#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الاثنين 14/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*الظلم ظلمات يوم القيامة*
🍃 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:
• يقول الله عز وجل في وصف نفسه: {وما ربك بظلامٍ للعبيد } ويقول عز وجل: {ولا يظلم ربك أحدا} ويقول سبحانه: {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال الله عز وجل : 《يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا》.
• فالله سبحانه وتعالى الحَكم العدل الذي لا يظلم مع أنه لا يعجزه شيء وقد حرم الظلم على عباده لما يجر إليه من البلاء العريض في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《الظلم ظلماتٌ يوم القيامة》 ، وفي بعضها 《 اتقوا الظلم فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة 》، و من حق المسلم على أخيه أن لا يظلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه وقد تنوع الظلم بين الناس تنوعاً عظيماً منه ما يكون بازهاق النفس فهو القتل ومنه ما يكون بالجراحات ومنه ما يكون بأخذ الأموال سواءً السرقة أو النُهْبة أو الإغتصاب ومنه يكون بالغيبة والنميمة والبهت وما في بابه ولذلك كثر الشر كثرة لو أن الله عز وجل يؤاخذ الناس بها ما ترك على هذه الأرض والبسيط من أحدٍ {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة} ولكن الله عز وجل يملي ويصفح ويتجاوز والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الأمة التي لا عدل فيها لا خير هي فقد جاء من حديث جابر وغيره “بينما امرأةٌ تحمل على رأسها جرةً إذ جاء شابٌ فتعرضها حتى انكسرت جرتها فقامت وهي تقول: لا قدس الله أمةً لا يؤخذ لضعيفها من قويها” فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر وهو متظمنٌ للدعاء على الظالم كما أنه متظمنٌ للإخبار بأن الظالم لا يقدس ولا يرفع ولا يكون له شأن ، الظلم عاقبته وخيمة في العاجل أو في الآجل انظر إلى فرعون {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفةً منهم يذبح أبناءهم ويستحي نسائهم إنه كان من المفسدين} وفي آخر المطاف أغرقه الله عز وجل ومن معه من المتكبرين والمتغطرسين فأصبحوا لا يلوون على شيء، فالظلم سببٌ للنكال للعبد في الدنيا كما انه سببٌ لنكاله وعذابه في الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : 《ما من ذنبٍ أجدر أن تعجل العقوبة في الدنيا مثل البغي وقطيعة الرحم》، البغي هو: الظلم والتجاوز على الناس، هذا عقوبته في الدنيا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن دعوة المظلوم لا ترد قال صلى الله عليه وسلم: 《واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجابٌ》. وهكذا في الآخرة قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة عند مسلم :《 أتدرون ما المفلس》 قالوا: المفلس من لا دينار له ولا متاع قال: 《ليس ذلك بالمفلس المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بحسناتٍ يجعلها الله هباءً منثورا فيأتي وقد ضرب هذا وأخذ مال هذا وسفك دم هذا فيؤخذ لهذا من حسناته وله من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرح عليه》. مصيبة أن تؤخذ حسناتك وانت تنظر فإن فنيت ليس ثمت فنظرةٌ إلى ميسرة بل يؤخذ من سيئاتهم فتطرح على هذا الظالم. فيزداد حسرة إلى حسرة وبلاء إلى بلاء، تذهب حسناته لغيره وتؤخذ سيئات غيره على نفسه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《من كان عنده لأخيه مظلمة من ماله او عرضه فليتحلله قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم إنما هي الحسنات و السيئات》 .
عباد الله إن الظلم قد تنوعت طرقه وسبله لا سيما إذا عدمت الدولة والسلطان الذي يعطر الناس على كف المظالم فتجد هذا مغتصباً للأراضي وذلك مغتصباً للأعراظ وذلك مفسداً للأديان وذلك مفسداً للأبدان وكم في الدنيا من ظلمٍ وظلمات وهذا نذير شرٍ بالأمة، قال الله عز وجل: {وكذلك اخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليمٌ شديد} إن أخذه أليم شديد إذا أخذ {أخذ عزيزٍ مقتدر} لا يعجزه شيء ولا يخاف من شيء.
فيا مسلم اتق الله في نفسك، وراقب ربك وحاضر الظلم لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا وإن كنت قادراً على الظلم لا تظلم ، ولا تبغي فان ذلك عائدٌ إليك في دنياك أو في وأخراك. والله المستعان.