◾للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الزعكري حفظه الله.
الأحد 27 / ذو القعدة / 1443 هـجريـة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه محاضرة بعنوان :
*فضل العلم ونصائح لسالكيه*
والتي كانت في دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية بالضالع حرسها الله،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد : منةٌ من الله وفضل عليَّ عظيم، أن هيأ لي هذه الزيارة المباركة في هذه الدار المباركة، ولهذا الشيخ المبارك، ولهذه الوجوه المباركة بإذن الله عز وجل، والله المطلع إني في شوق إلى زيارة هذه الدار وأي شوق، بل إني أحدث نفسي بين الحين والآخر أن أمرَّ عليها ثم تأتي الشواغل، وقد كنت عازما على زيارتكم يوم العيد هممت أن أخطب عيد الفطر ثم أتحرك من الغيظة قلت يكون وقتي فارغا وليس هناك شواغل ثم شاء الله عز وجل أن نتأخر لأمر وآخر ثم نقدم ونؤخر حتى هيأ الله عز وجل هذا الأمر وله الحمد والمنة والفضل. زرناكم محبة فيكم محبة لكم لما أنتم عليه من الخير جميعا المشايخ والطلاب، زرناكم تعبدَّا لله عز وجل بزيارة إخواننا وأحبتنا، زرناكم مشاركة في الحث هلى الخير ومثل هذه الوجوه لو رحل لها من خرسان إلى هذا المكان لإلقاء ما يسر الله عز وجل على مسامعهم ليس ذلك إلا البركة العظيمة والخير المستفيض، يسر الله بهذه الزيارة في هذا اليوم لعله السابع والعشرون من ذي القعدة الحرام لعام ١٤٤٣ . وكانت أول زيارة وآخر زيارة لدار الحديث بالضالع على ما أظن قبل ستة سنوات وأنتم في المسجد السابق.
أيها الأخوة نشكر الله عز وجل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا على نعمه الكثيرة وآلائه الغزيرة، ثم نشكر الشيخ المبارك أبا عبد الرحمن رشاد الضالعي حفظه الله وبارك فيه وأرشد الله عز وجل له أمره وأصلح الله شأنه وذريته وطلابه إنه ولي ذلك. نشكره على حسن الاترحاب، وبشاشة الوجه وحسن الضيافة ونحن في الطريق إلى هنا ونشكركم جميعا أيضا، وأسأل الله أن يبارك في هذا الجمع أينما كانوا، وأن يثبتنا وإياهم على الكتاب والسنة.
أيها الإخوة المواضيع كثيرة التي نحتاج أن نطرقها وأن نتكلم فيها، لكن يتفاوت الناس في اختيار الداعي للموضوع الذي يتكلم فيه، وأنتم تسمعون من شيخكم ومن غيره من المشايخ الوصايا الكثيرة النافعة، لكن نشارك بما يسرَّه الله، وبادئ لي بدء:
• اعلموا أن الله عز وجل اختاركم على من سواكم، كما قال عز وجل {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ }، وكما قال الله عز وجل: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}. فهداية العبد وتوفيق العبد وتيسير شأن العلم والعبادة للعبد هي: منة من الله واختيار واصطفاء واجتباه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《من يرد الله له خيرا يفقهه في الدين》. وهناك عبارة حفظناها من شيخنا أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله دوَّت في مسامعنا حين زارنا في دماج بعد موت شيخنا مقبل رحمه الله بشهر واحد قال فيها: “وضعتم على الطريق فسيروا”. فأنتم يا طلاب العلم قد وقفتم على الطريق الموصل إلى الله، الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار عليه السلف الكرام، والأئمة الأعلام، فما عليكم إلا السير وعدم التوقف والانقطاع، حتى نصل به إلى الله عز وجل، كما قال أحمد بن أبي الحواري رحمه الله: “يا علمُ إنَّما طلبتك لأصل بك إلى الله، وقد وصلتُ”.
◇ ومن السَّفه أن الإنسان يعرف الطريق المستقيم الواسع الموصل إلى المقصود والمطلوب السالم من قطاع الطرق وغيرهم ثم يترك السير فيه، أو يذهب لسلوك سبيلٍ غير هذا السبيل هذا من السفه الذي قال الله عز وجل عنه: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ }. فيا طالب العلم قد وفقك الله لخير عظيم فامض على ما أنت فيه، وشمر تشميرا، واجتهد وإياك والكسل والتواني، سواءً في التحصيل أو في العمل أو في الدعوة، هذا سبيل الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ثم قال: والصراط الإسلام وقال الله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فاحرصوا على السبيل ولا يرضى أحدكم بالدون، لا يقول يكفي المشايخ يكفي العلماء. لو كان كلكم علماء لاحتاجت الأمة إلى غيركم وأضعافكم فما بالُكَ إذا كان العلماء يعدون على الأصابع لا سيما في هذا الزمن المتأخر والله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعهُ من الصدور، ولكن يقبض العلم بموت العلماء وها نحن نودع في كل عام أو أعوام علماء، وربما لا تجد لهم خُلفاً. قال شيخنا مقبل رحمه الله تعالى : ” يموت المدير فنأتي بمدير جديد أو الوزير فنأتي بوزير جديد لكن إذا مات العالم من أين لنا بعالم “. لأن العالم لا يصل إلى هذه المرتبة العلية والمكان السامية إلا بعد جُهدٍ جهيد، من حفظٍ، ومراجعةٍ، وكتابةٍ،ودراسةٍ، وربما ضاع عليه بسبب هذه الأمور العظيمة بعض الملذات الدنيوية، لكن لا يضره ذاك لإنه كما قال الإمام أحمد رحمه الله : ” ليس مثل العلم شيء لمن صَلُحت نيتُه”. وأعلى من ذلك قول النبي ﷺ: ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، وفي رواية: ” أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه”، وهكذا قول الله عز وجل لنبيه محمد ﷺ، كم له من مِنن عليه كثيرة كثيرة، لكن قال له : {وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل اللهِ عليك عظيم} وقال عنه: •{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى }• وأمره أن يقول: {وقل ربي زدني علما}، هذه الأمور لو تفطنا لها، الامتنان على محمد ﷺ بالعلم تحضيض محمد ﷺ على مزيد العلم، حرص النبي ﷺ على العلم وبثه يقول لجبريل عليه السلام ما يمنعك أن تزورنا أكثر من مما تزورنا، فأنزل الله عز وجل: •{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ }• إنما كان جبريل يزوره بالوحي يزوره بالخير الذي هو مفتاح كل خير، قد تأتي إلى شخص يقول لك أنصحك أن تصلي الصلوات في وقتها نصيحة طيبة وآخر يقول لك أنصحك أن تلازم التوحيد في جميع شأنك نصيحة طيبة، وآخر يقول أنصحك بقيام الليل وصلاة الضحى، وآخر يقول أنصحك بصدق الحديث وأداء الأمانة والبعد عن الكذب، وهكذا لكن يجمع ذلك أن يقول لك الناصح أنصحك بطلب العلم والاستمرار عليه والثبات عليه والدعوة إليه والعمل به واختصاره أنصحك بالعلم أول ما طرق أذن النبي ﷺ من الوحي {اقرأ} قبل كل شيء {اقرأ} وعالجه جبريل حتى قرأ ثم فتر الوحى فترة من الزمن ثم جاءه الوحي يأمره بالدعوة والعمل: •{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (١) قُمۡ فَأَنذِرۡ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ (٤) وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ }• فإذًا العلم كما قال البخاري: قبل القول والعمل مستدلًا بقول الله عز وجل : •{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهَ}•.
طلاب العلم الأمة بحاجة إليكم أكثر من حاجتها إلى شراء الطائرات وإلى اقتناء الدبابات وإلى استخراج المجوهرات الأمة بحاجة إليكم أكثر من السعي في حلول ما يلحق من الآثار الاقتصادية، أنتم حراس العقيدة، وأنتم حماة حوزة الدين، بقال الله وقال رسوله ﷺ، نحن في أيامٍ كثرت فيها الشبه كثر فيها المتربصون بديننا، كثر المتساقطون عن كتاب ربنا وسنة نبينا ﷺ، كثر المتوانون عن العلم، كثر المتوانون عن العمل. فأنت أمل هذه الأمة يا طالب العلم! إياك أن تقول من أنا وما أنا!! هذه الكلمة لو قالها أبو هريرة ما وصلت إلينا آلاف الأحاديث لو قالتها عائشة ما وصلت إلينا آلاف الأحاديث، لو قالها ابن عمر لو قالها ابن عباس، وتعلمون قصته مع الغلام الأنصاري حين قال له: أتظن يا ابن عباس أن الناس يحتاجون إليك!؟ وفيهم مثل أبو بكر و عمر. فلم يلتفت ابن عباس إلى هذه الكلمة وأقبل على تحصيل العلم، وحفظه والعناية به، حتى شُهد له بالخير العظيم شَهِد له عبد الله بن مسعود “بإنه ترجمان القرآن” وكم بين وفاة ابن مسعود ووفاة ابن عباس بعد ذلك وليس ثمت لذة في هذة الدنيا أعظم من لذة العلم، نقولها عن تجرِبة، خذوها منا كما يُقال طرية، قد جربنا الدراسة في الجامعات، وجربنا كثيراً من أمور الدنيا فوجدنا اللذة في طلب العلم، في العمل بالعلم، في تبليغ العلم . وسمعتم من الشيخ رشاد حفظهُ الله حيث يقول جئنا من سفرٍ بعيد ولكن المتكلم حين يرى إخوانه يزول عنهُ التعب أو ينقص منهُ التعب وفعلًا والله.. واللهِ أن نشاطنا إذا قُمنا لتدريس إخواننا وهذا أمر حفظناه من شيخنا مقبل رحمةُ الله يقول أكون متعبًا، مريضًا، فإذا صعدتُ على الكرسي قلت: قال الإمام البخاري رحمةُ الله: حدثنا محمد بن علاء، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر، عن همام عن أبي هريرة، أو نحو هذه الأساند التي كان يُكررها، يزول التعب، يزول النصب، صاحب التجارة يفرح بتجارتةِ ونمائِها، صاحب الزواجة يفرح بزوجتة وأبنائِها لكن طالب العلم مع تنعمه بما أباح الله له، يبقى فرحة بولده المخلد هذة العبارة سطّرها أهلُ العلم في كتب العلم، علم الرجل ولده الملخد، حفظنا من شيخنا مقبل رحمةُ الله أنهُ قال : ” والله يا أخوة أن الصحيح المسند أحب إلي من ولد” ، كيف إذا كان قد رزقك الله الولد، ورزقك الله الخير العظيم، ورزقك العلم ليس مثل العلم شيء كما تقدم فالإجتهاد الإجتهاد، والمثابرة المثابرة، والإحساس بالمسؤولية، كل واحد منا على ثغرة لِصد العدوان على هذا الدين وعلى هذه العقيدة، وعلى هذة الملة كما وقف أهل السنة في وجه الحوثي وصده وقوفهم بالعلم يتعين عليهم أكثر من غيره
الأمة الآن عادة إليها عقيدة الإعتزال، منذُ حط الحوثي رحالةُ في البلاد اليمنية عادة عقيدةُ الإعتزال يُخطب بها من على المنابر، وتُلقى في التِلفزيونات، والدشوش، وتُلقى في الإذاعات وتُطبع لها الكتب المدونات، قبل عام طبع الحوثي تفسيرً للرافضي الأثيم بدر الدين الحوثي ووزعهُ في البلاد التي يُسيْطر عليها وقرر تدريسه في كثير من الدورات وهذا التفسير الذي يُسمونهُ على ما أظن التفسير فيه عقيدة الإعتزال مقررة فما إنكار عذاب القبر الا من عقيدة الإعتزال، إنكار الشفاعة من عقيدة الإعتزال، إنكار الحوض من عقيدة الإعتزال، إنكار الميزان من عقيدة الإعتزال، إنكار الصراط من عقيدة الإعتزال، إنكار النظر إلى وجه الله عز وجل من عقيدة الإعتزال، القول بأن القرآن مخلوق من عقيدة الإعتزال، نفي القدر من عقيدة الإعتزال.
