التبيين لخبر اعتقال عادل الحسني وبعض مكر الإخوان المسلمين
هناك أخبار تقول إنّ الظالم عادل الحسني قبضت عليه الإمارات، لكن لا ندري، والله أعلم. ونخشى أن يكون هذا من مكر الإخوان المسلمين، يريدون أن يسوقوا عادل الحسني على أنّه رجل مهم، وهو في الحقيقة ظالمٌ ظالمٌ جدًّا، وأغلب الفتن التي حصلت علينا كانت من تحت عادل الحسني وأنيس منصور، عاملهم الله بما يستحقون. ونعوذ بالله من الفتن.
ولا ندري هل أحد يؤكد هذه الأخبار أو يظنّ صدقها؛ فأنا عندي شك في الإخوان المسلمين، ولست متأكدًا. وأنا خائف أن يكونوا أخفوه في دولة ما فقط ليصنعوا له دعاية، ويظهرونه فجأة على أنه رجل السلام. فالإخوان لهم طرق في الكيد والمكر وغير ذلك، لكن نقول: اللهم اكفنا شرّ شرّهم، سواء كان عادل الحسني أو أنيس منصور أو غيرهم ممن نعرفهم أو لا نعرفهم. فالمصلحة الشرعية تقتضي أحيانًا ألا نذكر أسماءهم.
ونحن نرى أنفسنا قليلين، والمخالفون لطريقة السلف يروننا كثيرين؛ كما قال الله عزّ وجل لنبيّه ﷺ حين أرى الكفار في عينه قليلًا، وأرانا في أعينهم كثيرين، ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا. ونعوذ بالله من الشر وأهله.
ثمّ يقولون: “صُلحوه رئيس مؤتمر السلام”! فأين هذا السلام؟ وأين مؤتمر السلام؟ وأين مؤسسات السلام؟ هؤلاء جاء من ورائهم الإجرام، ويقولون: “سلام”! كمن يسمّي صعدة مدينة السلام، وصنعاء مدينة السلام، وشرعب بالسلام! وهي شرعب بالقتل والقتال، والرونة هم أهل السكينة. لكنهم يأتون باسم السلام من باب التفاؤل اللفظي؛ مثل من يسمّون المريض سليمًا، والمجنون مطبوّبًا، وهكذا.
ومؤتمر السلام ومؤسسة السلام هي في الحقيقة مؤسسة الإجرام. فماذا رأينا من عادل الحسني من خير؟ كل ما رأينا منه كان فزعًا ضد أهل السنة، يصوّرنا بغير وجه حق. ونحن نتعرّض للتصوير للجواز والبطاقة ونحن كارهون، ثم يأتي هو فيصوّرك بغير وجه حق، ثم يتفنن هو ومن معه في تلك الصورة، ويضعونها مع ترامب، ويكتبون علينا “سلفية مخابرات” تارة، وتارة أخرى غير ذلك!
ثم يأتي التحريض علينا ليلًا ونهارًا. نحن فررنا بديننا إلى بلد نرى أننا نأمن فيه على ديننا، وهم يحرضون علينا ليلًا ونهارًا مثل تحريض عمرو بن العاص وشلته قبل إسلامه على مهاجرة الحبشة. وهذا يحرض علينا أهل المهرة ليل نهار، وهؤلاء يقولون: “سيد السدود” و”بلدكم لا ندري ماذا”! ونحن – والله – لا مخابرات ولا عملاء، ولا قصد لنا من النزول هنا إلا أن نأمن على أنفسنا ونقيم دين ربنا سبحانه وتعالى.
والصحفيون – إلا من رحم الله – لديهم أساليب؛ يكتبون التقرير بطريقة تجعل القارئ البعيد يصدّق. مثل الذي ذهب إلى كاتب عند المحكمة وقال: اكتب لي ورقة أدخل بها على القاضي. فسأله: ما قضيتك؟ فقال: معي خلاف مع فلان وفلان. فكتب له الكاتب كلامًا قويًّا، فلما قرأه الرجل بكى! فقال له الكاتب: ما لك؟ قال: اليوم علمت أني مظلوم! من فصاحة الكاتب.
ونحن حين يكتب هذا المدبّر – عادل الحسني وأنيس منصور – فإن القارئ البعيد يصدّق ويقول: لعل تحتهم شيئًا! فنسأل الله العافية.
والدعوة ماضية، فإن كانوا قد قبضوا عليه حقًا فهي جريرته، وإن كان الإخوان يريدون تسويقه وإظهار أنه ذو شأن، فسيذهب كما ذهب غيره. انظروا إلى الزنداني: هل له ذكر الآن؟ لا يذكر إلا بما جرى من ورائه من الشر. وانظروا إلى الشيخ مقبل رحمه الله: كل يوم وليلة يُذكر بالخير، كتبه، أحاديثه، دروسه، علمه. ولو ترك الناس الدعاء له، فحاله عند الله خير.
هذه الكتب التي ندرّسها الآن – بفضل الله ثم بجهود الشيخ مقبل – أحبّت الناس دراسة البخاري ومسلم والحديث والتفسير. انظروا إلى أغلب المراكز السلفية في اليمن: درس الظهر تفسير، كما كان يصنع الشيخ مقبل رحمه الله. والعصر درس كتب الحديث، وبين المغرب والعشاء تنوّع في الأسئلة والحديث. فتأثّر الطلاب بشيخهم.
والحمد لله لا أحداث ولا اضطراب، بل هو العلم. والشيخ مقبل كل يوم يُذكر بالخير، وهؤلاء ذهبوا إلى مزبلة التاريخ لا يذكرون إلا بالسوء وبما أحدثوه من فتن وقلاقل وثورات.
وانظروا الآن إلى مسجد المقبرة. نحن في غنى عن شأنه. ويقولون: إننا لا نرى الصلاة خلف أهل البدع. وهذا غير صحيح؛ عقيدتنا مثبتة في كتبنا، ونفتي بها ونخطب بها ونحاضر بها: تصح الصلاة خلف أهل البدع، لكن إن وجد السني فالصلاة خلف السني أفضل.
وبعض أهل العلم المتقدمين يقولون: إذا وُجد السني والمبتدع، فالصلاة خلف المبتدع لا تصح إذا كان السني موجودًا. والبخاري بوّب: “الصلاة خلف المفتون والمبتدع”. والطحاوي قال: “ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من المسلمين”. ونحن نفتي ونعتقد ذلك، ونصلي على موتاهم وغير ذلك.
لكنهم يلبّسون. ولما لم يجدوا ما يلبسونه قالوا: “هؤلاء لا يرون الصلاة خلف أهل البدع”! وهذا غير صحيح.
ولماذا لا يقولون لإمامهم: أنت غير مرغوب فيك؟ والنبي ﷺ قال: ثلاثة لا تُرفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا… وذكر منهم: إمامٌ أمّ قومًا وهم له كارهون. لكنهم لا يرون هذا إلا على غيرهم.
فالحمد لله الذي هدانا وثبّتنا على هذا الخير، ونسأل الله أن يكفينا شر كل شر، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مفرغة من صوتية للشيخ الفاضل أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله
