خطبة جمعة مفرغة بعنوان «فتح الإله في بيان أوجه إضاعة الصلاة»
خطبة جمعة مفرغة بعنوان:
«فتح الإله في بيان أوجه إضاعة الصلاة»
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الزُّعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
بتاريخ الجمعة 23 / صفر /1445 هجرية
✍️ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
اما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وإنما توعدون لأت وما أنتم بمعجزين. عباد الله من يطع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد رشد ومن يعصي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد غوى ذكر الله سبحانه وتعالي في سورة مريم زكريا وولده يحيٰ وعيسى وأمه مريم وذكر ابراهيم وأولاده يعقوب وإسحاق وإسماعيل وذكر هارون وأخاه موسى عليه السلام وذكر إدريس وأنه رفعه المكان العلي ثم قال بعد ذكره لهم سبحانه وتعالى ( وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) خصص سبحانه وتعالى الذكر لمن تقدم من الانبياء والمرسلين والصالحين ثم عمَُ جميع أهل الصلاح من المرسلين والأنبياء ومن تبعهم بإحسان فقال أولئك اللذين أنعم الله عليهم أنعم عليهم بسلوك سبل الهداية والبعد عن سبل الردى والغواية أنعم الله عليهم بالإيمان أنعم الله عليهم بالإسلام أنعم الله عليهم بالاحسان أنعم الله عليهم بطاعة الرحمن أنعم الله عليهم بأن جعلهم أئمة يُقتدى بهم ويؤخذ بسبيلهم حتى قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم ( أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقْتَدِهْ ) فقد أُمرنا بالتأسي بالصالحين لا سيما بذروتهم وأعلاهم منزلة ثم وصفهم الله عز وجل بأحسن وصف ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن (القرآن الوحي) خروا سجدا) يصلون لله سبحانه وتعالى ويحافظون على هذه الشريعة العظيمة فهي من أخص أوصاف المؤمنين ومن أخص أوصاف الصالحين ومن اخص اوصاف المتقين ومن اخص اوصاف المحسنين ومن اخص أوصاف المسلمين خروا سُجَّدا كم لهم من العابادات كم عندهم من الطاعات كم لهم من المبادرات ومع ذلك أثنى عليهم بالصلاة لله سبحانه وتعالي لتعلم أيها المسلم أن أعظم شعيرة وأعظم إختبار يتميز به الانسان من أعمال الجوارح لهو الصلاة هذا هو أعظم ما يتميز به الانسان عن غيره من بني جنسه فلذلك من كان من أهل الصلاة محافظاً عليها مبادراً اليها متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقوم اليها بنشاط ومحبة يشعر انه يستقبل ربه إذا قام احدكم يصلي فإن الله ينصب وجهه قِبَلَ وجه المصلي فلا يلتفت او كما قال صلى الله عليه وسلم (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا لله وبكيا) خشوعا وخضوعا واستحضارا لعظمة الله سبحانه و تعالى هذا هو الصنف الممدوح في هذا الباب الصنف الذي رضي الله قوله وفعله واخبر بعظيم نعمته عليه وعظيم منته الواصلة إليه فأنظر ياهداك الله هل انت من هذا الصنف هل انت من هذا المتأسي برسل الله صلوات الله وسلامه عليهم في باب الصلاة هي المحك هي الاختبار هي الشهادة العظيمة على إستقامة العبد من فساده في باب الصلاة أولهن نقضاً الحكم وأخرهن الصلاة اي ان من لم يكن من أهل الصلاة فليس من أهل الاسلام في سردٍ ولا وردٍ وإن تزين بأعمال صالحات وان تزين بجسم أبيض وبثوب جميل وبمركب فاره وببيت واسع وبوظيفة يشار إليها بالبنان وهو لا يصلي ليس من أهل الاسلام في سردٍ ولا وردٍ فليفهم هذا جميع المكلفين لاننا نرى ونعلم ونعتقد ونجزم أن أكثر من يحضر الجمعة لا أقول من المتخلفين عنها يدخلون في قول الله عز وجل (﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾) هؤلاء ممن يحضر الجمعة وربما يحضر العيد فما بالك بغيرهم الذي لا يحضر جمعة ولاجماعة ولا يحضر عيدا ولا يتوجه إلى القبلة في جميع عمره و أيامه وأعوامه. عباد الله إن إضاعة الصلاة على أوجه كثيرة وليحذر كلٌ منا أن يلفحه