📙 المنظومة الزعكرية في بيان حوادث السيرة الزكية
1- الحمد للمولى عظيم الطَوْلِ🌻 قد رحم العباد دون حَوْلِ
2- أحمده حمدا على الدوامِ🌻 أشكره شكرا على الإنعام
3- صلاة ربنا على النبيِّ🌻 محمدٍ ذي الخلق العليِّ
4- وآله وصحبه الأطهار🌻 تعاقب الليل مع النهار
5- شهادةٌ لله بالتوحيد🌻 أظهرها لشأنها المجيد
6- وبعد هذا أبتدي في النظمِ🌻 وداعيا إلى طريق العلمِ
7- بسيرةِ الرسولِ أعنى أحمدا🌻 لأنه بالوحي والخير اهتدى
8- قد جعل الله لنا فيها العبر🌻 لمقتفي سبيل رشد وظفر
9- واعلم هديت فضل ذي العلومِ🌻 إذ شرف العلوم بالمعلومِ
10- محمد خير العباد طرا🌻 هديا وسمتا ظاهرا وسرا
11- حمدا لربي الواحد العلامِ🌻 قد أكمل الدين مع التمامِ
12- ببعثة المختار أعني أحمدا🌻 يدعو إلى الرشد طريق السعدا
13 عزمت نظما لصحيح السيرة 🌻 وأسأل الله صلاح سيرتي
14- وأسأل الله لي الإعانه🌻 في النظم والتقريب والإبانه
النسب الشريف
15- محمد من خيرةِ الأقوامِ🌻 فضَّلَهُ ربي على الأنام
16- أبوه مذكور بعبد اللهِ🌻 وأمه آمنةٌ يا لاهي
17- وجده يدعى بعبد المطلب🌻 وشيبة الحمد إذا ما قد طُلِب
18- ومن قريشٍ خيرة القبائلِ🌻 وآل هاشم ذوو الفضائل
19- قد اصطفى قريش من كنانه🌻 أعطاه ربي أرفع المكانه
20- فهو خيارُ نسلِ إسماعيلَا🌻 وهو الذبيح صدّقِ التنزيلَا
21- متصلا بالنسب العدنانيِ🌻 وجده الخليل للرحمن
22- إذ رسْله تبعث منه في نسب🌻 من قومها فإنهم ذوو حسب
23- أجماعهم في النسب العدناني🌻 في قول أهل العلم والعرفانِ
24- صلاة ربي تبلغ الرسولا🌻 في كل وقتٍ دلنا السبيلا
الولادة والرضاعة وما تلاها حتى البعثة الشريفة
25- مات أبوه وهو حيٌ حملُ🌻 على صحيح القول وهو فصل
26- مولده شهرُ ربيع الأولِ🌻 في ثامن الأيام في القول الجلي
27- رواه مالكٌ عن ابن المطعمِ🌻 قد صح في التأريخ خذها واعلمِ
28- في يومِ الاثنينٍ بذا جاء الخبر🌻 نص صريح واضح قد اشتهر
29- من عام فيلٍ صح في المنقولِ🌻 ترجيحه من صاحب الفصولِ
30- قد أرضعته امرأة سعدية🌻 ثويبة أيضا لها مزية
31- قد شُق منه الصدر وهو طفل🌻 في أربع بذاك جاء النقلُ
32- والأم ماتت وهي بالأبواء🌻 وعمره ست بلا امتراء
33- عاش يتيما بأبي وأمي🌻 أواه ربي حاطه بالعلمِ
34- قام به الجد لعمر الثامنه🌻 من بعد موت بنت وهب آمنه
35- حضانة كانت لأم أيمنِ🌻 ربي جزاها بعظيم المننِ
36- ثم رعاه عمه القريبُ🌻 وحاطه بالنصح يا لبيبُ
37- عبد منافٌ اسمه المشهورُ🌻 أبوٌ لطالبٍ فتىً مثبورُ
38- في ثان عشرةٍ من الأعوام🌻 خروجه كان لأرض الشام
39- حذرهم منه بحيرى الراهب🌻 وأمره برده يطالب
40- قصته فيها الملا يختلف🌻 وراجح القول بها تأتلف
41- واقعة ثابتة أكيده🌻 ورد ما ينكر في العقيده