إذاً الأمة الآن بحاجة إلى أن نُربي أنفُسنا ونُربي أبنائنا ونُربي المجتمع على العقيدة السلفية، في خُطبِنا في كِتاباتنا، في نصائحنا في توجيهاتنا في جميع شأننا. هذا أمرٌ من المتعينات إذا نظرت إلى “السنة” لعبدالله بن أحمد، “السنة” الخلان، “السنة” لابن أبي عاصم، “الشريعة” للآجري، “الإبانة” لابن أبي بطة، “المحجة” للأصبهاني، “السنة” للبربهاري، “اعتقاد السلف أصحاب الحديث” للصابوني، “شرح أصول اعتقاد أهل السنة” للالكائي. ومافي باب لهذة الكتب تجد عناية العلماء بالعقيدة، فمن لعقيدة المسلمين حزبي؟! والله إننا نلاحظ فوائق تظهر من المتكلمين بالباطل ما تجد الحزبية إنكاراً لا بتغريدة ولا بكتابة ولا بخطابة، ولا حتى بالسكوت عن أهل الحق بل يتكلمون في أهل السنة والجماعة في اليمن ليل نهار همهم وشغلهم الشاغل. إذاً أنت الذي ستدافع عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله علية وسلم، أنت وإن كنت اليوم صغيراً، وإن كنت اليوم بادئاً، وإن كنت اليوم سامعًا، إلا أنك بعد أيام أنت المتكلم، أنت الكاتب، أنت الناصح، أنت الخطيب، أنت المُفتي أنت الموجه، أنت المجاهد في الدفاع عن عقيدة المسلمين. فإياك أخي المسلم أن تضيع الأوقات، تارة في السَّفَريات، تارة في القيل والقال، تارة في الإنشغال بما غيره أولى منه، النفس كالراحلة إذا شددتها ضعفت في آخر المطاف، وإذا أهملتها تفلتت، فلابد أن تأخذها بالحزم، تجتهد تقبل على الخير، وعلى الحفظ اليوم شيءٌ وغداً مثلهُ *** من نخب العلم التي تلتقط يحصلُ المرءُ بها حكمةً *** وإنما السير اجتماع النقط
لا تَنظر إلى شيخك على الكرسي وتقول متى أصل إلى مرتبة هذا الشيخ!؟ ربما يأتيك الشيطان ويُكسلك عن طلب العلم لكن قل: هذا كان مثلي وربما أضعف مني، أي والله نحن طلبنا العلم كبار في السن ضاعت علينا سنون كثيرة.
أذكر لما كنت أدرس في المدرسة ربما أقرأ الكتاب مرة أو مرتين ترسخ عندي فوائد كثيرة وتُحفظ معلومات كثيرة، فلما ذهب من العمرِ سنون عديدة ثم وُفقنا و الحمدلله أننا وفقنا، أصبحنا نتكلف الحفظ تكلفً، أما الآن لا أستطيع أن أحفظ وأسأل الله السلامة والعون. يعني بسبب كذا وكذا ربما الإنسان يعجز عن الحفظ فأنت الآن وُفقت لهذا الخير وماذا أيضاً؟ كان طلاب العلم يرحلون إلى دماج أكثرهم يرحل إلى دماج، وتارة يشكوا من الحر، تارة يشكوا من البرد، تارة يشكوا من القلّة.
الآن يا أخي أكثركم في بلده، عند أبيه وأمه، يستطيع أن يزورهم ويرجع، يستطيع أن يأخذ حاجته ويرجع، بل دور الحديث فيها من المقومات ما لم تكن في دار الحديث بدماج، علينا أن نأخذ بهذة النعمة العظيمة التي اِمْتنَّ الله بها علينا، ونستفيد ونفيد، أنا زرت الضالع قبل ١٥ سنة أو ١٦ سنة دعوة إلى الله عزوجل، والله أظن مسجد مثل هاتين الساريتين هكذا وما وقع فيه مثل هؤلاءِ الذين أمامي الآن في هذا المربع والآن أنظروا الى هذا الخير إلى هذه النعمة {ئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} إذاً هذه النعمة تحتاج منا إلى شكر وإلى عناية بها والعناية بها يكون بتحصيل العلم وبالعمل بالعلم. وبعد أن توفق لذلك بالدعوة إلى العلم حين تصبح مؤهلاً لذلك ثم الصبر على ما يُنالكِ في سبيل العلم وبالعمل به وبالدعوة إليه من الأمور الداخلية والخارجية هذه القواعد الأربع أو الأصول الأربع التي ذكرها والمسائل العظيمة التي سطر بها الإمام محمد بن عبد الوهاب كتابة الأصول الثلاثة: ” اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل: الأولى: العلم وهي: معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالادلة الثاني: العمل به الثالث: الدعوة إليه الرابع: الصبر على الأذى فيه والدليل قول الله عزوجل {(وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)}”.
• العلم يزيد الشريف شرفاً ويرفع المملوك على السرير، كما رُوي عن ابن عباس. العلم المهنة الوحيدة الذي من تلبس بها غُضَّ الطرف عن جميع عيوبه لا ينظر إلى حاله مع المال وإن كان فقيرا فهو المقدم، لا ينظر إلى حاله مع العاهة وإن كان ذميماً وإن كان مريضاً وإن كان غير ذلك، فهو المقدم لا ينظر إلى نسبه فما دام عالماً إنما يذكر بعلمه وخيره هذا هو. يروى أن عبد الرحمن الأوقصي رحمه لله خلقه الله عزوجل بدون رقبة فقالت له أمه: “يا بني لا يراك أحدٌ إلا ضحك منك وسخر منك ولكنْ أطلب العلم”. أي: ليرفع عنه هذه الخسيسة في نظر كثير من الناس مع أن الله خلقه هكذا فذهب يطلب العلم ويحصله حتى صار قاضياً والناس يأتون إليه من هاهنا ومن هاهنا ومن العجيب قال مرة كان يطوف بالكعبة، يقول: “اللهم حرم رقبتي على النار، اللهم حرم رقبتي على النار ” قالت امرأة: وأي رقبة معك حتى يحرمها على النار. وهكذا الأعمش يقول عن نفسه لو كنت بقالاً لقذرني الناس . واذكر لكم عن نفسي أنا لما تخرجت من الجامعة كان لي أصحاب من تعز وأصحاب من عدن وأصحاب من حضر موت واصحاب من أب وأصحاب من صنعاء قلت الآن يعني يذهب أصحابي جميعاً واتركهم. وذهبت لطالب العلم وقع في نفسي تعرف يقع في نفس الإنسان بعض ما يقع وإذا بربي عوضني بالصحبة في العالم وبمعرفة لأناس في العالم و بمجالسة مثل هذه الوجوه الطيبة فصارت محبتنا فلله وفي لله
الله الله الله في الاستفادة من شيخكم الكريم، واحمدوا الله أن هيأ لكم هذا المكان الطيب المبارك وإياكم وكثرة التَّنقلات إلا لحاجة هذه الأيام كثير من طلاب العلم يتنقل ، يصل عند شيخنا يحيى حفظه الله يقول المكان مزحوم أنتقل إلى غيره يصل عندي بعد مشقة الغيضة يجلس أسبوع، أنا أستأذنك يا شيخ اشتي عند الشيخ أبي عمرو الله يعينك وفقك الله مكث أيام وقال أريد عند الشيخ عبد الخالق نزل مكث أيام أريد عند الشيخ أبي بلال ثم أريد صلاح الدين أريد الضالع أريد كذا نحن ما عندنا مانع أن يطلب العلم عند أي شيخ والله الذي لا إله غيره أني أحب المشايخ حبًّا عظيماً وادعو لهم ولا أبالي بمن أفاد