#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ النصيحة العصماء ببيان الحاجة إلى العلماء*(27)صوتي ومفرغ

سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ

  نصيحة قيمة بعنوان:

*النصيحة العصماء ببيان الحاجة إلى العلماء*

للشيخ أبي محمد عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله

  مسجد الصحابة -بالغيضة -المهرة، اليمن حرسها الله.

  الثلاثاء 15/رمضان/ 1442 هجرية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

🍃 خلق الله عز وجل الخلق لعبادته وطاعته كما قال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} لكن لا يصل العباد إلى هذا الأمر إلا باقامة الحجة الرسالة عليهم ولهذا قال الله عز وجل: {ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقال سبحانه وتعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليطاع بإذن الله} وكانت بنو إسرائيل تسوسهم انبيائهم كلما هلك نبيٌ خلفه نبي وهكذا تتعاقب عليهم الرسل وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين وأرسله الله عز وجل إلى الناس اجمعين وجعله تعالى رحمةً للعالمين ومع ذلك جعل الله عز وجل من يجدد لهذه الأمة الدين بين الحين والآخر، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه 《إن الله يبعث على كل رأس مئة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها》، فيدعون إلى الله عز وجل ويحذرون مما يخالف شرع الله سبحانه وتعالى، ولهذا كان العلماء الذين يلتزمون الكتاب والسنة يتعين الرجوع إليهم قال سبحانه وتعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأغلب الناس يجهلون دينهم فيتعين عليهم سؤال أهل العلم والرجوع إليهم والصدور عن فتواهم وقولهم لأنهم أهل الخشية { إنما يخشى الله من عباده العلماء} ولا يستوون مع غيرهم {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب} وأهل الرفعة {يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات} وأهل الاستنباط {وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} وهم للمجتمع كالأطباء إلا أنهم أنفع من أطباء الأبدان فإن مريض البدن إن مات بالسرطان أو القلب أو الكورونا أو غير ذلك وهو على طاعةٍ وبرٍ وصلاحٍ يرجى له الخير ، بينما مريض القلب في النفاق أو الشرك أو البدعة أو أيضاً حتى المعاصي ربما يصيبه من النقص بقدر ما عنده من المرض فكان أطباء الأديان الذين يعالجون الناس من الشركيات والبدع والخرافات هم أهل العلم، ولذلك جعل الله قولهم أحسن الأقوال {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وكان فعلهم أحسن الأفعال لأنهم سلكوا سبيل النبي صلى الله عليه وسلم {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.

وإذا وُجد العالم في بلدةٍ من البلدان نعش الله عز وجل تلك البلدة بالعلم والسنة الخير والتوحيد وإذا عُدم العالم من بلدةٍ من البلدان عشعش فيها الجهل والشرك والبدعة والمعصية والخرافة إلى غير ذلك فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح بلداً من البلدان أرسل إليه من العلماء من يقومون بشأنه وكان الأمراء في ذلك الزمان هم العلماء فأرسل معاذ بن جبل وأبا موسى إلى اليمن وهكذا أرسل أبا عبيدة إلى نجران وأرسل غير واحد من رسله لتعليم الناس دين الله سبحانه وتعالى، وذلك لحاجة الناس إلى من يفقههم ومن يعلمهم ومن يرشدهم وإنما هو الجهل الذي جعل كثيراً من الناس ينظرون إلى العلماء بازدراءٍ وأنهم عبارة عن فضلة المجتمع يعني إذا احتاج إلى سؤال طلاق جاء إليهم أو إذا احتاج إلى قسمة مواريث جاء إليهم لكنه ربما جاهل بالتوحيد في مساجد القبور وأعظم من ذلك ربما يشد الرحل إلى القبور ، وأشد من ذلك ربما يدعوها ويرجوها ويتوكل عليها ويعتمد عليها وربما كان يذهب إلى السحرة والمشعوذين ، والكهان والعرافين وعنده من القصور في دين الله عز وجل ما الله به عليم ومع ذلك لا يسأل ولا يبحث وهذا قصورٌ عظيم، وفطورٌ عجيب! يدل على عدم عناية بشأن الدين نعم فإذا وُجد العالم في المنطقة وعرف له الناس قدره انتعشت البلاد في طاعة الله عز وجل كما قال الزهري رحمه الله: “أدركت كثيراً من علمائنا يقولون: التمسك بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضاً سريعا” وبانتعاش العلم انتعاش الدنيا والدين، والعلم الممدوح والعلماء الذين يمدحون هم علماء أهل السنة والجماعة الذين علموا ما قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ودعوا الناس إلى ذلك العلم

قال الله قال رسوله***قال الصحابة ليس خلفاً فيه

● هؤلاء هم العلماء ليس العلم أن تلبس العمامة أو الثوب القصير أو يكون صوتك بالقرآن فحسب، ليس العلم أن تجيد الخطابة أو الكتابة، إنما العلم أن تكون متكلماً ومفتياً ودالاً ومرشداً وعاملاً بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين يمدحون وهؤلاء هم الذين يرشد إليهم ويدل عليهم وإلا فكم هم الذين يدعون العلم

وكله يدعي وصلاً ليلى***وليلى لا تقر لهم بذاك

📍ربما يزعم انه من العلماء وفعلا من علماء الضلالة ومن أئمة الضلال، انظروا إلى فرعون عليه لعائن الله تترى يقول لأمته : {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} فعلماء السوء لهم حظ من هذا الرأي ربما افتى بالديمقراطية التي هي حكم الشعب بنفسه بنفسه وتخالف القرآن والسنة على أنها شورى أو على أنها من مسائل اهل الحل والعقل هو كاذبٌ في فتواه كاذبٌ على الله ملبس على العوام، ربما أفتى بالانتخابات التي يتساوى فيها الرجال والنساء عند الديمقراطيين ربما أفتى بالتقارب بين الأديان المحرمة مع دين الإسلام كما هو حال كثير من الناس بفتوى التقارب بين اليهودية والنصرانية والإسلام وربما دعا إلى التقارب بين المذاهب فيدعو إلى تقارب السني مع الشيعي الرافظي الذي يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذي يطعن في القرآن ويطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى غير ذلك من البواهق ربما تجده يأتي بالربا وبالمعاملات الربوية، المهم أن العالم حقاً هو الذي يدلك على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على تحقيق منهج السلف الصالح والعالم السوء هو الذي يرشدك إلى سبل السوء قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《قوم قلوبهم قلوب الشياطين في جثامين إنس》 أي: الذين هم دعاة على أبواب جهنم فلا بد أن نميز  بين الدعاة إلى الرحمن والدعاة إلى سبيل القرآن وبين الدعاة إلى الإجرام وإلى سبيل الشيطان فإنما هما حزبان: حزب الله وحزب الشيطان ألا إن حزب الله هم المفلحون وحزب الشيطان هم الخاسرون  والله المستعان.