42- وقد رعى الأغنام قبل البعثةِ🌻 على قراريطٍ لأهل مكه
43- قد صانه الله عن السفاسفِ🌻 جميل وجه لم يكن بالكاسفِ
44- وحلفُ ذي الفضول كان حاضرا🌻 مع عمه ولم يكن منافرا
45- خروجه الثاني لأرض المحشر🌻 وطالبا للرزق من ذا المتجر
46- زواجه كان على خديجه🌻 طاهرةٌ فاضلةٌ بهيجه
47- في سن خمس بعد ذي العشرينا🌻 حباه ربي جملة البنينَ
48- قد لقبوه الصادق الأمينا🌻 جميل طبعٍ تلقه مبينا
49- بعد الثلاثين بخمس حاضره🌻 كادت قلوب أن تكون نافره
50- أي حين كانوا في بناء الكعبةِ🌻 واختلفت قريش في ذي الحقبِة
51- كل يريد رفع ذاك الحجر🌻 فكان حكمه سبيل الظفر
52- حباه ربي بسلام الحجرِ🌻 عليه إذ يمشي بلا تأخرِ
53 مخالفا للحمس في العباده 🌻 طريق رشد وبها السياده
الإرهاصات التي قبل نبوته
54- دعا الخليل ربه تعالى🌻 بدعوة صادقة فقالا
55- يارب وابعث فيهمُ رسولا🌻 من نفسهم يبلغ التنزيلا
56- بشرى به قد جاء في التوراةِ🌻 وصف دقيق واضح الآيات
57- عيسى أتى مصدقا ممجدا🌻 مبشرا لقومه بأحمدا
58- رؤيا لأمه من الأعلامِ🌻 نور عظيم عمّ أرض الشام
59- رميُ شهابٍ ثابتٌ بالنقلِ🌻 يُحْرِق ذا الشيطان أصل الدجل
60- قد عظم الجهلُ وعم الشرُ🌻 شركٌ وقتلٌ قد فشا والضرُ
61- قبل نزول الوحي كانت رؤيا🌻 كفلق الصبح وكانت ريا
62- وكان يخلو في ليالٍ ذي عدد🌻 تعبدا لربه الحي الصمد
63- في غارها الموسوم بالحِراءِ🌻 يدعو عظيم الفضلِ ذا الألآءِ
64- يسمع صوتًا ويرى الأنوار🌻 إعداده كي يحفظ الاسرار
65- فالحمد لله على ما أولى🌻 فهو الرحيم والعلي الأعلى
بدء الوحي وما لحقه إلى الهجرة
66- أكرمه ربي على كل الورى🌻 بِبَعْثهِ بالنور في أم القرى
67- إذ ختم الله به الرساله🌻 في سورة الأحزاب ذي المقاله
68- أرسله إلى جميع الناس🌻 قول أكيد ثابت الأساس
69- وذاك معدود من الشمائلِ🌻 ذكره الرسول في الفضائل
70- في الأربعين نزل القرآنُ🌻 وحي الإله إنه المنانُ
71- إذ جاءه جبريل بالفرقان🌻 كلام ربنا عظيم الشان
72- اقرأ فقال ما أنا بقاري🌻 كما روى مسلم والبخاري
73- فغطّه حتى علاه الجَهدُ🌻 ثم تلاها تم ذاك العهد
74- فعاد نحو البيت يمشي خائفا🌻 مرتعدا مما رأه آنفا
75- يقول بالهجير زملوني🌻 فقد عراني الَرهبُ دثروني
76- قالت له خديجة لما بدا🌻 والله لن يخزيك ربي أبدا
77- إذ تحملُ الكلّ وتقري الضيفَ🌻 وتكسب المعدوم والضعيفَ
78- فانطلقت به إلى ابن نوفلِ🌻 شيخ جليل القدر والفضائلِ
79- فقال ذا الناموس يا أخيَّا🌻 جاء لموسى فلكتن حفيا
80- يا ليتني أكون فيها جذعا🌻 إذ يخرجوك وأكن متبعا
81- ثم فتور الوحي قد تلاه🌻 وبعد ذا مدثرا أوحاه
82- فابتدأ الرسول بالنذارة🌻 إلى طريق الدين بالبشارة
83- أول مؤمن من الرجال🌻 أبٌ لبكرٍ كامل الخصال
