#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
السبت 19/رمضان/ 1442 هجرية
سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
نصيحة قيمة بعنوان
* اسعاد الرفيق بفضيلة عائشة بنت الصديق*
المدة الزمنية :07:03
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
السبت 19/رمضان/ 1442 هجرية
سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
نصيحة قيمة بعنوان
* اسعاد الرفيق بفضيلة عائشة بنت الصديق*
ونختم الكلام لعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها إذ أن الطعن فيها من المنافقين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تتابع المنافقون على الطعن فيها إلى يومنا هذا وإلى أن يشاء الله مع أن برائتها في القرآن لو كانت في السنة فقد تنوع طعن أهل البدع في السنة، ترى بأنها احاديث آحاد لا يلتفت اليها ولا يعمل بها، وتارة لأنها كذا وكذا من أوجه الرد لكن الله عز وجل ذكر برائتها في كتابه العظيم{ إن الذين جاؤوا بالإفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم لكل امرئٍ منهم ما اكتسب من الإثم } وإن لم يصرح باسمها فإجماع الأمة قائمٌ على أن المراد بهذه الآيات هي عائشة رضي الله عنها وأرضاها التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم 《فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام》. ولعل الإمام مسلم يجنح إلى تفضيلها على خديجة رضي الله عنها وذلك أنه لما ذكر حديث خير نسائها مريم بنت وأشار إلى السماء وخير نسائها خديجة بنت خويلد ، ذكر بعده حديث فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام لكن رأينا وجهاً جميلاً لتفضيل خديجة على عائشة، رضوان الله عليهن جميعاً. الاولى أنها سبقت إلى الإسلام {والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار } شأنهم عظيم الأمر الثاني أن الله عز وجل اقرأها السلام 《اقرأ خديجة السلام وبشرها ببيتٍ في الجنة من قصبٍ لا صخب فيه ولا نصب》، بخلاف عائشة إنما اقرأها جبريل عليه السلام، ومع ذلك كلهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
وعائشة في العلم بلا شك ولا ريب أنها أعلم نساء الأمة وأفقه نساء الأمة وأكثر من روى من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخلي، بل والخارج من النساء فمرتبتها عظيمة؛ كانت صوامة قوامة طائعة لله، طائعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، محبة لله ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، شأنها عظيم ومنزل رفيعة، جاءت فاطمة بنت محمد رضي الله عنها إلى لبيها حين جاءت النساء يشكين عائشة رضي الله عنها فجاءته الأولى ثم جاءته الثانية فقال: يا بنية ألا تحبين من أحب؟ قالت: نعم قال حبي هذا وعذرها بحب عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ثم إن الطعن في عائشة ليس طعناً في شخصها، بل هو طعنٌ في ربها وطعنٌ في بعلها فإن الله عز وجل ما كان ليقر امرأةً فاسقة على حد زعمهم أن تبقى مع خير البرية وأزكى البشرية وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما قول الله عز وجل {فخانتاهما} في شأن امرأة لوطٍ وامرأة نوح كما هو استدلال لياسر الخبيث عليه من الله ما يستحق على أن الخيانة متحققة في عائشة ويستدل بهذه الآية فاستدلالٌ فاسد فابن عباس يقول: 《ما زنت امرأة نبيٍ قط》 وإنما كانت الخيانة بسبب أنهم كنا على غير دينهم ، وعلى الممالأة مع قوم مع قومهم الكفار.
وعائشة رضي الله عنها آثرت عمر بن الخطاب بالمكان الذي كانت تريد أن تقبر فيه، عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم 《والذي نفسي بيده لا يهجر إلا اسمك》 فكانت محبة له في حال الرضا وفي الغضب عائشة رضي الله عنها ما حدثت سنها كانت تقوم الليل وتصوم النهار ، بل إنها اعتقت في نذرٍ أربعين نفساً.
هذا يدل على عظيم شأنها وهي ممن كان له علم بالقراءات وعلم بالقرآن وعلم الفرائض وعلم السنن وعلم بأنساب العرب وعلم بالاشعار قال عنها حسان بن ثابت: حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ***وتصبح غرث من لحوم الغافل.
وهكذا الطعن في بقية النبي صلى الله عليه وسلم له نفس المؤدى من طعن فيهن بما برأ الله به عائشة فهو كافر كفر أكبر مخرج من الملة لتكذيبه للقرآن ولرده لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ولطعنه في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أهل بيته بما هم منه برآء والله المستعان. نختار مثل هذه التعليقات المختصرات لحاجة الأمة إليها لا سيما في هذه الفترة الزمنية، التي كثر الطعن في الأصحاب وتنوعت العبارات وانتشرت الأقوال البائرات فتعين على أهل السنة أن يتكلموا عن فضائلهم وأن ينشروا محاسنهم وأن يدعوا لهم ويترضوا عليهم {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنوا ربنا انك رؤوفٌ رحيم} ، {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجةً من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى} وهكذا يقول النبي عليه وسلم: 《 لا تسبوا اصحابه فوالذي نفسي بيده لو أنفق احدكم مثل أحدٍ ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه》. هذا القول قاله النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد. مع أنه صحابي حين وقع ما وقع بينه وبين عبدالرحمن بن عوف فكيف بمتنقصة آخر الزمان من عباد القبور ومن اصحاب السحر والشعوذات ومن متعاطي الفجور والزور من الرافظة والباطنية ومن سلك مسلكهم الفاجر البائر دمدم الله عليهم ودمر والحمد لله رب العالمين