تفريغ
سلسلة_الفوائد_القيمة_قبل_الدروس.
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله ورعاه.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة – اليمن حرسها الله.
🗓الخميس 1/محرم/ 1442 هجرية
🔰فائدة قيمة بعنوان:
*📌 فائدة عن ذهاب الأيام والسنين والإجتهاد بالطاعات قبل الرحيل.*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
الدرس الثالث والأربعون من كتاب رياض الصالحين وهو درسنا الأسبوعي، وكان هذا الدرس في الليلة الثانية من المحرم في عام اثنين وأربعين وأربع مائة وألف. أسرع الليالي والأيام، بل والأعوام.
كُنا من قبل نرى سُرعة الليالي والأيام، الأن نرى سرعة الأعوام.
قبل أيام ونحن في بداية واحد وأربعين والأن في بداية اثنين وأربعين. ربما كثير منا ما انتهى من أعماله التي كان يزعم القيام بها في العام الفائت.
قال الله عز وجل:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } (الفرقان 62)
فهذا التعاقب في الليالي والأيام جعله الله للتَّذَكُّر والشُّكر. فقد مضى من أعمارنا في هذا العام فقط من كل واحد سنة، لو كان عمرك خمسون مضى منها واحد، ستون مضى منها واحد، عشر مضى منها واحد، فانظر كم بَقِي،
فنسأل الله أن يتوفانا المسلمين.
كُنّا نَتذاكر مع بعضهم فِي الصبح فجاء ذكر الأجل؛ فقلت له لو كان الإنسان يعلم بأجله ما طابت له حياة، لن يتلذذ، ولن يَتهنَّى زواجٍ ولا بِبنَاءٍ ولا بشيء. لو كل إنسان يعلم أنه ميت بعد كذا كذا؛ خَلاص مَا سَيعمُر بَيْت يزهدْ في الدنيا، ولا سيتزوج، ولا سَيتنعَّم بأكل أو شرب يبقى خائف من الأجل.
لكن لله حِكمة، تُقبَض الرُّوح وتُخرَج مِن الجَسد وما زال عمله بعيداً، ولذلك قَلَّ من يتوب إلا عِند الغَرغرة إلا من كان من أهل الإستقامة والإسلام
والله المستعان.
فَمضتْ أعمارُنا ولم يَبقَ مِنها إلا اليسير، فليكثر أحدنا من قوله:
رَبِّي {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين} (يوسف 101)
يعني: يُثبتك على الإسلام حتى تلقاه هذا هو الربح.
وينبغي لنا أن ننظر فيما مضى والله، ماذا قدمنا في العام الفائت؛ إن كانت عندنا ذنوب ولا نخلوا فنتوب ونستغفر، أيضاً ماذا استفدنا من العلوم ماذا حصّلنا من الفنون، ما الذي قدمناه للإسلام والمسلمين إلى غير ذلك..
أما إذا بَقِيتَ لا تنظُر تَمضي السنة ثم السنة ثم السنة وانت لا تنظر هذه مشكلة والله، لكن ماذا قدمت في العام الماضي؛ لنفسك، ولدينك، ولمجتمعك وإن كنت قد فرطت هل بادرت بالتوبة والإنابة؟ لا يكون حالُنا مثل العوام؛ آخر ليلة في السنة يرسلون برسائل المسامحة والعفو والصفح والتهنئة ومثل هذا الكلام، لا. لابُد أن نكون أرفع من ذلك.
فإذا كنا قد فرطنا في الذي مضى فنعزِم على عدم التفريط في الذي أتى.
وما بَينَك وبَين رمضان إلا ثمانية أشْهُر، غالباً أغلب المراكِز يكون الدروس في سبعة أشهُر منها، ثم يقع الضعف. فاستفِد من هذه السبع الأشهر. من كان حافظاً في القرآن فليُراجع، ومن كان بادئاً في الحفظ فليحرص على أن ينتهي قبل رمضان، ومن كان قد قطع شوطاً وتأخر يُعجل. نحن في سباق يا اخوة مع الموت!!، نحن في سباق مع الأيام، نحن في سباق مع الأعوام لابد أن نُسابق وإلا سُبقنا.
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} (الجمعة 8)
يأتيك ويقطعك حتى ولو كُنت من أهل الصلاح، ربما كتبتَ رسالة إن لم تنتهي مِنها ما طُبعت بعد موتك، كثير من السلف ضاعت كتبهم، كثير من علماء العصر ضاعت كتبهم.
فإذَن يا طالب العلم عليك أن تَجتهد في تحصيل العلم، وتدوينه، ونشره، وإفادة نفسك، وافادة غيرك.
أهل الدنيا في آخر الشهر الميلادي من السنة ربما يَستدعِي أحدهم المُحاسبين وما ينام؛ يُجمِّع الديون، ويحسب الداخل والخارج في هذا العام، وما له ما عليه… ونحن ما نقول نجمع لكن كلٌ منا ينظر في نفسه ماذا فعل، ماذا قدم ماذا صنع، ما الذي يرجوا في العام الآتي، ما هي المشاريع التي سيعزِم عليها.. وهذا إنما يفعله أصحاب الهِمم، أما من ضعفت همته لا ينظر إلى هذا ولا يُبالي.
فالله الله يا إخوة أوصي نفسي وإياكم بالإجتهاد في طلب العلم، والحرص عليه، وأوصي نفسي وإياكم بالتوبة إلى الله عز وجل من التقصير، ومما نقع فيه من الذنوب والمعاصي نسأل الله العافية.
وكذلك نوصي أنفسنا وإياكم بالتزود من الأعمال الصالحة فإنها نعم الزاد:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (البقرة 197)
هكذا يقول الله عز وجل.