84- ومطلقا أولهم خديجه🌻 من بُشِّرت بشارةً بهيجه
85- وفي الصغار ذكروا عليّا🌻 فكن بهذا يا أخي رضيّا
86- ثم تلتها الدعوة السريه🌻 أعوامها شديدة ذعريه
87- واتخذ الرسول دار الأرقم🌻 متخذا للستر والتكتمِ
88- وبعدها المرحلة الجهريه🌻 سنينها عشر مع الأذيه
89- إذ أمر النبي بالبلاغ 🌻 (فاصدع بما تؤمر) في البقاع
90- فكان منه جمعهم على الصفا🌻 يدعوهمُ بالرفق من غير جفا
91- فقام فيهم رجل عنيد🌻 معارض و سيء صنديد
92- فقال تبا ألذا جُمِعْنا🌻 تبت يداه في الهدى قرأنا
93- أعطاه ربي أفضل الآيات🌻 وحي رأه أعظم الهبات
94- أحاطه الله بعمٍ ذي رحم🌻 أبوٌ لطالبٍ وهذا قد عُلم
95- تتابع الأذى من الكفار🌻 واجتمعوا للبطش بالأبرار
96- فعذبوهم أبشع التعذيب🌻 بالقتل والضرب مع الترهيب
97- فأذن الله لهم بالهجرةِ🌻 إلى النجاشي طلبا للجيرةِ
98- فأرسل الكفار للنجاشي🌻 يرشونه في جملة الأحباش
99- لرد صحبٍ للرسول وصلوا🌻 لأرضه والأمن فيها حصّلوا
100- عادوا بجر الخزي والمهانه🌻 حمدا لربي دينه قد صانه
101- وعاد بعضٌ منهمو لما استمع🌻 بأنهم قد أسلموا لكن رجع
102- فكانت الهجرة مرتين🌻 إلى النجاشي فاعقل الأمرين
103- ودخل الفارق في الإسلام🌻 إذ أنه من جملة الأعلام
104- أعز ربنا به الأصحاب🌻 ودعوة الرسول قد أجاب
105- وقد كفاه الله قوم الهازئين🌻 حمدا لربي دائما في العالمين
106- ثم قريش قد شكته صاغره🌻 لعمه عادت بُرَغْمٍ عاثره
107- ضمادهم جاء يريد يرقي🌻 فتم إسلام فقل لي حسبي
108- وكان فيها حادث للقمر🌻 أعني انشقاقا كم به من عبر
109- فاعرضوا ويزعمون السحرَا🌻 إذ يلحدون جهرة وسرا
110 قد سألوا الآيات للإسلام 🌻 حمدا لربي صاحب الإنعام
111- وأجمع الكفار للمقاطعه🌻 لمن تولاهم فكانت فاجعه
112- ظلم عظيم قطعوا الأرحامَ🌻 قد عبدوا الأوثان والأصنام
113- وكان صابرا على البلاءِ🌻 وشاكرا لله في السراءِ
114- سببه فشو ذا الإيمان🌻 بين العباد نعمة المنان
115- ثلاث أعوام بلا نكير🌻 ثم تلتها رحمة الخبير
116- وحين كان نقض ذي الصحيفه🌻 وحالة الناس غدت ضعيفه
117- وبعده قد مات عمٌ قد نصر🌻 خير الورى وكفره قد استقر
118- تلاه قبض الزوجة الوفيه🌻 خديجة الطاهرة الزكيه
119- بعد ثلاثة من الأيام🌻 أمر عظيم حل في ذا العامِ
120 وأسلم العم القريب حمزه 🌻 فالحمد لله الذي أعزه
121- وبعد ذا خروجه للطائف🌻 يدعو إلى الخلاق ذي اللطائف
122- لكنهم أغروا به الصبيانا🌻 وصيّروه بينهم مهانا
123- فلم يفق إلا بقرن الثعلب🌻 وفاته الذي رجا من مطلب
124 بنخلة كان سماع الجن 🌻 هداية الله عظيم المن
125- وقد دعا الجن إلى الإيمان🌻 كما أتى في محكم القرآن
126- ثم تلاه حادث الإسراءِ🌻 لبيت قدسٍ ذاعَ في الأرجاء
127- يقظةً في قولِ أهلُ السنه🌻 فالحمد لله عظبم المنه
128- وهكذا عروجه إلى السما🌻 أكرمه الله به وأنعما
129- وكان فيه فرضُ ذي الصلاة🌻 خمسون في الأجرِ و في الهبات
130- وقد رأى من جملة الآيات🌻 ثَمَ الأمينُ سدّ ذي الجهات
131- ورؤية الرب تعالى ذي الكرم🌻 رؤيا فؤادٍ إن هذا قد عُلم
132- تزوّجَ المختارُ بعدُ عائشه🌻 وسودة ولم تكن مناقشه
133- وأخر البناء بالصديقه🌻 لبعد هجرة فخذ تحقيقه
134 دعا على الكفار أن لا يمطروا 🌻 سبع سنين كان فيها الضرر
135- عشر سنين والرسول يتبعُ🌻 مجامع الناس لكيما يسمعوا
136- فسار في عكاظَ و المجنة🌻 وذي المجاز هاديا للجنة
137- يدعو إلى التوحيد في المجامعِ🌻 مبلغا لدين ربي السامعِ
138- و يعرض النفس على العشائرْ🌻 يطلب من يؤويه أو يناصرْ
139- فكان منها عرض ذي الهمداني🌻 حديثه في مسند الشيباني
140- ثم تلته بيعة الأنصار🌻 يحمونه من سطوة الكفار
141- فشرِّف الأنصارُ بالإسلام🌻 حمدا لربي صاحب الإنعام
142- مكانها في الشعب دون العقبه🌻 حضرها العباس شدد طلبه
143- وقد فشا الإسلام في الأنصارِ🌻 حمدا لربي الواحد القهارِ
144- فخرج الناس إلى المدينه🌻 يفرّ كلٌ منهمُ ودينَه
145- وبقي الرسولُ والصديق🌻 يرتقب الأذنَ به حقيق
146- بمكةٍ أيضا عليٌّ قد بقي🌻 رد الأمانات فنعم المتقي
أحداث الهجرة إلى وصول المدينة
147- وقد أتى الإذن بأن يهاجروا🌻 فانطلقوا حالا وما تأخروا
148- وابن أبي قحافة الصَّدِيق🌻 أعدّ رحلا إذ هو الرفيق
149- واستأجر المختار من يهديه🌻 طريقَ هجرة أمانٌ فيه
150- فاجمعت مكرا قريش بالنبي🌻 فخاب مكر القوم سخفا للغبي
151- فانقلبوا بأسوء الحالاتِ🌻 ذُرَّ الترابُ فوق ذي الهامات
152- وانطلقا من لي لهم إلى جبل🌻 يدعى بثور فيه غارٌ فنزل
153- فجاء أهل الكفر يهرعونا🌻 إلى فم الغار الذي يأوونا
154- فحينها الصديق قال إنا🌻 لو نظروا أقدامهم رأونا
155- قال الرسول إن ربي معنا🌻 ثالثنا وبالدعا يسمعنا
156- ذات النطاق قد أتت بالثمَرِ🌻 وابن أبي بكرٍ أتى بالخبَرِ
157- بعد ثلاث جهزوا الرحالا🌻 فانطلقوا وقطعوا الأميالا
158- تلاهمُ سراقة بنُ جعشمِ🌻 فتى شديدٌ سار في تجشمِ
159- رهانهم في مئة من الإبل🌻 لمن أتى بخبرٍ عن الرجل
160- فساخت الخيل فعاد تآئبا🌻 مدافعا عن الرسول صائبا
161- مَرّا على دارٍ لأم معبدِ🌻 فيها من الآي كثيرٌ فاعدُدِ
162- من حلب شاةٍ ليس فيها لبنُ🌻 فدرّ ضرعٌ نعم هذي المننُ
163- أنصاره قد خرجوا في الشمس🌻 يستقبلون جَدَّهم من أمسِ
الأحداث التي كانت في المدينة مبدأ الهجرة
164- في يوم الاثنين ربيع الأول🌻 قد نزل المختار وسط المقل
165- نزوله في ابنٍ لعمرٍو عوفِ🌻 من خيرة الأنصار دون خوف
166- عشرٌمن الأيام كان فيها🌻 وزد عليها أربعا تاليها
167- وأسس المسجد في قباء🌻 ياربنا حمدا على النعماءِ
168- ومولد لابن الزبير قد حصل🌻 أول مولود لمن كان انتقل
169- ثم مضى في جملة الأنصار🌻 حتى أتى على بني النجار
170- تمضي به ناقتُه المأموره🌻 عناية الباري به مشهوره
171- ونزل المختار دار الخالِ🌻 عند أبي أيوبَ ذي الوصال
172- مدينة الرسول قد علاها🌻 نورٌ بمقدم الذي أتاها
173- واختار أرضا لبناء المسجد🌻 فحبذا المكان للتهجد
174- تعاون الأخيار في البناء🌻 حتى استوى الصرح على البيداء
175- أخُوَّةُ الٱنصارِ معْ مُهاجِرَه🌻 فتحٌ عظيمٌ في الدنا والآخرَه
176- والصلحُ أيضا معْ يَهودَ قد حصل🌻 لصدّ شرٍّ بالبلاد لو نزل
177- وشرع الأذانُ للإعلام🌻 شعيرة عظمى بذي الإسلام
178- حديثه يُروى عن ابن زيدِ 🌻 حمدا لربي الواحد المجيدِ
الأحداث بعد الاستقرار في المدينة
179- وكان إذن الله بالقتال🌻 لصد بغيٍ المعتدي الصوال
180- ثم تلاه فرض ذا الجهاد🌻 لنشر دين الله في البلاد
181- أول غزو كان للأبواء🌻 ثم بواط دونما امتراء
182- تلته غزوة هي العشيره🌻 وربما قيل لها العسيره
183- صبرٌ من الصحب الكرام البررة 🌻 يبغون فضلاً في الدنا والآخرة
184- سبعٌ من الشهورِ فوق عشرِ🌻 متجها للقدسِ أرضِ الحشرِ
185- وقبلةٌ حيلت إلى أم القرى🌻 وفيه الانقياد منهم ظهرا
186- في عام ثاني فرض ذي الصيام🌻 فحافظن فيه على القيام
187- أنصبة الزكاةِ أيضا حددت🌻 فيه وأيضا قبله قد فرضت
188- بنى الرسول بابنة الصديق🌻 صهر النبيْ لقب بالعتيقِ
189- ثم تلاه غزوة لبدر🌻 أذل فيها الله دين الكفر
190- ووصفها قد جاء بالفرقان🌻 في سورة الأنفال بالقرآن
191- أعز فيها الله أهل الدين🌻 حمدا لربي باسط اليدين
192- إذ بات فيها سيد البرايا🌻 يدعو سميعا مصبغ العطايا
193- وخرجوا والنقص في الظهور🌻 كل ثلاثة على بعيرِ
194- فأكرم الله تعالى عبده🌻 أمد بالأملاكِ كانوا جنده
195- قتل لسبعين من الكفار🌻 ومثلهم في الأسر من فجار
196- ألقاهم الرسول في القليب🌻 وحالهم كعشبه الثليب
197- وكان فيها حِل ذي الغنائمِ🌻 فالشكر لله العزيز الراحمِ
198- وبعد ذا قد ظهر النفاق🌻 بئساً لقوم إنهم فساق
199- من شأنهم قد أظهروا الإسلاما🌻 وأبطنوا ذا الكفر والإجراما
200- أوعدهم ربي جميعا بسقر🌻 في درك النار لهم فيها مقر
بين بدر وأحد
201- وقد تجلى مكر ذي اليهودِ🌻 في قينقاع نقض ذي العهود
202- أجلاهم الرسول أرض الشام🌻 قبحا لهم في جملة الأعوام
203-وبعد ذا قتلٌ لكعب الأشرف🌻 إذ كان طعانا بأهل الشرف
204- وتاجر الحجازِ أيضا قد قتل🌻 أبٌ لرافعٍ يهوديٌ سفل
205- ثم غزى الكفار أرض طيبه🌻 ويطلبون ثأرهم من حوبه
206- في السنة الثالثة الهجريه🌻 شوالها من غير ما مريه
207– أهل النفاق جانبوا السبيلا🌻 وقد أرادوا الشر والتخذيلا
208- في أحد قد التقى الجمعان🌻 وكان نصر لذوي الإيمان
209- ثم تلاه قتل ذي الإيمان🌻 سبعين إذ هم من ذوي الإحسان
210- سببه خلفٌ لأمر المرسل🌻 وقبله التقدير من رب عليِ
211- واحتدم الصفان في القتال🌻 وقُصد الرسول في ذا الحال
212- وكسروا البيضة فوق رأسه🌻 وضربةٌ كانت بقرب ضرسه
213- وصاح أيضا في الورى الشيطان🌻 أن قتل الرسول يا وسنان
214- ودعوة الرسول في أخراهمُ🌻 أثابهم غما فيا بشراهمُ
215- وبعد ذا فضل من الرب الصمد🌻 غزاة متبوع بحمراء الأسد
216- وصاهر الرسول فيها عمرَا🌻 إذ قد بنى بحفصةٍ واشتهرا
217- في السنة الرابعة الهجريه🌻 بعث الرجيع فتية زكيه
218- إذ قتل الكفار منهم مرثدا🌻 وأدخلوا خبابَ أيضا مرقدا
219- وبعد ذا بعثٌ إلى معونه🌻 بئرٌ غدى بالفعلة الملعونه
220- سبعين من قرائنا قد قتلوا🌻 غدرا فيا ويحهم ما فعلوا
221- شهر عليهم الرسول يقنتُ🌻 رعلٌ وذكوانٌ بغوا تعنتوا
222- ثم تلاها غزوة النضير🌻 إذ مكر اليهود بالنذيرِ
223- قد كان فيء للرسول يذكر🌻 أحمد ربي دائما وأشكرُ
224- أحداثها قد ذكرت في الحشرِ🌻 في سورة محكمة في الذكرِ
225- وبعدها غزوة ذي الرقاعِ🌻 إلى ذرى نجد من البقاعِ
226- وكان فرض لصلاة الخوف🌻 فجنب الله شرور الحيف
227- وكان فيها آية التيممِ🌻 تخفيف ربنا الكريم المنعمِ
228- ثم تلاها غزو بدر صغرى🌻 ودومة الجندل كانت ذكرى
غزوة الأحزاب المسماة بالخندق وما تلاها من أحداث
229- وغزوة يدعونها بالمصطلق🌻 في عام خمس وبهذا يتفق
230- ترجيح أقوالٍ لأهل العلم🌻 وسردها لا ينطوي في النظم
231- فيها تزوج النبيْ جويريه🌻 من بعد عتقها وكانت حوريَه
232-وفيه مذكور حديث الإفكِ🌻 يارب سلمنا طريق الشكِ
233- قد خاض أقوام بعرض عائشه🌻 فاترك هديت ذي السبيل الطائشه
234- صديقة بريئة وربي🌻 مذكورة في النور قل لي حسبي
235- في عام خمس بعد هجرة النبي🌻 شوالها أيضا فخذها واحسب
236- قد قام أحزاب بغزو يثرب🌻 يبغونها كفرا وما من مهربِ
237- فكان خندق على المدينه🌻 مكيدة الكفر غدت مهينه
238- بعد بلوغ القلب للحناجر🌻 سلمهم ربي بنصر حاضرِ
239- فقد كفاهم ربنا القتالا🌻 وأرسل الريح بهذا قالا
240- ووضع الرسول لام الحرب🌻 وجاء جبريل بهذا العتب
241- فانطلق الناس إلى قريظه🌻 ممتثلا لهذه الفريضه
242- وابن معاذٍ كان فيهم حكما🌻 قتلُ الكبارِ والذراري خدما
243- وبعد ذا زواجه من زينب🌻 زوجها الله بقول طيب
244- في عام ست بعد هجرة النبي🌻 غزو للحيان بلاد العرب
245- ثم تلاها غزوة الحديبيه🌻 فتح عظيم وطريق مرضيه
246- وصلحها اشتد على الصحابه🌻 لظلم كفار ذوي القرابه
247- قد رضي الله عن الصحابه🌻 في بيعة قد حققوا الإصابه
248- وبعدها غزوة ذي القراد🌻 وابنٌ لأكوعٍ فتى طراد
249- في عام سبع تم غزو خيبرا🌻 إذ دخل الرسول حين كبرا
250- ولبث الصحب ليالٍ في العددْ🌻 محاصرين لشرار ذي البلد
251- فكان دفع راية الأصحاب🌻 لابن أبي طالب الضراب
252- ففتح الله على يديه🌻 والتزم العهد الذي لديه
253- تحريمه للحمر الأهليه🌻 قد كان فيها قصة مرويه
254- وكان منه فعل ذي المخابره🌻 شبيهة في الحكم بالمخاضرة
255- تزوج النبي بها صفيه🌻 عفيفة مليحة وفية
256- وكان سم للنبيِّ وضعا🌻 في لحم شاة صوتها قد سمعا
257- واتجه النبي إلى وادي القرى🌻 وكان فيها نصره الذي ترى
258- وصالح اليهود في أرض فدك 🌻 فيء عظيم للعباد قد ترك
259- وحين كان عودهم من خيبرا🌻 تأخر الفجر لنوم قد جرى
260- وعاد من مضى إلى الأحباش🌻 أكرمهم أصحمة النجاشي
261- وبعدُ غزوة إلى فزاره🌻 وقادها الصديق وقت الغاره
262- سرية إلى جهينة مضت🌻 أسامة روى لنا وثبتت
263- في عام سبع عمرة القضيه🌻 أكرمهم ربي لهم مزيه
264- وقد بنى الرسول بالميمونه🌻 في حال حل قولة مضمونه
265- وكتب الرسول للملوك🌻 يدعو إلى التوحيد للمليك
266- إسلام خالد وإبن العاص🌻 فحقق التوحيد معْ إخلاص
267- عام ثمان غزوة لموته🌻 يارب جنبنا طريق الفوته
268- قد لحق الرسول فيها الحزن🌻 ثلاث قواد علاه الشجن
269- زيد الحبيب ويليه جعفر🌻 وابن رواحة الفؤاد يفطر
270- وقام خالد بأخذ الرايه🌻 سيف الإله إنه لآيه
271- ثم تلاها غزو ذي السلاسل🌻 قائدهم عمرو فتى النوازل
272- في رمضان وسط هذا العام🌻 فتح لبيت الله بالإسلام
273- إذ دخل النبيْ بفتحٍ عنوه🌻 على صحيح القول دون جفوه
274- قد لقي الرسول حال السفر🌻 صخر بن حرب طالبا للظفر
275- قال الرسول آمنٌ من دخلا🌻 بيتا لسفيان ودارا نزلا
276- أو كان داخلا بذاك المسجد🌻 مالم يكن معاندا ومعتدي
277- قد هدم الشرك مع الأصنام🌻 نصر عزيز كان في ذا العام
278- وحرم الرسول فيها المتعه🌻 تحريمها في الدهر دون رجعه
279- سرية كانت إلى جذيمه🌻 وابن الوليد قائد العزيمه
280- لم يفصحوا بقولةِ الإسلام🌻 فقتلوا كجملة الانعام
281- وداهم الرسول ثم اعتذر🌻 براءة لله مما قد جرى
282- في شهر شوال غزى حنينا🌻 نصر من الله أعز الدينا
283- هزيمة في أول اللقاء🌻 بسبب العجب بلا امتراء
284- مغانما قد قسمت بين الملا🌻 كثيرة من فضل ربي ذي العلا
285- ثم تلاه عمرة الجعرانه🌻 من بعد قسم العير والإعانه
286- في رجب من عامه الثمانيه🌻 غزى تبوكا في طريق عاتيه
287- قد أسميت لشدة بالعسره🌻 في سورة التوبة كانت عبره
288- وصالح النبي أمير دومه🌻 مكانه بالقرب من سدومه
289- ومر بالحجر بلاد الخسف🌻 فقال إمضوا فيها دون وقف
290- ومكر أهل للنفاق حاصل🌻 يريد قتلا والرسول مقبل