لافحٌ من هذه الاوجه. أول هذه الاوجه إضاعة الصلاة بتركها بالكلية وهذا فعل المشركين فعل الكافرين فعل المعارضين لدين رب العالمين قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) فأين أنت أيها المكلف من هذا الامر كم تصلي وكم تأتي الى المسجد وكم تقوم لله عز وجل. الوجه الثاني: من يصلي ولكنه يسهىٰ عنها ويُضَيِّع ما يتعلق بها فهؤلاء على خطر عظيم وهم من المنافقين وإن وجد ممن ليس منهم فهو متشبه بطريقهم سائرٌ على سيرهم يُخشىٰ عليه من بطش الله وغضبه وانتقامه قال الله عز وجل (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) يسهىٰ عنها يذكر مأكله مطعمه مشربه ملبسه منكحه يذكر ولده يذكر وظيفته يذكرجميع شأنه إلا الصلاة فله الويل وهو شدة العذاب من الله عز وجل. الوجه الذي يليه من يصلي وربما حافظ عليها ولكنه لايحسن لها وضوءً ولا يحسن لها خشوعاً ولا ركوعاً قال حذيفة رضي الله عنه حين رأى رجلا يصلي ولا يحسن ذلك ماصليت ولو مت على هذا الحال متَ على غير فطرة الإسلام ماصليت!! قال النبي صلى الله عليه وسلم (خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن أحسن وضوءهن وخشوعهن وركوعهن كان له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة ومن لم يحسن وضوءهن ولا خشوعهن ولا ركوعهن فليس له عند الله عهدٌ إن شاء عذبه وإن شاء غفر له هذا الصنف مضيع للصلاة بقدر إضاعته لأركانها بقدر إضاعته لواجباتها بقدر إضاعته لشروطها. الصنف الذي يليه من يصلي ولكن لايبالي بالاوقات صلى الفجر بعد الشروق والظهر قريب العصر والعصر قريب المغرب ولايبالي بالاوقات والله عز وجل يقول (﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾) هذا مضيعٌ لصلاته يُخشى عليه من عذاب الله قال النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر أناساً يؤخرون الصلاة الى قبيل المغرب تلك صلاة المنافق ينتظر حتى إذا كانت الشمس بين قرني شيطان قام فنقرها نقراً أو كما قال صلى الله عليه وسلم . ومن اوجه إضاعة الصلاة عدم شهود الجماعات فالذي يصلي في بيته من المضيعين للصلاة بقدر بُعده عنها فربما صلى في بيته ولا يحسن الصلاة وربما صلى في بيته ولا يحسن المحافظة على الاوقات وربما صلى في بيته في اوقاتها ولكنه لم يشهد جماعة المسلمين وهؤلاء يقول عنهم عبد الله بن مسعود وما رأيتنا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق كان في عهد الصحابة لا يتخلف عن الصلاة في بيت الله إلا من كان نفاقه خالصا اما الان نسأل الله السلامة والعافية كم هم المتخلفون كم هم المضيعون كم هم الهاجرون لبيوت الله ولأماكن طاعة الله عز وجل. عباد الله يخشى عليهم والله من هذا الوعيد العظيم ( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة) وسبب إضاعتهم للصلاة انهم إتبعوا الشهوات هذا يضيع الصلاة لشهوت فرجه! وهذا لشهوة بطنه! وهذا لشهوت ولعته! يضيع العصر من اجل القات والمغرب والعشاء، من أجله والفجر ينام من جرائه!! وهكذا ضيعوا الصلوات بسبب الشهوات شهوة النوم شهوة راحة البدن شهوة سلامة النفس شهوة اتباع الشيطان كل هذا تسلطٌ من الشيطان على بني الانسان اوردهم الموارد نسأل الله السلامة والعافية. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله أما بعد إن الإنسان قد يُفرط في طاعة او قد يرتكب معصية من المعاصي لكن أن يُفرط في صلاته وأن يضيعها فهذا على شفا جرف هار ربما يهوي به في نار جهنم نحن نقول هذا لأنني أعلم علم اليقين ان أغلب اللذين يحضرون الجُمع ويملأون المساجد في يوم الجمعه يدخلون تحت قول الله عز وجل (( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة)) أضاعوا الصلاة وقد تكون إضاعتهم كليه وقد تكون إضاعتهم جزئية وانت حجيج نفسك انت حجيج نفسك تسمع كلام الله وتسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أي الاصناف ياترى. ومن إضاعة الصلاة عدم الخشوع فيها وان كان اهون ممن