تفريغ خطبة جمعة بعنوان :التذكير بوفاة البشير النذير ﷺ
خطبة جمعة بعنوان : التذكير بوفاة البشير النذير ﷺ للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الزُّعكري حفظه الله. مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله. بتاريخ الجمعة 4 / شعبان / 1444 هجرية خطبة قيمة وقوية جداً أنصح بقرأتها ونشرها
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين عباد الله من يطع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد رشد ومن يعصي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد غوى الناس في هذه الدنيا بين ولادة وموت ومابين ذلك من أعمال صالحة أو ماسوى ذلك ألا وإن من أشهر الأحداث في هذا الباب لهو حدث الوفاة النبوية على رسولنا الصلاة والسلام وقد تربص به الكفار مرات وكرات لقتله وكان من ذلك ماكان في السنة السابعة من الهجرة حين فتح خيبر صلالله عليه وسلم فصنعت له زوجة سلام ابن مشكم شاة وسمتها فأكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم الذراع ولفظها ومع ذلك أثرت فيه لشدة السم الذي زرعته في هذه الشاة ذهبت الليالي والايام والشهور وبعض الاعوام وفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ثم بعث في السنة التاسعة من الهجرة أبى بكر وأردفه بعلي رضي الله عنهم أن ينادوا ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ففعلوا فلما كان في السنة العاشرة آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج فاجتمع الناس من هاهنا ومن هاهنا جمع لم يكن في الاسلام مثله فحج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبهم وقال لعلي لا القاكم بعد عامي هذا ولذلك سميت حجة الوداع ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الجمع الكريم والجمع العظيم وكان قبل ذلك قد جاءته إمرأة تسأله سؤلا فوعدها فقالت له يارسول الله إن لم أجدك قال تجدين أبى بكر كالمخبر والمشير إلى إنقضاء أجله وذهاب أيامه وانتهاء أعوامه رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة بعد أن أنزل الله عز وجل عليه ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) إنتهت تعاليم الإسلام وتم وكمل فما كان بعد الزيادة إلا أن يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله له أمارات لدنو أجله منها أن جبريل عارضه بالقرآن مرتين في رمضان وإنما كان يعارضه مرة وقد استشعر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا لدنو أجله ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر ألاواخر من رمضان فاعتكف في ذلك العام عشرين ليلة ومنها أنه صلى الله عليه وسلم كثر عليه نزول الوحي في آخر أيامه ومنها ما أنزل الله عز وجل (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) قال ابن عباس هي أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله إياه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أعلم منه إلا ماتعلم رجع النبي صلى الله عليه وسلم وجهز جيش أسامة لغزو الروم فلما كان من أواخر صفر من العام الحادي عشر وإذا بعائشة أم المؤمنين تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورأساه حينما رأها قد عاصبة على رأسها بعض عصاباتها من صداع قد نزل بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه كان صلى الله عليه وسلم ينزل به مرض شديد قالت عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يوعك كأشد الرجال قال عبد الله ابن مسعود دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت يارسول الله إنك توعك وعكا شديدا قال كما يوعك الرجلان منكم قال قلت ذلك أن لك أجرين قال ذلك كذلك بدأ المرض يسري في جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن خرج إلى البقيع مشاركة في مواراة رجل من المسلمين ثم كان صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة بنت الحارث وكان يقول أين أنا غدا اين أنا في الغد ثم إستاذنهن أن يمرض في بيت عائشة فمرض صلى الله عليه وسلم حتى عجز عن الخروج الى الصلاة فقال مروا أبى بكر فليصلي بالناس قالت عائشة يارسول الله إن أبى بكر رجل أسيف أخشى إن قام ألا يسمع الناس كراهية ان يتشاءم الناس بأبي بكر رضي الله عنه أن يكون أول من قام في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مروا أبى بكر ان يصلي بالناس إنكن صواحب يوسف فصلى ابو بكر بالناس أيام مرض النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فقال قربوا لي الماء فوضعوا له الماء في المخضب فاغتسل من شدة الحمى ثم ذهب لينوء ليقوم فأغمي عليه ثم قام وقال أصلى الناس قالوا لا يارسول الله وهم ينتظرونك قال ضعوا لي الماء في المخضب فوضعوه فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ومازال صلى الله عليه وسلم يفعل به ذلك حتى قال مروا أبى بكر فليصلي بالناس أنظروا إلى شدة هذا المرض وإلى شدة هذه الحمى يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم المرة تلو المرة والكرة تلو الكرة بابي هو وأمي مرض حتى أغمي عليه فلده أهل بيته والداد هو وضع الدواء في الإناء ثم يوضع في فم المريض ويدخل بشدة فلما أفاق النبي صلى الله عليه وسلم وجد أثر ذلك فقال كل واحد في البيت يلد إلا عمي العباس نعم عباد الله وكانت منه حوادث في تلك الايام منها أنه خرج إلى شهداء أحد كالمودع للأحياء والأموات وقام خطيبا صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس يقول إن عبدا خيره الله بين زهرة الحياة وبين ماعنده فاختار ماعنده فبكى ابو بكر رضي الله عنه وقال فديناك بأبآئنا أمهاتنا يارسول الله قال بعض القوم ماشأن هذا الشيخ يبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر رجلا خيره الله بين زهرة الحياة الدنيا وبين ماعنده فكان أبو بكر أفقههم إذ المخير رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر صلى الله عليهوسلم شأن أبي بكر مخبرا بدرجته وعلو منزلته أن الناس عليا في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت ابى بكر خليلا ولكن أخوة الاسلام كل خوخة تسد الا خوخة أبي بكر إشارة إلى أنه سيكون الخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل من هذه الخوخة ومن هذا الباب ليصلي بالناس جاء يوم الخميس وما يوم الخميس كما قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتاب حتى أكتب لا يتمني متمنن او يقول قائل أو كما قال صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفينا كتاب الله فقال بعضهم إئتو بالكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماأنا فيه خير مما أنتم فيه اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ماكنت أجيزهم وذكر ثالثه وهذا الحديث قد أتخذه الرافضة طعنا في عمر بن الخطاب وطعنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مطعن فيهم إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد هذا الخطاب أربع أيام ولو كان كتابة هذا الكتاب متعين لأمرهم وأعاد الأمر ولو كان الامر الذي يريد به واجبا لذكره كما ذكر من قوله أجيزوا الوفد بنحو ماكنت أجيزهم واخرجوا المشركين من جزيرة العرب وكما قال صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وكما قال صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم إلى غير ذلك من الأوامر والأقوال والأفعال التي صدرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المتبقية مرض النبي صلى الله عليه وسلم ويشتد به المرض يوما بعد يوم ووجد من نفسه خفة فأراد أن يخرج للصلاة فخرج تخط رجلاه الارض وهو يتوكأ على العباس وعلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه فأراد ابو بكر أن برجع القهقرة وكان يصلي بالناس فأشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك ثم جلس النبي صلى الله عليه وسلم عن يسار أبي بكر رضي الله عنه فكان يصلي جالسا وأبو بكر رضي الله عنه يصلي قائما يأتم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه وارضاه فلما كان اليوم المشهود ولما جاء اليوم الموعود الا وهو يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول لعام إحدى عشرة من الهجرة وإذا بأبي بكر رضي الله عنه يصلي بالناس صلاة الفجر والناس يصلون خلف ابي بكر رضي الله عنه وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يكشف سجف حجرته فإذا به ينظر إلى الناس وهم يصلون فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاد الناس أن يفتنوا فرحا برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يعلموا أنها النظرة الاخيرة والاطلاعة الاخيرة لأمته وهم يصلون لم يدركوا أنه لن يراهم بعدها صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم روي أنه دخلت عليه ابنته فاطمة وقيل قبل ذلك فجلست إليه فسارها فبكت بكاء شديدا ثم سارها فضحكت فتعجبت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وسالتها عائشة فأبى أن تخبرها فلما كان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن سبب بكائها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرها وأذنها انه ميت وأنه مقبوض كيف لاتبكي فاطمة سيدة نساء العالمين على أبيها على رسولها على ولي أمرها على نبي الرحمة نعم عباد الله ثم ضحكت لما أخبرها أنها اسرع الناس لحاقا به وأخبرها أنها سيدة نساء العالمين رأته فاطمة رضي الله عنها وهو في شدة النزع وفي شدة المرض فقالت واكرب أبتاه واكرب أبتاه قال لها مصبرا ومعزيا ليس علي أبيك كرب بعد اليوم وكان صلي الله عليه وسلم يقول لا أله إلا الله إن للموت لسكرات إن للموت لسكرات هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني النزع ويعاني ويعالج ماكان من ذلك في مرضه نعم عباد الله وكان في ذلك اليوم أن دخل عبد الرحمن بن ابي بكر رضي الله عنه ومعه سواك فنظرت عائشة رضي الله عنها وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يرميه ببصره فأشارة إليه أن اعطني السواك فأعطاه فقضمته عائشة رضي الله عنها ورطبته ثم ناولت النبي صلى الله عليه وسلم فاستن إستنانا لم يستن مثله قبله ولن يستن مثله بعده إستن إستنان إستعدادا للقاء ربه أن يكون طببا في رائحته كما هو طيب في رشحه وكما هو طيب في جميع شانه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم علته البحة علته البحة إذ أن النفس قد بلغت الحقوم واشتد عليه النزع وإذا به يقول في الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قالت عائشة وكنا نحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم لايقبض حتى يخير فعلمت عند ذلك أنه يخير ولن بختارنا فانخنث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين حاقنتي وذاقنتي اي متكأ على صدرها ولم تكن قد مرضت قبله احدا فلم تدري مالذي حدث فوضعته ثم سجته فدخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه والمغيرة بن شعبة بعد الاستئذان قالت فدخلت الحجاب قالت فإذا بعمر رضي الله عنه يقول أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يقبض حتى يقتل المنافقين ويقطع أيديهم وارجلهم فقاما يخرجان من الغرفة فإذا بالمغيرة بن شعبه يقول له ياعمر مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره. عمر عن هذه المقولة والله المستعان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه ومجتباه أما بعد خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث في الناس ويتوعد أن من قال مات النبي الله صلى الله عليه وسلم ليضربن عنقه وإذا بأبي بكر رضي الله عنه يقدم وكان في السح عند أهله الانصارية فدخل على عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه فقبله ثم قال مااطيبك حيا وميتا اما الموته التي كتبت عليك فقد ذقتها ولن يجمع الله عليك موتتين خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى المسجد وعمر يحدث الناس فنهاه فلم ينتهي ثم أن ابى بكر رضي الله عنه حمد الله وأثنى عليه ثم جاء الناس كأنهم لم يعرفوا عمر وأقبلوا على ابي بكر فقال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلى قول الله عز وجل إنك ميت وإنهم ميتون وتلى قول الله عز وجل ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـًٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ) قال عمر بن الخطاب عند ذلك والله ماكادت رجلاي أن تحملني خطب جلل وأمر عظيم نزل بأهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس مارأينا يوم أضوء من يوم دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومارأينا يوما أظلم من يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت أبائنا فنحزن ويموت ابنائنا فنحزن تموت زوجاتنا فنحزن يموت أصدقائنا فنحزن فكيف هم وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول والاب والأخ والصاحب فكيف وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولشدة عنايته بهم مافكر أحدهم يوما أن يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنهم يقرأون (ومامحمد الا رسول.. وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ) ومع ذلك كانهم لم يسمعوها ولم يقرأوها الا يومئذ الله المستعان إنها مصيبة عظيمة نزلت بالامة ومع ذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصابته مصيبة فليتعزى بمصيبته بي. فلا مصيبة اعظم على هذه الامة من فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم إختلف الصحابة رضوان الله عليهم في كيفية غسله فإذا بهم يسمعون من يقول غسلوه في ثيابه ثم اختلفوا في مكان قبره فاخبر أبو بكر أو غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ان كل رسول يقبض يدفن حيث قبض فحفر له في غرفة عائشه ثم أدخل في قبره وكان أحدث الناس به ابن عباس فجعلون يهلون التراب عليه فقالت فاطمة رضي الله عنها يا أبتاه اجاب ربا دعاه يا أبتاه الى جبريل ننعاه يا أبتاه جنة الماوى تغشاه ثم قالت أطابت انفسكم أن تحثو التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تطب الانفس بذلك ولكنه امر لابد منه وإلا فإن فراق النبي صلى الله عليه وسلم شديد وقعه وشديد خطبه ولذلك كان الصحابة رضوان الله علبهم إذا ذكروا مواقف لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا ولحقهم مالحقهم من الشدة والظنك صلى الله على رسوله وعلى اله وصحبه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ورضي الله عن أصحابه الكرام والائمة الاعلام الذين اصيبوا بمثل هذه المصيبة فصبروا فكان في ميزان حسناتهم وأيضا سيدة نساء العالمين كان صبرها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ميزان حسناتها إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قبضت صفي عبدي فاحتسب لم يكن له جزاء الا الجنة فكيف بالصحابة فقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البرية وازكى البشرية خليل رب العالمين وصفوة الناس أجمعين والرحمة المهداة إلى جميع المكلفين حامل لواء الحمد وصاحب الحوض والشفاعة أول من يقرع باب الجنة وأول شافع وأول مشفع ونرجو له الوسيلة الدرجة الرفيعة العالية في الجنة والحمد لله رب العالمين.