وأجاد، كله في سبيل الله، لكن لما يبقى الطالب ينتقل من مركز إلى مركز ومن دار إلى دار يصاب بالفتور ويصاب بضعف الهمة لكن أبق في الدار الذي أنت فيها حتى تحصل علمها وتستفيد من مدرسيها وترى أنك إذا انتقلت إلى غيرها حصلت ما لم تحصل وهناك نصيحة كنا نسمعها من شيخنا يحيى حفظه الله ويكررها كثيراً : “إنما يجلس المرء حيث يستفيد ” فإذا كانت استفادتك هنا فلزم وإن كان هناك من هو أعلم من شيخك. وإذا كان استفادتك هناك فلزم أهم شي أن نحرص على الإفادة والاستفادة، الأيام تمضي والعمر ينقضي فإذا لم نحرص على الاستفادة من أيامنا من شهورنا من أعوامنا ربما فاتنا الخير الكثير ويكون حال المتخلف: *آآبيت سهران الدجى وتبيته ليلاً* يعني نومًا
*وتبغي بعد ذلك لحاقي*
شتان شتان أن تلحق بالرجل المجتهد وأنت ضعيف في الهمة ضعيف البذل قال بعض السلف: ” العلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه”. فاجتهدوا وفقكم الله واحمدوا الله على ما أنتم عليه وعليكم كذلك بالعمل العمل هو الأساس في الاستفادة من العلم، حافظ على الصلاة المفروضة، حافظ على ما يسره الله من قيام الليل من صلاة الضحى لازم الدعاء واللجوء إلى الله ابتعد عن الشبهات والشهوات، لا سيما مع توفر تلفونات اللمس ربما كثير من طلاب العلم الآن ما يحفظ يقول يا أخي أنا ما استطيع أحفظ قرآن نعم ما تستطيع تحفظ لأنك تقوم من النوم تفتح الوتساب تجد رسالة مفرحة ورسالة محزنة وخبر مضحك وخبر مبكي وربما رأيت أمرا سيئا منكراً فيقسوا القلب وتنطمس البصيرة. ويروى أن الإمام مالك لما رأى الشافعي رحمه الله نصحه فقال: “إني أرى الله قد أعطاك نوراً فلا تطمسه بظلمة المعصية”. وهكذا في الأبيات المنسوبة إلى الشافعي ولا أظنها تثبت: شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظِي فارشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم الله نور ونور الله لا يأتاه عاصي . فعلينا أن جاهد أنفسنا في هذا الجهاز الشيخ يحيى حفظه الله كان في دار الحديث في العمود – ردها الله- قد نصح ومنع لا سيما من استخدام جهاز اللمس وأقبل الطلاب على العلم وعلى الخير وشرحت صدورهم وهدأت قلوبهم وارتاحوا إلى ما هم فيه فقللوا من استخدام هذا الجهاز إلا للحاجة أو أقل شيء أخر النظر فيه إلى بعد الحفظ إلى بعد المراجعة إلى بعد الدرس فتنظر إذا هناك رسالة تحتاج أن تقرأها أما الأمور الأخرى إياك أن تدخل فيها إياك أن تفتح للشيطان بابًا إلى قلبك فإنه يوشك أن يسيطر عليك، وأن يفْسِدَهُ و قد أخذت من وقت المشايخ الكرماء حفظهم الله لكن الكلام يجر بعضه بعضا ونحن في مجلس الحمد لله ما عندنا عجلة، يقوم كل واحد منهم يتكلم بما فتح الله عليه واعذروني على الإطالة والتقصير وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. https://t.me/A_lzoukory/59210
تفريغ📚 #بذل_النصائح_للاستمرار_بالعمل_الصالح ▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله 📢 مسجد الصحابة –... نصيحة قيمة بعنوان: أعظم الملاجئ من الفتن دور العلم والسنن اقرأ المزيد
📚 #سلسلة_الفوائد_القيمة_ ▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله 📢 مسجد الصحابة بالغيضة المهرة، اليمن حرسها... التحذير من الاغتراب بمسميات أهل البدع الأشرار اقرأ المزيد
📚 #سلسلة_الفوائد_القيمة_ ▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله 📢 مسجد الصحابة بالغيضة المهرة، اليمن حرسها... الدليل على جواز اتخاذ الأعلام اقرأ المزيد