📚تفريغ
#سلسلة_الـمـذاكـراة_العلمية_القيمة
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓 السبت 28 /شوال/ 1441 هجرية
📖 مذاكرة قيمة بعنوان:
*فضل التواضع*
🔹الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
📌من أحوج الناس إلى التواضع؟
نعم. العلماء
🔸العلماءُ أحوج الناس إلى التواضع لأمور:
👈الأمر الأول: أنَّ الكِبرَ صفةُ نَقصٍ إلا في حقِّ الله عز وجل.
👈الأمر الثاني: أن الله أَمرَ بالتواضع. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((إِنَّ الله أَوْحَى إِلَيَّ أَن تََواضَعُوا، حَتَّى لاَ يَفْخَر أحدٌ عَلَى أَحد، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ))
👈الأمر الثالث: أنه صفة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يخيط نعله ويغسل ثوبه ولا يعنف أن يمشي مع الأرملة واليتيم.
👈الأمر الرابع: أنه من أسباب إقبال الناس على العالم، فكلما تواضعَ مع ربه بتوحيده، وتَواضعَ مع كتابِ ربه بامتِثَالِ أمره واجتناب نهيه، وتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعته، وتواضع مع طلابه ومع الناس الذين يَدعُوهم إلى الله عز وجل؛ أَحبَّه الناسُ وأقبلوا عليه واستفادوا منه.
📖{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }
(آل عمران 159)
👈الأمر الخامس: أنه من صفات المؤمنين:
{ِالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}
(الفرقان 63)
🔹في أمورٍ غير هذه، وقد ذكرتهُ في كتابي وسائل نصرة الدعوة السلفية: التواضع، لما في ذلك من أسباب الثبات والخير العظيم والنفع العميم في الدنيا والآخرة.
تواضَع تكُن كالنجم لاح لناظِرٍ
في صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدُّخان يَعْلُو بِنَفسِهِ
إِلى طبقاتِ الجوّ وهو وَضِيعُ
📌ولا يتكبّر إلا من فيه نقصٌ. الناقِصُ من المخلوقين هو الذي يتكبر ويتعالى وَيتجَبَّر، وأما خُلَّص المؤمنين، وقبل ذلك صَفْوَةُ المُرسلين؛ فقد كانوا المثل الأعلى في التواضع. بل إن أكثر من يَتَّبُِعهم في دعوتِهم الضعفاء والمغلوبون، لما يجدون عندهم من الرِّفقِ والرَّحمةِ واللِّين والتواضع.
🔘فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يَجلسُ مع عمَّار، وصُهيب، وبلال بينما كان كفار قريش يَعنَفُون من ذلك، حتى قالوا له مُخيِّرِين: “اطْرُد عنَّا هَؤُلاَءِ” فوقع في نفسِه ما وقع صلى الله عليه وسلم لِتأَلُّفِهم ودعوتِهِم. فأنزل الله:
{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنعام 52)
ونسأل الله عز وجل أن يَرزُقَنَا هذا الخُلُق، وأن يُعِيننَا على أنفسنا، فإن النفس أمارةٌ بالسوء. وهو من مكارم الأخلاق.
🔘والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
((اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يهْدِي لأحْسنِهَا إِلَّا أنت، واصْرِف عَنِّي سَيِّئها لاَ يصْرِفُ عَنِّي سَيِّئهَا إِلَّا أَنْتَ.))
👈ومِن أكثر ما حَبَّبَ أهلَ السُّنة إلى الناس ما هم عليه من التواضع. يَتواضعُون للسائلين، ويتواضعُون للمقتبسين، ويتواضعُون لطلاب العلم، ويتواضعُون لأهاليهم ومن إليهم، وهذا أمرٌ محمود.