سبق لاسيما إذا كان يصلي في المسجد وجماعة مع المسلمين إلا أن الشيطان قد يأتيه ويوسوس له اذكر كذا واذكر كذا فيخرج لايدري كم صلى نعم عباد الله إننا في حال سيء إلا مارحم ربي سبحانه تعالى مع الصلاة يذكر الانسان وظيفته يذكر الانسان شهوته يذكر الانسان ولده يذكر الانسان عمله وربما آخر ماينتبه اليه الصلاة ولا سيما أصحاب المتاجر وأصحاب الوظائف كأن عندهم إذن من الله عز وجل أن يبقوا في تجاراتهم في حال الصلاة وأن يبقوا في وظائفهم في حال الصلاة لا والله إذا نودي، للصلاة حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح لايجوز لعبد من عباد الله ان يتخلف عن هذا النداء إلا أن يكون معذورا فالمرأةُ معذورة لا يجب عليها إتيان المسجد والمريض معذور لا يجب عليه إتيان المسجد وإن إستطاع أتاه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث خرج إلى المسجد ورجله تَخُطُّ في الارض وهكذا من المعذورين المسافر إن كان ضاربا في الارض وإن كان قد نزل فكثير من أهل العلم أوجب عليه الحضور إلى الصلاة إذا سمع النداء لها ومن المعذورين كذلك المرابط الذي يَخشى أن تُؤتى حوزة المسلمين من قِبَله فله أن يبقى حتى يأتي من يخلفه ومن ينيبه. نعم عباد الله فعليكم أن تجتهدوا مع انفسكم وأن تراجعوا دينكم وأن تتوبوا الى بارئكم كلنا ذلك المفرط كلنا ذالك المقصر بين مستقلٍ ومسكثر وهذه عبادة لا يجوز القصور فيها بحال كثيرٌ من الناس، يتعاظمون الزنا وحق لهم ان يتعاظموه يتعاظمون القتل وحق لهم أن يتعاظموه يتعاظمون شرب الخمر وحق لهم أن يتعاظموه يتعاظمون المخدرات وحق لهم أن يتعاظموها يتعاضمون الربا وحق لهم أن يتعاظموه يتعاظمون عقوق الوالدين وحق لهم أن يتعاظموه يتعاظمون قطيعة الأرحام وحق لهم أن يتعاظموه وفي المقابل تارك الصلاة عندهم من الأخيار بل ربما دعوه من الابرار لاينكرون عليه ولا يتأثرون من فعله وهو أشر وهو أشر وهو أشر من هؤلاء جميعا فإن هؤلاء إن كانوا من المسلمين فهم تحت مشيئة الله إن شاء عفى عنهم وإن شاء عذبهم كما قال ربنا سبحانه وتعالى ( إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ) اما تارك الصلاة كُليا فلامغفرة له ولا تجاوز عنه قال الله عز وجل (((مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ))) لم نك من المصلين كيف تنجو من عذاب لله وانت لا تصلي كيف تنالك الشفاعة وانت لاتصليى إن النبي صلى الله عليه وسلم حين يأذن الله له بالشفاعة يعرف المسلمين بأماكن الوضوء وبأماكن السجود فإن الله حرم على النار أن تأكل مواضع السجود فياأيها الناس إتقوا ربكم وحافظوا على صلواتكم واياكم واتباع شهواتكم فإني أخشى على نفسي وعليكم إن فرطنا في هذه العباده أن ندخل في قول الله عز وجل (﴿ ۞ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)) عذاباً شديدا في نارٍ موقده في نارٍ مؤصده تطلع على الافئدة ولا يسلم من ذلك(( إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَأُوْلَٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْـًٔا * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَٰمًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا)) من كان موحدا من كان مصليا والله المستعان .
الدلجة في الحث على صالح العمل في عشر ذي الحجةتنزيل مشاركةاضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على... الدلجة في الحث على صالح العمل في عشر ذي الحجة.pdf اقرأ المزيد
خطبة الجمعة مع المحاصرةتنزيل مشاركةاضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على Telegram (فتح في... 🌴خطبة جمعة مع محاضرة في تتمة خطبة تحذير الأمة الإسلامية من أعمال الجاهلية🌴 اقرأ المزيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فهذه خطبة جمعة مفرغة بعنوان:*«تحذير الأمة الإسلامية من أعمال... فهذه خطبة جمعة مفرغة بعنوان:*«تحذير الأمة الإسلامية من أعمال الجاهلية» * اقرأ المزيد