فوائد رمضانية لعام 1441 هـ
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.
فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.
♻️ الفائدة 7_ *العدل والظلم. *
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
في هذا اليوم ٩ / من شهر رمضان / لعام ١٤٤١.
نذكر خلقين متضادين؛ أحدهما سبب للرفعة في الدارين، والآخر سبب لضعف الحالين.
الأول: العدل، فقد أمر الله عز وجل به، وأحث ورغب عليه، بل إن الله عز وجل متصف بهذه الصفة العظيمة، قال عز وجل: *﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)﴾*، *﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (٤٦)﴾*، ومعلوم عند أهل السنة والجماعة أن الصفات السلبية المنفية تتضمن في حق الله عز وجل كمال الضد، فانتفى عنه الظلم لكمال عدله، وهذا معلوم ضرورة، ثم إن النبي ﷺ أيضا على باب عظيم في هذا الباب، وفي جميع أبواب البر، فكان يكره الظلم ويحذر منه، بل أمر المهاجرين ابتداء أن يهاجروا إلى الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أو كما قال ﷺ .
وقد امتدح الله عز وجل أهل العدل وأمر به *﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠) ﴾*.
*﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾*.
وقال الله عز وجل: *﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ ﴾*، وقال سبحانه وتعالى: *﴿ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) ﴾*.
فالعدل مطلوب، به تقوم السماوات والأراضين، ولأجله نصبت يوم القيامة الموازين، لإظهار عدل الله عز وجل.
وقد قال النبي ﷺ: *«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» * وذكر منهم: *«إمامٌ عادلٌ»*.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: *«إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» *. أخرجه مسلم في “صحيحه”.
وقال عمار: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان:
١-بذل السلام للعالم. ٢-والإنصاف من نفسك.
٣-والإنفاق من الأكتار.
وعَنْ عِيَاضِ الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: *«أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ» *.
وأمر الله عز وجل بالعدل بين الزوجات فضلا عن غيرهن، *﴿ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (٣) ﴾*. فإذا خشي الإنسان على نفسه عدم العدل بين زوجاته لا يجوز له أن يعدد لما يأدي فيه من الظلم ونحو ذلك. وأمر النبي ﷺ بالعدل بين الأبناء. عن البشير رضي الله عنه أنه أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ عَطِيَّةً وَإِنِّي أُشْهِدُكَ. قَالَ: *«أَكُلَّ وَلَدِكَ أَعْطَيْتَ مِثْلَ هَذَا؟»* قَالَ لَا، قَالَ: *«فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ»*.
ثم إن الإسلام دين العدل، دين يدعوا إلى العدل، ويرغب فيه، وهناك فرق بين العدل والمساواة، فالمساواة لا تجوز بين الرجال والنساء، *﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ ﴾*، ولا بين العالم والجاهل، *﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩) ﴾*. وفي أمور كثيرة، ولكن العدل يلزم الجميع بحيث يعطى كل ذي حق حقه، والعادل يرجى أن تكون دعوته مستجابه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال رسول الله ﷺ : *«ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»* رواه الترمذي (٢٥٢٥)، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” (٢٠٥٠).
فدعوته مستجابة، وعمله بإذن الله تعالى مقبول، وفعله ممدوح عند القاصي والدان، ولذلك أخبر النبي ﷺ عن خيار الأئمة الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وهذا لا يكون إلا في حق من كان عادلا منهم، فإن من لازم العدل عرف به، وشهر به، وكان عفيفا عن المظالم، سواء المظالم المالية، أو المظالم العلمية، أو المظالم العملية، العدل من طبقه على نفسه وعلى غيره استقامة حاله.
عن أبي أمامة قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: *«ادْنُهْ»*، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: *«أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» * قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: *«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ» *. قَالَ: *«أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» * قَالَ: لَا. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: *«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» *. قَالَ: *«أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» * قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: *«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ» *. قَالَ: *«أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» * قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: *«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ» *. قَالَ: *«أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟» * قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: *«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» *. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: *«اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ» *. [مسند الإمام أحمد].
فالشاهد أن العدل ينبغي أن يكون في جميع الأبواب، فكما لا تحب أن تكون مظلوما فلا تكن ظالما، ولا تحب أن يأخذ مالك فلا تكن سارقا، ولا تحب أن يزنى بأهلك فلا تكن زانيا، ولا تحب أن تسب وتقذف في عرضك فلا تكن سابا ولا قاذفا، فالأمر يعود إلى العدل في جميع الأبواب.
وأد إلى الناس الذي تحب أن يأدى إليك، من العدل أن تأدي إلى الناس الذي تحب أن يأدى إليك، تحب أن يأدى إليك الخير ويكف عنك الشر والضير فكن كذلك مع الناس.
