#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأربعاء 23/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*فتح المنان ببيان بركة القرآن*
⌚️المدة الزمنية :12:45
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأربعاء 23/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*فتح المنان ببيان بركة القرآن*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأما بعد:
يقول الله عز وجل: {وهذا كتابٌ انزلناه مباركٌ فاتبعوه} فالقرآن العظيم مبارك في لفظه ومبارك في معناه ومبارك في أجره ومبارك حال الاستشفاء به ومبارك في جميع شأنه. فانظروا الى الاية القصيرة تدل على المعاني العظيمة الكثيرة وانظروا حروف اليسيرة كم فيها من الأجور العظيمة فقد جاء عن عبد الله بن مسعود وله حكم الرفع 《من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف》. فهذه الاجور الكثيرات لا ينالها الانسان بقراءته في كتب فلان وعلان وإنما تنال اذا قرأ كلام الله ووحيه ونوره وتنزيله ومن بركته انه محفوظ مهما حاول أو تربص المخالفون للزيادة فيه أو النقصان فهم مبتورون يائسون قال الله عز وجل: {انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون} من بركته انه كتابٌ تصلح به العقائد وتصلح به الأفعال وتصلح به الأقوال هو كتابٌ عامٌ شامل قال الله عز وجل: {ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربة واليتامى والمساكين} الآية فذكر الله عز وجل ما يتعلق باعمال القلوب وأعمال الأبدان وأعمال الاقوال من بركته ايضاً أنه تام لا يحتاج إلى زيادة قال الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}. من بركته انه يستشفى به من الأمراض الحسية ومن الأمراض معنوية كما تقدم قول الله عز وجل: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} من بركته انه حوى جملاً عظيمة من أدعية الانبياء والمرسلين التي بها صلاح الدنيا والدين فما على الانسان إلا أن يلتزم به من الأدعية ويرجو من الله عز وجل الخير والعافية {ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار} من بركته أن تدبره وتعقله يزداد به الايمان ويحصل به الخير والإحسان وأنزله الله عز وجل لذلك أفلا تعقلون أفلا يعلمون أفلا تتذكرون إلى غير ذلك مما قصه الله سبحانه وتعالى من بركته أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فإذا تكلم الانسان غير المعصوم لا ينتهي من كلمة إلا ويدخل عليها من اللوازم الشيء الكثير أما القرآن {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد} من بركته كذلك أنه كتابٌ جامعٌ لكل خيرٍ وفضيلة محذرٌ من كل شرٍ ورذيلة حتى ذكر ابن القيم وغيره أن الله عز وجل جمع علوم الكتب في التوراة والإنجيل والقرآن والزبور ثم جمع علوم هذه الكتب في القرآن ثم جمع علم القرآن في الفاتحة ثم جمع ما يتعلق بالفاتحة في قول الله عز وجل {إياك نعبد وإياك نستعين} من بركته أن عمومه استدل به على كثيرٍ من المسائل الخاصة على كثيرٍ من المسائل النازلة من بركته أنه صالحٌ في كل زمانٍ ومكان لا يبلى على كثرة الترداد ولا يلحقه النقص ولا يلحقه شيء من الفساد فهو كتابٌ محفوظٌ بحفظ الله له وكتابٌ أمرنا أن نعمل به في سابق الدهر ولاحقه كما تقدم {وهذا كتابٌ انزلناه مباركٌ فاتبعوه} فمن اتبع هذا الكتاب في عقيدته فهو المفلح ومن اتبع هذا الكتاب في أقواله فهو المفلح ومن اتبع هذا الكتاب في أفعاله فهو المفلح ومن اتبع هذا الكتاب في عبادته فهو المفلح ومن اتبع هذا الكتاب في معاملاته فهو المفلح ، يأمر بالمكارم وينهى عن الحرام يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل يرغب ويرهب إلى غير ذلك مما حواه هذا الكتاب وهذا معنى قول الله عز وجل في ذكر أنه أنزله متشابه متشابه في أحكامه ومتشابه في أخباره ومتشابه في وعده ووعيده لا يناقض بعضه بعضا ولا يخالف بعضه بعضا وقد أعيا هذا الكتاب من اراد الطعن فيه وكم حاولوا ذلك من المشركين وغيرهم {ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره} فكم من جبارٍ اذا سمع منه وقد أراد الله له الهداية وإذا به يستجيب وكم من مسحور شفاه الله عز وجل بسماع بعض آياتٍ منه وكم من مكروبٍ ذهبت كربته لسماع بعض آيات منه وكم من عاصٍ مجرم تاب إلى الله عز وجل في سماع بعض آياتٍ منه إذا تعقل وتدبر فهو كتابٌ لا قبله ولا بعده إذ أنه كلام الله ووحيه وتنزيله ونوره قال صلى الله عليه وسلم: 《ما من الانبياء من نبي الا قد اعطي من الايات ما مثله آمن عليه البشر》.
