#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الاربعاء 9/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*المسارعة إلى الخيرات*
⌚️المدة الزمنية :08:17
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الاربعاء 9/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*المسارعة إلى الخيرات*
🍃 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يقول الله عز وجل: {خلق الانسان من عجل} وهذا في الأمور الدنيوية غالبا.
وأما الامور الاخروية فإن الشيطان يقف له على سبله وطرقه، ليمنعه أو يكسله أو يؤخره، ولهذا جاءت الأوامر الربانية والأحاديث النبوية بالمسارعة إلى الخيرات، فتجد في القرآن: {وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم}، {وسابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم}، {فاستبقوا الخيرات}، {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات}. {وعجلت إليك ربي لترضى}. وما في بابها من الآيات البينات الدالة على تَعُين المصارعة إلى الخير، والعمل به والمبادرة به.
وفي السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند “مسلم” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 《بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا》.
وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: 《احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز》. ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: 《الصلاة على وقتها》. وذم الذين يؤخرون العبادة ولا يبادرون بالطاعة، فحين ذكر له أناسٌ يؤخرون صلاة العصر، قال: 《تلك صلاة المنافق، حتى إذا كانت الشمس بين قرني شيطان قام فنقرها أربعا》.
• من هذه الأدلة تعلم أيها المسلم أن الأيام تمضي والشهور تذهب والأوعام تنتهي وكل ذلك من عمرك فإن لم تكن إلى الخير، وسارعا إليه. يُخشى عليك الإنقطاع، ويُخشى عليك التفويت، ما من قومٍ يجلسون مجلساً لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم قرح، أي: حسرة.
النبي صلى الله عليه وسلم كان سباقا بالخير، وهكذا أصحابه رضوان الله عليهم، ولهذا قال الله عز وجل في شأنهم {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم}.
كانوا في سباقٍ إلى الطاعات والقربات، بينما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يصلي ليلةً فقرأ سورة النساء، فسحلها سحلاً. ثم سجد فجعل يقول: “اللهم اسألك إيمانا لا يرتد ونعيماً لا ينفد ومرافقة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم في أعلى جنّات الخلد”، والنّبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: “سل تعطى” . فما إن انتهى من صلاته إلّا وبادر الصّحابة إلى تبشيره فجاءه عمر وقد سبقه أبو بكر رضي الله عنه بالبشارة.
وهكذا حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة، كان أبو بكر من المسارعين والسباقين، فتصدق بجميع ماله، وكان عمر رضي الله من المسارعين والسباقين، فتصدق بنصف ماله، وهكذا لما جاء ذلك الرجل فقال :يا رسول الله إن لفلان نخلة أقيم بها حائطي، فقال له: رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان: أعطه نخلتك، بنخلة في الجنة، قال: لا يا رسول الله، ثم سمع أبو الدحداح فذهب إلى ذلك الرجل وقال له يا فلان أتبيعني نخلتك؟ بحائطي؟ أي بحائط فيه عشرات النخيل، قال بعتك إياه، فقال: يا رسول الله هل اشتريت النخلة التي ذكرت فهي لك، افعل بها ما ترى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “بخٍ بخٍ أبا الدحداح، كم من عتقٍ رداح لأبي الدحداح في الجنة”، بسبب هذه المبادرة، وبسبب هذه المصارعة.
🔹 فما تدري يا أخي بالعمل الذي يكون سبباً لدخولك الجنة، وما تدري ما بقاؤك في هذه الدنيا، إذاً فما عليك إلا أن تكون مبادراً لكل طاعةٍ وقربة، سواءً في ذلك الصلاة أو الصيام أو الحج أو الصدقة، وجميع أنواع البر كن سباقاً بالخير، وعود نفسك المسابقة إياك والتواني.
🌿 قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول》. فالصف المقدم بسبب تقدم صاحبه ومصارعته للخير أفضل من الصف المؤخر. وهكذا مثل المهجر أي إلى الجمعة في الساعة الأولى كمثل الذي يهدي البدنة، ثم كالذي يهدي البقرة، ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة والعصفور” أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
📍ما الذي ميز بين هؤلاء؟ في هذه الأجور والدرجات: إنه المسارعة إلى الخير، وربما تكون بمسارعتك إلى الخير دالاً لغيرك.
والنبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بالصدقة قام رجل فتصدق بملء كفه. فتتابع الناس فقال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا” حديث جرير في “الصحيح”. من غير ذلك من الادلة فعلى الانسان إلا ان يكون مسارعا سباقا الى الخير لا يتوانى ولا يتأخر.
كما أنه لا يجوز له ان يتعجل فيما لا يجوز فيه التعجل لا يجوز له ان يصلي الصلاة قبل وقتها ولا يجوز ان يصوم يوم الشك إلى غير ذلك فالمسارعة الى الخيرات سماء الصالحين والمخبتين والمنيبين انظر إلى وصف الله عز وجل لزكرسا عليه السلام ولزوجه ولولده يحيى عليه السلام {انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين}.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو يعلم الناس ما في الآذان، والصف المقدم ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا ويستهموا عليه الحديث، كل ذلك من باب المسارعة إلى الخير والمبادرة اليه. والله المستعان.
