القناة الرسمية للشيخ عبدالحميد بن يحيى الزُّعكُري, [١٣.٠٧.٢٠ ٠٧:٤٧]
📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.
📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.
♻️ الفائدة 21 ـ حسن الخلق وسوء الخلق.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
في يوم الخامس والعشرين من رمضان لعام 1441 هــ نتكلم عن خلقين دعا النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بأحدهما واستعاذ من الآخر كما في حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في قيام الليل ومن جملته:
« اللَّهُمَّ اهْدِني لأَحسَنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأَحسَنِها إلَّا أنتَ، واصرِفْ عنِّي سيِّئَها لا يَصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ»
والنبي صلى الله عليه وسلم بُعث ليتم صالح الأخلاق كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم كان اكمل الناس خلقاً خلقه القرآن.
قال الله عز وجل:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[القلم:4]
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
« إِنَّ مِن خِيارِكُم أَحْسَنَكُم أَخْلاقاً »
وقال صلى الله عليه وسلم:
« ما من شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة من حُسْنِ الخُلُقِ »
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ».
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا»
وقال صلى الله عليه وسلم:
«وانا زعيمٌ “ضمينٌ” ببيتٍ في أعلى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ »
وقال صلى الله عليه وسلم:
«« أَكْمَلُ المُؤْمنين إِيمَاناً أَحْسنُهُمْ خُلُقاً ، وَخِياركُمْ خيارُكم لِنِسَائِهِم »
والآيات والاحاديث في هذه الفضيلة عظيمة إذ أن الأنسان بخلقه ؛ قيمته في هذه الحياة الدنيا بما يتخلق به إن كانت أخلاقه حسنة وحميدة يتحلى بالكرم والجود والشجاعة وصدق الحديث وحسن المعاملة وقبل ذلك عبادة الله عز وجل ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو الممدوح والمحبوب والموعود وان كان غير ذلك فالبعد عن مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة كما انه سوء العشرة والملكة في الدنيا.
فصاحب الأخلاق الحسنة محبوبٌ عند الناس ؛ مرغوبٌ في القرب منه ؛ مثنيٌ عليه من عباد الله وصاحب الأخلاق السيئة مبغوضٌ عند الله ؛ مبغوضٌ عند الناس مرفوضٌ في المجتمع
ولذلك قال النبي صلى الله وسلم:
« بالْمُؤْمِنِ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ »
وقال صلى الله عليه وسلم:
« خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ »
فصاحب الأخلاق الحسنة يرجى خيره ويؤمن شره وصاحب الأخلاق السيئة لا يرجى خيره ولا يؤمن شره فعلى الإنسان أن يتخلق بخلق القرآن وبخلق النبي عليه الصلاة والسلام وبخلق الأئمة الأعلام الذين حرصوا على طاعة الملك العلام وإياه والتشبه بأخلاق المتشبهين بالشيطان فإن هذا من المذمة بمكان والله عز وجل يحب الأخلاق الحسنة وأهلها ولهذا امر بها ورغب فيها وحظ عليها.
والقاعدة عند أهل السنة أن ما امر الله عز وجل به فهو محبوب عنده وهو المسمى بالإرادة الشرعية وما نهى الله عز وجل عنه فهو مبغوض عنده فينبغي للمسلم أن يلازم محاب الله عز وجل ثم إن اعظم الخلق الحسن مع الله الذي خلقك ورزقك وأعطاك وأمدك
﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾[الانفطار]
ولهذا كان اكمل الخلق معه سبحانه وتعالى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ركن الإحسان
﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٢١٨﴾ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴿٢١٩﴾ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٢٢٠﴾[الشعراء]
فعلى الإنسان أن يحقق التوحيد والاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم إن رغب أن يكون حسن الأخلاق مهدياً اليها ملازماً لها مرفوعاً بها في الدارين انظر إن صاحب الخلق الحسن ليبلغ درجة الصائم القائم سبحان الله رجلٌ يصوم بالنهار ويقوم بالليل اذهب جسمه الجوع والعطش تقرباً إلى الله عز وجل وآخر اذهب جسمه قيام الليل تقرباً إلى الله عز وجل وهذا بحسن خلقه يبلغ درجة الصائم القائم أي فضيلةٍ هذه إنها فضيلة العمل بالقرآن والسنة.