291- سلمه الله له السلامه🌻 ورجعوا بالخزي والسآمه
292- حال الرجوع مر في وادي القرى🌻 وقد أصاب الخرص من غيرامترا
293- فحين كان في رجوع من سفر🌻 أراد طيبة بها نعم المقر
294- وكان فيها حرق مسجد الضرر🌻 وفيه قصة لنا فيها عبر
295- ثلاثة القوم الذين خلفوا🌻 لأنهم في الغزو قد تخلفوا
296- وصدقوا الرسول ثم هجروا🌻 تيب عليهم بالمتاب جبروا
297- إذ قد عفا الله عن الذنوب🌻 ونزل القرآن بالتأديب
298- ثم تلاها مقدم الوفود🌻 يبادرون عقد ذي العهود
299- ومات فيها رأس ذي النفاق🌻 ابن أبيٍّ أصل ذا الشقاق
300- وكلف الرسول بالحجاج🌻 صدّيقه يسوق بالأفواج
301- مع عليٍ خيرةُ الفتيانِ🌻 فيها البرا من زمرةِ الشيطان
302- يمنع حج المشركين أبدا🌻 ويثبت الطواف من غير اعتدا
303- تتابع الوفود عام العاشر🌻 وقد أذل الله دين الكافرِ
304- وارتد فيها الأسود العنسيُّ🌻 واسمه عبهلة الشقيُّ
305- وحجة الوداع كانت حاضره🌻 من بعد عامهم غدى في العاشره
306- قد أمر الناس بذا التمتعِ🌻 وحج قارنا بهذا فاقنع
307- غديرُ خمٍ كانت الوصيه🌻 بالذكر ثم السنة المضيه
308- وصى بها أيضا بحق الآل🌻 حمدا لربي كان ذي الجلال
309- جيش عظيم قاده أسامةُ🌻 حب الرسول نعمت الكرامةُ
من بعد حجة الوداع إلى الوفاة
310- وبعد حجة الوداع قد رجع🌻 إلى مدينة بها كان الوجع
311- قد أُخبر الرسول بالوفاةِ🌻 في سورة النصر أخا الثباتِ
312- إذ جاء نصر الله ثم الفتح🌻 فاستغفرِ الله ففيه الربح
313- ولازم التسبيح للرحمن🌻 حمدا لربي الخالق المنان
314- في أخر الأيام من شهر صفر🌻 من عامها المذكور بالحادي عشر
315- كان ابتداء المرض العضال🌻 صداع رأس دونما إشكال
316- في يوم الاثنين ربيع أول🌻 ثاني عشر منه على القول الجلي
317- قد خير الرسول يعطى الأولى🌻 كان اختيارا للرفيق الأعلى
318- وقد قضي ستين من أعوام🌻 زدها ثلاثا حسبة التمام
319- قد غسل الرسول في الثياب🌻 توفيق ربي دونما ارتياب
320- تكفينه في أبيض الثياب🌻 ثلاثة من كرسف الإخصاب
321- صلى عليه الصحب أرسالا كما🌻 قد جاء في السنة نص محكما
322- ثم تلاه الدفن حيث قد قضى🌻 عليه موت وبهذا الاكتفا
323- في بيت عائش وتم النظم🌻 صلاتنا على النبي ختم
324- والآل والاصحاب ذي المزية🌻 وتمت المنظومة الزكية
325- وسمتها بالنظم زعكرية🌻 في شهر شعبان فخذ هدية
326- مِنْ عَامِ غَيْنِ ثُمَّ تَاءٍ قد عُلم🌻 وَأَلِفٍ مِنْ بَعْدِ نُون قد نُظم
327- تعدادها شين وكاف أذكر 🌻 يضاف حاء ولربي أشكر
328- – والحمد لله على الإعانة🌻 لما رجوناه من الإبانة
📌 وكان إرسالها في ليلة 19/ من رمضان 1441 بمسجد الصحابة رضي الله عنهم بالغيضة.
أبو محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري وفقه الله