطهِ الشرعية . أما أن نتحاور معهم في ضعضعة دين الإسلام. ولا تظن أن الدعوة إلى وحدة الأديان دعوة جديدة هي دعوة قديمة:* قد دعا إليها ابن عربي .*ودعا إليها إخوان الصفا .*ودعا إليها الماسونيون .*ودعا إليها الديمقراطيون . *ودعا إليها كثير من الحزبيين . وهكذا دعوة قديمة ذكرت الجماعات والأفراد الذين دعوا إليها بذلك الكتاب ، ومن أشد من دعا إليها : القرضاوي في كتابه الإسلام ، والغرب وهكذا أسئلة شائكة وأجوبة كذا يتكلم على هذه المسألة .يذكر أن النصارى اخواننا تارة اخواننا بالثقافه ، وتارة يتحرج أن يصفهم باسم الكفار تتحرج أن تصفهم بوصفٍ وصفهم الله عز وجل به ؟ ووصفهم رسوله صلى الله عليه وسلم به ؟ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ هذه مسائل عَقدية لا يجوز أن الإنسان يتضعضع فيها . ♦ وبحمد الله تكلمنا عن خصائص هذه الأمة في ذلك الكتاب وعن خصائص محمد صلى الله عليه وسلم وفضائله ، وعن فضائل القران وخصائصه ، وعن حفظ الله عز وجل لهذا الدين ثُم نقلنا ، من القرآن ومن السنة ومن غير ذلك ما يبين ضلال اليهود والنصارى ، وما هم عليه من الكفر ، والبغي ، والعناد ، والشرك إلى غير ذلك. ثُم ذكرنا فصلًا في وجوب الدعوة إلى الله عز وجل ، وكيف يكون الحوار مع الكفار ، كما كيف يكون الحوار مع المخالفين من أهل الإسلام ومن أهل البدع ، ومن غيرهم ، ضوابط الحوار الشرعي ثُم بعد ذلك ذكرنا الدعوات الَتِي دُعت إلى وحدة الأديان . وذكرنا إلى أن انتهينا من الفصل الأخير: « • نتائج الدعوة إلى وحدة الأديان • » فذكرتُ أكثر من مائة وعشرين نتيجة بعضها تؤدي إلى إقرار الشرك. وبعضها تؤدي إلى إلغاء المواريث ، وبعضها تؤدي إلى إلغاء أحكام المساجد ، وغير ذلك من الأحكام نسأل الله عز وجل السلامة والعافية . وكانت في مسجد الصحابة محافظة المهرة مدينة الغيظة حرسها الله تعالى. يوم الثلاثاء ٤- جمادى الآخرى لعام ١٤٣٩ هــ.