انظر موسى العصى والدم واليد وكثير من الآيات البينات والحجج العظيمات القاهرات وانظر إلى عيسى منحه الله الى إحياء الموتى وابراء المرضى وغير ذلك من الآيات وانظر إلى صالح اعطاه الله عز وجل الناقة تلك الاية العظيمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله القرآن فهو أعظم آية أنزل على قوم هم أفصح الناس لساناً وأعقلهم فيما يتعلق بما هو من شأنهم ومع ذلك من لم يستجب لهذا القرآن وصف بالاصم والابكم وعجزوا ان يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله او بصورة مثله بل باية من مثله فهم عاجزون ومقطوعون وقد ذكر أهل التفسير والتاريخ أن عمرو بن العاص ذهب الى مسيلمة بن الكذاب قبل إسلامه فقال له 《مسيلمة ما اخر ما نزل على نبيكم؟ قال له {انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر} فقال وأنا آخر ما نزل علي{يا وبر يا وبر ما أنت إلا كذا وصدر وأخراك نقر او نحو ذلك} فقال له عمرو بن العاص اشهد انك كذاب》 الشاهد أن هذا القرآن أعيى كما أنه أفرح المؤمنين ومما يذكرونه ونكرره ما حصل على الملك فيصل في فرنسا حين ذهب للعلاج من أن طبيباً كان إذا دخل عليه النصراني يعالجه ناقشه في الإنجيل واثبت له التعارض وإذا دخل عليه اليهودي يعالجه ناقشه في التوراة وأثبت له التعارض فدخل عليه الملك فيصل فكلمه وقال له كتابكم متناقض قال قرأته؟ قال نعم قال بلغته ام بلغتك؟ قال بلغتنا قال إذاً لم تقرأه اقرأه بلغته قال فذهب ذلك الدكتور وجعل يتعلم اللغة العربية في ثلاث سنوات مع دكاترة متخصص في اللغة حتى فهمها وعلمها ثم بعد ذلك أقبل على القرآن تدبراً وتعقلاً وتفهماً فما وجد فيه من عيبٍ ولا نقص وهذه القصة يرويها عن هذا الطبيب شيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله.
• وهكذا ما يتعلق بذلك الكندي الذي كان متخصصاً في علم البترول وأراد أن يكون طاعناً في القرآن باحثاً عن نقصٍ فيه فبينما هو يقرأ إذ أتى على قول الله عز وجل: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا} فعجب من هذه الآية من مبناها ومعناها أن القرآن يتحدى أن يوجد فيه نقصٌ أو عيبٌ أو خلل قال فما زال يقرأ في بعض آية حتى فتح الله عز وجل عليه بالإسلام الشاهد أننا إنما أهملنا القرآن وإلا والله لو اقبلنا عليه علماً وعملاً وتدبراً وتعطلاً ما قلعنا منه ولا فاتنا كثيرٌ من الخير بسبب ذلك يذكرون أن الصابوني رحمه الله صاحب كتاب عقيدة السلف أهل الحديث وليس بالصابون المتأخر صاحب التفسير وعنده بواطن وتأويلات فاسدة مكف يخطب الناس بآسةٍ واحدة تسع سنين وفعلاً لو أراد الانسان أن يخطب بآيةٍ واحدة ويستنبط ما فيها من المعاني وما فيها من الوعد والوعيد وما فيها من العمومات وما فيها من الخصوصات وما فيها من الخير العظيم لأطال به المقام والله المستعان.
