#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
الأحد20/رمضان/ 1442 هجرية
سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
نصيحة قيمة بعنوان
* اتحاف الأكابر بأن حجية خبر الآحاد كالمتواتر*
المدة الزمنية :14:46
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
الأحد20/رمضان/ 1442 هجرية
سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
نصيحة قيمة بعنوان
* اتحاف الأكابر بأن حجية خبر الآحاد كالمتواتر*
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
• أما بعد: كلمتي هي على مسألةٍ مهمة يحتاج الناس أن تطرق بين الحين والآخر لكثرة المخالفين فيها من زمنٍ قديم ألا وهي رد خبر الآحاد في باب العقيدة وبعضهم ربما رده في الأحكام وبعضهم رده في الحدود ونحو ذلك لا نقبل إلا المتواتر.
أولاً تقسيم الحديث إلى آحاد ومتواتر تقسيم جاء من قِبل أهل البدع وأول من قسم هذا التقسيم هو إبراهيم بن إسماعيل بن علية المعتزلي، وقد رد على هذا التقسيم وهذه الفكرة في التفريق بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأئمة قديماً وحديثاً ، منه الشافعي في “الرسالة” ومنهم ابن حزم في “الأحكام” ومنهم قبل ذلك أيضاً البخاري في “صحيحه”. ومنهم ابن القيم كما في “مختصر الصواعق” ومنهم الشيخ الالباني كما في رسالته “الحديث حج بنفسه” أو نحو هذا الكلام.
وتكلم الأئمة على هذه المسألة إما ضمناً في كتبهم وإما في فتاواهم واما في كراسيهم وفي غير ذلك، لأن المعتزلة نفوا الصفات بدعوى رد خبر الآحاد.
• والخوارج نحو كثير من المغيبات بدعوى رد خبر الآحاد وحزب التحرير الذين هم المعتزلة الجدد رد كثير من العقائد بسبب رد خبر الآحاد، والرافضة ردوا كثير من عقائد المسلمين بسبب رد خبر الآحاد فهذا قول خطير جداً، في التفريق بين جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى يقول : {وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} لم يقل ما أتاكم على سبيل التواتر خذوه، وما جاءكم على سبيل الآحاد اهملوه، وهكذا قال الله عز وجل: {واطيعوا الله واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون}. سواءً فيما جاء عن طريق التواتر أو فيما جاء عن طريق الآحاد. ويقول الله عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} ويدخل في ذلك المسائل العلمية والعملية سواءً منها ما جاء متواتراً أو ما جاء بخبرٍ الاحاد. وهكذا يقول الله عز وجل: {فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة ويصيبهم عذاباً اليم}.
ولا يفرق بين ما جاء بتواتر أو بخبرٍ الاحاد. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: 《ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه》والله عز وجل أمرنا بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر وبطاعته فيما أمر وبالانتهاء عما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله عز وجل إلا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يفرق بينما كان سبيله التواتر وما كان سبيله الآحاد، ثم لو تأملنا إلى ما كانت عليه طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لرأينا عدم التفريق في هذا الباب، فهذا في باب العقيدة والتوحيد يرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن إلى الجند وحده ليس معه أحد ولو معه واحد ما… في باب الآحاد لأنهم اختلفوا في الاحاد. إلى أي عددٍ يكون فربما عند بعضهم عشرة آحاد وعند بعضهم عشرون آحاد لأن الغريب والعزيز والمستفيض المشهور كله من قسم الآحاد، كما بين ذلك الحافظ ابن الحجر في “النخبة” وكلها سوى الأول آحاد وكان من أول ما أمره أن يدعو الناس أن وحدوا الله وفي رواية 《إلى عبادة الله》 وفي رواية 《إلى شهادة ان لا اله الا الله》.
وارسل ابا موسى الاشعري إلى تهامة زميل هو آحاد وأرسل أبا عبيد ابن الجراح رضي الله عنهم جميعاً إلى نجران وهو آحاد وارسل بالبراءة مع أبي بكر رضي الله عنه وهو آحاد ثم أرسلها لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه وما زالوا آحاد. وأرسل بكتابه إلى هرقل مع رسول واحد آحاد وفيه الدعوة الى التوحيد الدعوة إلى الإسلام وارسل برسوله إلى النجاشي آحاد وإلى المقوقس آحاد والى كسرى آحاد بل إن النبي صلى الله عليه وسلم آحاد على تقسيمهم يلزم أن يأتي سبعون نبياً أو أربعون نبياً او أربعون رسولاً حتى يقبل قوله والمؤذن آحاد يا خطيب الجمعة آحاد والذي يقوم ويعظ الناس آحاد ثم إننا لو تأملنا القرآن الذي قالوا بتواتره هو في الأصل جاء من طريقٍ واحد من طريق النبي صلى الله عليه وسلم ثم كم من الآيات التي جاءت عن طريق صحابي بعض الآيات نقلت من طريق صحابي مثل أواخر سورة التوبة طريق خزيمة بن ثابت وهو آحاد فهذا القول قولٌ بائر قولٌ ترده الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية ، ومن باب الحدود 《اغدو يا أنيس الى امرأة هذا فإن اعترفت ارجمها 》 هل ارسل مع انيس أربعين رجلاً أو خمسين رجلاً أو سبعين رجلاً حتى يُقبل خبره، وأيضاً لما نزل معاذ بن جبل إلى أبي موسى الاشعري ووجد رجلاً مربوطاً بسارية فقال ما لهذا؟ قال: يهودي رجع دينه دين السوء قال: “لا أنزل حتى يقتل قضاء الله ورسوله ” وهو واحد ما قال له أبو موسى لا أنا ما اقبل منك هذا لابد أن تأتيني بالتواتر.
