📒#فوائد رمضانية ل عام1441هـ
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.
📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.
♻️ الفائدة 1_ الصدق والكذب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
فنحن في اليوم ٢ / من شهر رمضان / لعام ١٤٤١.
ونسأل الله عز وجل أن يتمه لنا بالخير والبركة وأن يوفقنا فيه لحسن القيام والصيام إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عباد الله، نذكر في هذا المجلس خلقين شأنهما عظيم، أحدهما حث النبي صلى الله عليه وسلم وتخلق به ودعا إليه.
والثاني حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم واجتنبه.
أحدهما سبب لنيل رضوان الله ولدخول جنة الله.
والثاني سبب لسخط الله عز وجل، ولدخول ناره.
نسأل الله السلامة والعافية.
هذان الخلقان دل عليهما حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وَإِنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ الصدق حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا». الحديث في “الصحيحين” وقد جاء في خطبة أبي بكر رضي الله عنه كما في “مسند الإمام أحمد”: عَنْ أَوْسَطِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَةٍ، فَأَلْفَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ أَوَّلٍ، فَخَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلَ يَقِينٍ بَعْدَ مُعَافَاةٍ، وَلَا أَشَدَّ مِنْ رِيبَةٍ بَعْدَ كُفْرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ»
أي: الزموا الصدق في أفعالكم وفي أقوالكم وفي اعتقاداتكم، فلا يظن الظان أن الصدق فقط نطق اللسان هذا من الصوت، وإلا فإن الصدق يتضمن القيام بأمر الله عز وجل من التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والحج وكل ما أمر الله به سبحانه وتعالى ولهذا قال الله عز وجل:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾[التوبة:١١٩]. أي: في أقوالهم وأفعالهم ومعتقداتهم، وما يدل على هذا المعنى قصة ذلك الرجل الأعرابي جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فآمَنَ بِهِ واتَّبعَهُ وقالَ: أُهاجرُ معَكَ فأوصى بِهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعضَ أصحابِهِ فلمَّا كانَت غزوةٌ، غنِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيها أشياءَ، فقَسمَ وقسمَ لَهُ فأعطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ لَهُ وَكانَ يرعى ظَهْرَهُم. فلمَّا جاءَ دفَعوا إليهِ فقالَ: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قَسمَهُ لَكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ. فأخذَهُ فجاءَ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا مُحمَّدُ، ما هذا؟ قالَ: قَسمتُهُ لَك. قالَ: ما على هذا بايعتُكَ، ولَكِنِّي بايعتُكَ على أن أُرمَى هاهُنا وأشارَ إلى حلقِهِ بسَهْمٍ فأموتَ وأدخلَ الجنَّةَ. فقالَ: إن تَصدُقِ اللَّهَ يَصدُقْكَ إن كنت صادقا في قيلك وصادقا في فعلك وصادقا في نيتك فإن الله عز وجل سييسر لك ما رجوته وما أملته فإن الله سبحانه عند ظن عبده به، كما في الحديث القدسي عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ».
الصدق عباد الله، تحالى به الأخيار ولا سيما الأنبياء صفوة الأبرار، قبل مبعثهم حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقب في قومه بالصادق الأمين، وقالت عنه زوجه خديجة رضي الله عنها: :«كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصدُق الْحَدِيثَ» علمت بفطرتها المستقيمة، وبعلمها الذي منحه الله إياها أن الصادق لا يخزى، فلذلك أقسمت قالت: «وَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصدُق الْحَدِيثَ»، ولما سأل هرقل أبا سفيان قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ:
قُلْتُ: لاَ.
ما كانوا يجربون عليه الكذب أبدا، لا في الفعل ولا في القول ولا في شيء.
قال: ما كان ليترك الكذب على الناس، ثم يكذب على الله.
استدل به على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم في بدأ دعوته دعا إلى الصدق، قبل الجهاد قبل الزكاة، قبل الصيام، قبل الحج، قبل كثير من الطاعات أمر بالصدق كما في حديث أبي سفيان لما سأله هرقل قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْده وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ.
الصدق، الدين الإسلامي حث على هذه الشعيرة لأن الصدق صفة محمودة، صفة عظيمة، إنما يتحلا بها الكرماء، وربما زهد بها العلماء، انظروا إلى أبي سفيان أيضا لأن قصته من أحسن القصص في هذا الباب، قال له هرقل: فَهَلْ يَغْدِرُ قُلْتُ لاَ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا. قَالَ: كَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدُر
فقال أبو سفيان: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يُأَثِّرَ عَلَيَّ الكَذِبَ لَكَذَبْتُ عَلَيْهِ كان يهم أن يكذب في حال كفره على النبي صلى الله عليه وسلم لكن خشي أن يعلم بهذه الصفة الذميمة التي يتذكر لها كل كريم صفة الكذب، فعلينا عباد الله أن نتحلى بالصدق في بيعنا وشرائنا مع أبنائنا مع جميع ما يتعلق بنا.
قَالَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «الصِّدْقَ طُمأنينَةٌ» رواه الترمذي من حديث الْحَسنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ، رَضيَ اللَّهُ عَنْهما.
طمأنينة راحة في القلب وسكون وهدوء، «وَالْكَذِبَ رِيبةٌ»، إذا كذبت على امرأتك تخشى أن تفضح، كذبت على أبيك تخشى أن تفضح، كذبت على صاحبك تخشى أن تفضح، كذبت على ابنك يخشى أن تفضح، لكن إذا كنت صادقا لا تخشى ولا تتهيب من شيء فالصدق طمأنينة، في “الصحيحين” عَنْ أَبِي خَالِدٍ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «البَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقا وَبيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» بركة حتى في الرزق إذا كنت تبيع بالصدق وتتعامل بالصدق.
نعم عباد الله، الصدق ينفع الله به العباد في الدنيا والآخرة ولذلك ذكر الله فيمن ذكر من أصحاب الأجر العظيم ﴿وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَات﴾ وفي آخر الآية ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ وقال الله عز وجل في يوم القيامة ﴿هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ ﴾ يا لله في أهلك المواقف، وأشدها حيث لا شفيع، ولا مناصر، ولا معين، ولا مال، ولا جاه، ولا شيء وإنما الذي ينتفع به صدقه مع الله ﴿قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ فلو نعود أنفسنا أن نلهج بالصدق، وأن نفعل الصدق وأن نتحلى بالصدق في جميع أحوالنا، فإن هذا والله من أعظم أسباب رفع درجات المسلمين في الدنيا والآخرة.
والخلق الثاني الذميم الكذب
سواء كان الكذب القولي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّه أتانِي اللَّيْلَةَ آتِيانِ، وإنَّهُما ابْتَعَثانِي، وإنَّهُما قالا لي انْطَلِقْ، وإنِّي انْطَلَقْتُ معهُما، ….فأتَيْنا علَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفاهُ، وإذا آخَرُ قائِمٌ عليه بكَلُّوبٍ مِن حَدِيدٍ، وإذا هو يَأْتي أحَدَ شِقَّيْ وجْهِهِ فيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلى قَفاهُ، ومَنْخِرَهُ إلى قَفاهُ، وعَيْنَهُ إلى قَفاهُ، – قالَ: ورُبَّما قالَ أبو رَجاءٍ: فَيَشُقُّ – قالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إلى الجانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ به مِثْلَ ما فَعَلَ بالجانِبِ الأوَّلِ، فَما يَفْرُغُ مِن ذلكَ الجانِبِ حتَّى يَصِحَّ ذلكَ الجانِبُ كما كانَ، ثُمَّ يَعُودُ عليه فَيَفْعَلُ مِثْلَ ما فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى قالَ: قُلتُ: سُبْحانَ اللَّهِ ما هذانِ؟ قالَ: قالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فانْطَلَقْنا،…» إلى أن قال: «وأَمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيْتَ عليه، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرُهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنُهُ إلى قَفَاهُ، فإنَّه الرَّجُلُ يَغْدُو مِن بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاق».
أو كذلك الكذب في الفعل والاعتقاد، قال الله عز وجل:﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾
في ماذا كذبوا؟
كذبوا في اعتقاداتهم، هم يقولون بألسنتهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم في الاعتقاد يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبر الله أنهم كاذبون مع أن اللفظة التي قالوها صدق وواقعة، لكن لما كانت قلوبهم على غير ذلك، عصموا بالكذب، وسموا به. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثَ:» -أ ي: أظهر علامات النفاق-«إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» رواه البخاري ومسلم.
وبدأ بالكذب «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ» ربما بعضهم يكذب على نفسه فضلا عمن من إليه فالإنسان عليه أن يجتنب الكذب، فالكذب يقوده إلى الفجور، يفجر في الخصومه، يفجر في الشهادة، يفجر في البيع، يفجر في الشراء، يفجر في كل شيء.
الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي ويسوق إلى النار وبئس القرار، ولذلك يوم القيامة يقال:﴿ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ ﴾. والكاذب ما يستطيع يتخلص من كذبه حتى يوم القيامة، في “صحيح مسلم”: «قال: فيلقى العبد فيقول: أي قل، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. قال: فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني، فيقول: أي فل، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، أي رب. فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثالث، فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا رب، آمنت بك وبكتابك وبرسلك، وصليت وصمت وتصدقت. ويثني بخير ما استطاع، فيقول: هاهنا إذن. قال: ثم يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك. ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه» فيا أيها المسلمون علينا أن نتأدب بالآداب الشرعية، والأخلاق النبوية، وكما قيل:
وبضدها تتبين الأشياء بفضل الصدق تعرف سوء الكذب، وبمعرفة سوء الكذب، تعرف فضيلة الصدق، ذكر أن بعض أهل العلم انطلق إلى بلده لطلب الحديث من بعض الشيوخ فوصل وذلك الرجل يدعوا حماره أو يدعوا فرسه بشيء في مخلاه، فسأله هل فيها شيء قال لا إنما أريد الدابة أن تأتي، قال ما كنت لآخذ منك الحديث. حتى أنهم أعدوا من الكذب كذب الأم أو الأب على الابن: تعال أعطيك وهي إنما تريدها أن يقبل إليها ثم تأدبه أو ثم تحسبه ثم تقوم على شأنها.
لا يصلح الكذب، عود نفسك على الصدق، وعود أبنائك على الصدق، وعود زوجك على الصدق، وعود مجتمعك على الصدق، وأحيانا قد نعلم أبنائنا الكذب ونحن لا نشعر، يأتي الابن بين يديك قد ألم بأمر ربما يحتاج فيه إلى تأديب، فإن صدقك ضربته، وإن كذبك تركته! هذا ما يصلح ينبغي أن تكون مطالبا له بالصدق، قل: قل الصدق وابشر مني بالخير، فإذا رأيت منه الصدق، وتعود بالصدق، انذره قل له خيرا هذه المرة لا تكرر به وابتعد عن ذلك، وازجره على ذلك، بينما كثير من الناس يعودون أبنائهم الكذب، أو يعودون أنفسهم الكذب، الله المستعان.
فينبغي عباد الله أن نتحلى بخلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وبخلق المؤمنين الصادقين، ألا وهو الصدق، وأن نتنزه عن الخلق اللئيم، ألا وهو الكذب، والله المستعان