▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 15/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*توجيه الخلان إلى إصلاح القلب واللسان*
🍃 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: من شعر زهير بن أبي سلمى: “لسان الفتى نصف***ونصف فؤاده ولم يبقى إلا *صورة اللحم والدم” بمعنى أن الانسان بلسانه وقلبه فإذا صلح لسانه وصلح قلبه فهو الإنسان الممدوح وهو الإنسان المَثنى عليه بالخير ، وإذا فسد قلبه ولسانه وإن استقامت جوارحه ظاهرا لا ينتفع وقد لا تستقيم قال الله عز وجل: {واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشبٌ مسندة يحسبون كل صيحةٍ عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم أنى يؤفكون} هؤلاء صلحت أبدانهم وأظهروا الحُسن بأقوالهم وفسدت قلوبهم فذمهم الله عز وجل وأخبر بأنهم كاذبون: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}، وهكذا إذا لم يصلح اللسان يصاب الإنسان بالإعوجاج بقدر ما في لسانه من البذاذة والبذاءة وهكذا الأقوال المخالفة للكتاب والسنة وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم “أي: الناس أفضل؟ فقال: “كل صدوق اللسان مخموم قلب” قالوا: يا رسول الله صدوق اللسان قد عرفناه فما مخموم القلب قال: “التقي النقي الذي لا غل فيه ولا حقدا ولا بغي ولا حسد” ، هذا الحديث دل دلالة واضحة صريحة أن الإنسان يكون أفضل من غيره بصدق لسانه وبصدق قلبه فإذا لحقه نقصٌ في اللسان و نقص في القلب والجنان كان نقصه بقدر ما نقص منه. 🖋فينبغي لنا عباد الله أن نهتم بجوارحنا وألسنتنا وأن نهتم قبل ذلك بقلوبنا فإنه إذا صلح الباطل صلح الظاهر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب》، و النبي صلى الله عليه جعل يشير إلى قلبه ويقول: “التقوى ها هنا، التقوى ها هنا”، وهكذا يقول صلى الله عليه وسلم: 《إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم》 ، فما ترون من الفساد العريض في الأمم والمجتمعات سببه فساد القلوب، قلوبٌ مليئة بالشركيات وقلوبٌ مليئة بالشكوك وقلوبٌ مليئة بالنفاق وقلوب مليئة ببغض أهل الإسلام والإستقامة وقلوب فيها محبة الهوى وقلوب فيها محبة الشهوات وقلوب فسدت بالشبهات، فمصدر كثير من الفساد القلب، وهكذا إذا إذا نظرنا إلى اللسان وجدنا السب والشتم والقذف والبهت وغير ذلك من الغيبة والنميمة والسخرية والإحتقار يظهر بهذه الجارحة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وهل يكب الناس النار على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم” . 🔹 فينبغي للمسلم أن يصلح جميع شأنه، لسانه يُقوَّم فلا يتكلم إلا بخير قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار سبعين خريفا” أو كما قال صلى الله عليه وسلم، كلمة ألقيت على وِفق طاعة الله وعلى وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع بها الدرجات وهو لا يظن أن تبلغ ذلك المبلغ وكلمة من مغضبات الله عز وجل ما يظن أن تبلغ ذلك المبلغ تهوي به من النار، فعلى الإنسان أن يراقب نفسه بكلماته وهكذا في اعتقاداته معتقد يجعلك مسلماً موحداً ومعتقد يجعلك مشركاً إذاً عبارة عن مرتفع إذا كان اعتمادك على الله فأنت المؤمن {فعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين} وإذا كان اعتمادك في جلب المنافع ودفع المضار على مخلوقٍ لا ينفع ولا يضر على مخلوقٍ هو قائمٌ بإقامة الله له عند ذلك تكون من المشركين المنددين. • ربَّ كلمة تجعلك موحداً مستقيماً على دين الله وربَّ كلمة تجعلك مشركاً مندداً كأن يقول: يا عيدروس يا دسوقي يا علي يا فاطمة يدعوهم من دون الله عز وجل فيصير مشركاً مندداً بينما إذا قال يا الله يا رحمن يا مالك يوم الدين وهكذا كان من المؤمنين الموحدين إذا انضم إلى غيره من أنواع التوحيد، نعم عباد الله فالشاهد أن القلب واللسان ينبغي الاهتمام بهما ثم الاهتمام ببقية الجوارح {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}، {ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد}، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق} كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية متعلقة بصلاح الظاهر والباطن صلاح اللسان والقلب لسان الفتى نصفٌ*ونصفٌ فؤاده ايش بقي إذا كان اللسان نصف والفؤاد نصف ما بقي إلا صورة اللحم والدم، حتى الحيوانات فيها لحوم وفيها دماء الفيل من أكبر الحيوانات الحوت أعظم حيوان في البر والبحر وهكذا الفرس وغير ذلك من الدواب فيها لحمٌ وعظم فيها دمٌ وصورة ، لكن الإنسان الطائع لربه بلسانه والطائع لربه بقلبه يوشك أن يكون طائعا بجوارحه فهنا يكون متميزا عن غيره من الدواب والله المستعان.