الحمدُ لله، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ: فقد صح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: *«لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ».* وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: *«أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ، وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟»،* قال الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ: أَيْ: *لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَإِنَّ الْقَمَرَ يَطْلُعُ فِيهَا بِتِلْكَ الصّفة.* اهـ. وفي حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُهَا، – قَالَ شُعْبَةُ: – *«وَأَكْبَرُ عِلْمِي هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ».* وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ، يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللَّهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ. قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ».* وجاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: *«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ».* وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ». فالشاهد أنها ليلة مباركة بأذن الله عَزَّ وَجَلّ، وهي أرجى ليالي رمضان في أن تكون ليلة القدر، فمن استطاع أن يعتكف في هذه الليلة فليبادر، ومن استطاع أن يحييها فليبادر، ولا يكسل الإنسان عن طاعة الله عَزَّ وَجَلّ حتى الحُيض في البيوت ينبغي أن تكثر من الدعاء، والذكر، وقراءة القرآن. لأن النبي ﷺ: كَانَ «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ»، أخرجاه، هكذا يُفَرغ الإنسان نفسه لطاعة الله عَزَّ وَجَلّ، فقد تُستجاب له دعوة، وقد يُصلح له حال، وقد يُغفر له ذنب، وقد يُستر له عيب، وقد يُشفى له مريض، وقد يُرحم له ميت، وقد يَعود له غائب. فلا غنى لنا عن الله عَزَّ وَجَلّ طرفة عين، وإن لم نكن نعاني من مثل ما تقدم فنحن بحاجة إلى مفغرة الله، وإلى رضوانه، وإلى أن يكرمنا الله عَزَّ وَجَلّ بدرجات الجنة، وبنعيمها المقيم، فأنصح إخواني جميعًا بالمحافظة على هذه الليلة وما فيها، لعل الله عَزَّ وَجَلّ أن يكرمنا بقيام ليلة القدر، وقبولها، قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة:27]. وإذا قُبِلت والله هي السعادة، قَالَ تَعَالَى:﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر:3]، إذا قبل الله منك ركعتين فأنت سعيد، فكيف بليلة القدر التي فيها ﴿يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4]، وفيها تتنزل ملائكة الله لكثرة الرحمات والبركات النازلة في تلك الليلة. ويذكرون في أوصافها بما لم يثبت، كما يقول بعضهم: لا ينبح فيها كلب، ولا يسقط فيها نجم، وهي ليلة سمحاء. وقد يجد الإنسان من نفسه علامات في قلبه، حيث يجد خشوعًا، وسكينةً، ورقةً، وأمور لم يجدها من قبل وذلك أن الملائكة تتنزل بكثرة، والخير حاصل، والبركات حاصلة، فربما يجد المؤمن بعض الأثر، وإن لم تجد ذلك فكونك أقمتها فأنت بخير. وأما صبيحتها فتصبح الشمس بيضاء لا شعاع لها؛ بسبب تنزل الملائكة، وحصول الخير تصبح كأنها خبزة، فنسأل الله عَزَّ وَجَلّ أن يوفقنا لقيامها، وأن يرزقنا الإخلاص في ذلك.
ونسأل الله العون، والقبول، والسداد.
* * * * *
تطبيق المقالات المفيدة في التوحيد والفقة والأخلاق والعقيدة للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري
💢 تعريف الصيام وفضله وما يتعلق به💢 وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، على المشهور من أقوال أهل العلم. وذهب البخاري... 💢 تعريف الصيام وفضله وما يتعلق به💢 اقرأ المزيد
📙 *_(لا يثبت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء عند الإفطار ولا في فضل ذلك ومع ذلك رمضان كله وقت إستجابة إن... (لا يثبت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء عند الإفطار ولا في فضل ذلك ومع ذلك رمضان كله وقت استجابة إن شاء الله تعالى) اقرأ المزيد