وأما حسن الخلق بين الناس فكما عرفها ابن المبارك وتتابع عليه العلماء بأنه
(كف الأذى) فلا تؤذي أحداً من المسلمين
و(بذل الندى) أن تكون يدك منطلقة بالبذل والعطاء إما صدقة وإما زكاة وإما هبة أو غير ذلك من الصدقات المعنوية كالإصلاح بين الناس والدعوة إلى مكارم الأخلاق
و(طلاقة الوجه) قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«وَلا تَحقِرنَّ مِنَ المعروفِ شَيْئاً ، وأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاك وأَنتَ مُنْبسِطٌ إِليهِ وجهُكَ ، إِنَّ ذلك مِنَ المعرُوفِ»
وقال صلى الله عليه وسلم:
« تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ »
وكان صلى الله عليه وسلم له المثل في هذا الباب قال
القناة الرسمية للشيخ عبدالحميد بن يحيى الزُّعكُري, [١٣.٠٧.٢٠ ٠٧:٤٧]
جرير رضي الله عنه ما رآني النبي صلى الله عليه وسلم إِلاَّ تَبَسَّمَ
بينما سيء الأخلاق إن جئت إلى باب الكرم وجدته من ابعد الناس عنه من باب الشجاعة وجدته من ألأم الناس من باب المعروف وجدته من ابعدهم
فكفى بالخلق الحسن انه صفة الأنبياء والمرسلين والصالحين والمؤمنين وربما ادعاه من ليس من أهله وكفى بالخلق السيء انه مبغوضٌ عند الله وعند أنبيائه ورسله وعند الصالحين من عباد الله وإنما هو خلق الشيطان وأعوان الشيطان والمتأسين بالشيطان.
وقد قيل في ذلك البيت الشعري:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
يعني أن الأمة بخلقها بعفتها بغيرتها بكرمها بشجاعتها ببسالتها في أوجه الخير فاذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا كما يعبر البعض إلى مزبلة التاريخ ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوماً يلعبون عراة دخل على أم سلمة واخبرها الخبر وقال:
« لَا مِنْ اللَّهِ اسْتَحْيَوْا وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا »
وكان من اشد عذاب القبر الذي لا يستتر من بوله وفي بعض معانيه انه الذي يبول أمام الناس وهذا لسوء خلقه فيجازى بهذا العذاب فينبغي للإنسان أن يكون حسن الخلق مع القريب والبعيد بل مع العدو قبل الصديق لان طبيعة الإنسان أن يتنكر لعدوه لكن اذا لازم الخلق الحسن فعند ذلك الخير العظيم كما اخبر الله عز وجل بقوله:
﴿﴿٣٢﴾ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ [فصلت] كأنه صاحبٌ قريب لكن هذه الصفة من ينالها
﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ” لان الأخلاق السيئة من نزغات الشيطان” فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿36﴾
فالله الله عباد الله في التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول عز وجل:
﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ﴾[الأحزاب:21]
وليست الأسوة فقط في الصلاة نعم قال « صَلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي » وليست الأسوة فقط في الحج نعم قال « خُذُوا عَنِّي مناسكَكم » وليست الأسوة فقط في الصيام والزكاة بل الأسوة في جميع شأنه مما هو من الأمور العامة إلا ما كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
ونحن في أيام فضيلات و أوقاتٍ جليلات فلا احسن من هذا الدعاء أن تأتي به في افتتاح صلاتك أو تأتي به في سجودك وركوعك أو في دبر صلاتك أو في أوقات الإجابة
« اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ ، فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ »
ولا عبرة بأخلاقٍ ظاهرها الحسن وصاحبها قد ضيع توحيد رب العالمين كما تسمعون ربما من بعضهم حيث يثني على الكفار من اليهود والنصارى وانهم وانهم وانهم هؤلاء لا خلق لهم في أخلاقهم ولا في غيرها لأنهم ضيعوا الحق العظيم ضيعوا حق رب العالمين وهو التخلق معه بالتوحيد والإخلاص والطاعة والتوبة والإنابة والاستغفار.
فيا عباد الله امتثلوا قول الله عز وجل:
﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[البقرة:195]
احسنوا في أقوالكم واحسنوا في أفعالكم كما يجب عليكم أن تحسنوا في عقائدكم فهذا هو مجموع الإنسان:
اعتقاد في القلب يعلمه الله وقد يحاول الإنسان أن يخفيه لكن لا تخفى على الله خافية وقول باللسان يسمع فيعبر اللسان عن هذا الإنسان.
يعرف الإنسان بأصغريه: بقلبه و لسانه.
والثالثة جوارح فتلتزم جميع الخلق في جميعها.
القلب إياك وظن السوء ؛ إياك و الحسد ؛ إياك والحقد ؛ إياك والبغضاء للمؤمنين ؛ إياك وغير ذلك من الأخلاق القلبية السيئة.
واللسان إياك والسب والشتم واللعن والقذف والكذب وغير ذلك من أفعال اللسان.
والجوارح إياك والزنا والسرقة والقتل والضرب والغصب وغير ذلك من الأخلاق السيئة.
اذاً نحن بحاجة إلى إقامة الخلق الحسن في جميع جوارحنا وان نكون كما أراد الله سبحانه وتعالى وكما سن رسول الله صلى الله عليه هذا تعمر البلدان وتصان الأديان
ونسأل الله عز وجل لنا ولكم العون والسداد اذا وقفنا بين يدي الملك الديان سبحانه وتعالى
والحمد لله.
🍃 🍃🍃🍃🍃🍃🍃