ويروى عن علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه:
*أد الأمانة والخيانة فاجتنب* **واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب*.
فإن الظلم شأم على أصحابه، كما قال النبي ﷺ: *«اتَّقُوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ» *.
وحذر النبي ﷺ الإنسان من دعوة المظلوم، *«واتَّقِ دعْوةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْس بَيْنَها وبيْنَ اللَّه حِجَابٌ» *. وكم أهلكت من أمم ودمرت من شعوب وافتقر منه ناس، وذل منها عزة، بسبب الظلم، *﴿ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢) ﴾*.
فالظلم عباد اللّٰه، خطره عظيم وشأنه جلل، وأغلب ما يقع في الأمة من الأمراض والأسقام والتغيرات بسبب هذا الظلم، *﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (٣٠) ﴾*.
وأعظم العدل هو إفراد الله بالعبادة وصرف الطاعات له والإقبال عليه.
وأعظم الظلم هو الشرك بالله عز وجل، *﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) ﴾*، ويوم القيامة يظهر ميزان العدل وميزان الظلم.
أما أصحاب العدل فقد تقدم، أنهم يضلون تحت ظل عرش الله، وأنهم أهل الجنة، وتثقل موازينهم.
وأما أهل الظلم، فيفضحون على رؤوس الخلائق، *﴿ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) ﴾* يعرفهم كل أحد أنهم كانوا يعاقرون الظلم سواء ظلم الأموال، أو ظلم العقائد، أو ظلم الأنفس، أو غير ذلك من الظلم.
وقد قام النبي ﷺ في أشرف المواطن محذرا من الظلم بأنواعه.
عَنْ أبي بكرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: *«… فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، وَأَبْشَارَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ» * قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: *«اللَّهُمَّ اشْهَدْ» *
احذر من الظلم، فإذا كنت قادرا فالله أقدر منك، وإن كنت متمكنا فسيمكن اللّٰه منك. عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلامًا لي بالسُّوط، فسمعت صوتًا من خلفي: اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، قالَ: فالتفت فإذا برسول الله ﷺ، فَقالَ: *«اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، أنَّ اللهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ علَى هذا الغُلَامِ» *، قالَ: فَقُلتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا. نعم يا عبد الله.
لا تظلمن إذا كنت مقتدرا.
فإن الظلم عاقبته وخيمة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: *أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ * قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ: *«إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فَيُقْعَدُ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهذا من حسناتِهِ، فإن فنِيَت حسناتُهُ قبلَ أن يُقتصَّ ما عليْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ*. رواه مسلم (٢٥٨١)، والترمذي (٢٤١٨).
وعن أَبي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: *«مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه ِمِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ» *. إنما هي الحسنات والسيئات فيبنغي لنا عباد الله أن نلازم العدل في أقوالنا *﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾* ، ولو كان على البعيد، *﴿وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ ﴾*، *﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا﴾*. الاعتداء عظيم، وخطره جسيم، وأغلب الناس الآن يتعنون هذا الفعل أغلب الناس إلا من رحم اللّٰه عز وجل، تجده يفجر في الخصومة، لماذا؟ يقول يستحب يتساهل لأنه فعل ما فعل. تجده يشهد الزور، لماذا؟ يقول قد شهد علي وهذا يستحب. لا يا أخي، كل هذا من الظلم شهادة الزور من الظلم، الغيبة والنميمة من الظلم، السحر وتعاطيه من الظلم، المعاصي بأنواعها الظلم، الشرك أعظم الظلم، فكن بعيدا عن ما يأدي بك إلى خسارة الدارين، وادع الله عز وجل أن يحفظك، وأن يسلمك من هذه الأخلاق الذميمة، وأن يوفقك للأخلاق الحسنة الجميلة التي كان النبي ﷺ يدعوا بها، *«اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ» *.
وقد جاء في حديث معاذ بن أنس الجهنيِّ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ كَظَمَ غَيْظا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دعاه اللهُ عزَّ وجلَّ علَى رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرَهُ مِن الحُورِ ما شاءَ» *.
لأنه لم يظلم، ولم يتجاوز ما شرعه الله عز وجل له، نعم عباد الله.
فالظلم عبارة عن خلق الكافرين، وخلق المنافقين، ومن تخلق بأخلاقهم من عصاة المسلمين، بينما العدل كما تقدم وصف الله ووصف النبي الكريم ووصف الأئمة المهتدين ووصف الصالحين، من كل زمن وحين.
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لطاعته.
والحمد لله رب العالمين.