وأما ما جاء عن عمر رضي الله عنه في شأن أبي موسى حين سلم عليه قال: “تأتي بمن يشهد معك إلا ضربت ظهرك” ليس فيه أنه رد خبره إنما أراد أن يتثبت ثم إن الذي شهد مع أبي موسى هو أبو سعيد الخدري وما زال من قسم الآحاد فالسلف رضوان الله عليهم لم يفرقوا بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سواءً ما جاء بالطرق المتكاثرة أو ما جاء بالطريق الواحدة وكم من الأحاديث التي ربما يقول : فيها الصحابي حدثني بها فلان سواءً في باب الاحكام او في باب العقائد او في باب المعاملات أو في باب الايمان باليوم الاخر وغير ذلك.
• واثبت العلماء الصفات لله عز وجل سواءً ما جاء منها في طريق التواتر أو ما جاء منها بطريق الآحاد وأما المبتدعة فلم يثبت ما جاء في القرآن مع أنهم يقولون بتواتره إلا انهم زعموا انهم ظني الدلالة أو أن الظاهر غير مراد أو أو إلى غير ذلك. فلا بد أن نحذر المسلمين من فشو هذه الفكرة السيئة، قال شيخنا المقبل رحمه الله : بمعنى كلامه تمنى أن الحافظ ابن حجر لم يغفر تقسيم الآحاد والمتواتر في كتابه “النزهة” ومع ذلك حين تجد ان العلماء يذكرون باب الاحاد وباب المتواتر انما هو من باب المسائل العلمية وأن هذا جاء بطرق كثيرة وهذا جاء بطرق آحاد. وإلا فالحجة عندهم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس عندهم انتقائية، ما جاء عن النبي صلى وسلم وثبت بسندٍ صحيح أو بسندٍ صحيحٍ لغيره أو بسندٍ حسن أو بسندٍ حسنٍ لغيره فهو عندهم حجة يعملون به في باب العقائد وفي باب الأحكام وفي باب التوحيد وفي باب العبادات وفي باب المعاملات لا تفريق، كما أننا لا نفرق بين أحدٍ من رسله كذلك لا نفرق بين الأدلة التي جاءتنا عن ربنا عز وجل أو جاءتنا عن رسولنا صلى الله عليه وسلم.
إن رد خبر الاحاد سيؤدي إلى رد تسعين في المئة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية، ومع ذلك لا نسلم لأهل البدع بعدم إثبات كثير من الصفات أو المغيبات بدعوى خبر الآحاد فهناك التواتر اللفظي وهناك التواتر المعنوي. وإن لم يقع التواتر فالحجة قائمة على العباد لما ثبت عن الله صلى الله عليه وسلم فهذه مسألة مهمة لو رجعت إلى صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة قبل كتاب التوحيد وهما من أواخر الكتاب الصحيح تجد باب خبر الآحاد ويتكلم ويشير إلى كثيرٍ من الأحاديث وإلى كثيرٍ من الأحكام التي قامت على خبرٍ ااواحد، أهل البدع لا يستطيعون الطعن في كتاب ربنا عز وجل صراحةً ولا يستطيعون الطعن في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم صراحةً إلا إذا كان قد مرق من الدين. وأما من بقي يتستر بالاسلام أو بقي في حوزة أهل الاسلام من المبتدعين الضالين فإنه يأتي بمثل هذه الأمور خبر الآحاد غير مقبول في العقيدة لابد من التثبت.
التثبت نعم ما جاء عن السلف وثبت قبل وهم قد تثبتوا والعلماء قد تثبتوا في توفيق حملة الاخبار، هذه مسألة عظيمة جداً، نخشى على المسلمين، حين سماعهم لكلام أهل البدع من الرافضة والخوارج حزب التحرير والمعتزلة ومن إليهم أن يتأثروا بها فلذلك تعين التحذير لا سيما والناس في البعد عن العلم الشرعي ربما يسمع من إذاعة أو ربما يقرأ في صحيفة أو ربما جلس بعض المفتنين وسمعه يذهب إلى عدم حجية خبر الآحاد فيتأثر به وربما قام بتقريره بين الناس وهو لا يدري بلوازمه فلذلك كان من المتعين أن نتكلم على المسائل كما أننا بحمد الله نتكلم عليها ظلا في تدريسنا لكتب المصطلح ومن مرورنا على الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ونقول وفي هذا الحديث دلالة على قبول خبر الآحاد هكذا يقول أسلافنا وعلماؤنا وخيرتنا هذا الذي أردت أن أنبه عليه في هذه العجالة ونحن كما تعلمون في عودة من سفر وإنما طلب الشيخ العزيز أبي عمرو علينا غالي في المرور عليه والزيارة لطلابه وإلا فالمسافر مشغول فيما هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول: 《إذا قضى احدكم مهمته فليعجل إلى أهله》. سبحانك اللهم وبحمد لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك