نصيحة قيمة بعنوان
نصح الخلان بمناسبة قدوم شهر رمضان
للشيخ الفاضل أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله
الأربعاء 30 / شعبان / 1444 هجرية
✍️
ألحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد فقد جآءكم رمضان شهر مبارك نسأل الله عز وجل أن يتقبله منا ومنكم بعد أن يعيننا على طاعته ومرضاته والقيام بما ينفعنا فيه من قيام ليله وصيام نهاره والإكثار من قراءة القرآن والإنكفاف عن الحرام فإنه شهر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يُروى عنه( أتاكم رمضان شهر مبارك تصفد فيه مردة الشياطين وتُفَتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار فياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر) أُنظروا إلى هذه العبارة العظيمة ياباغي الخير يامُريد الجنة ياطالب الرحمة ياراجي من الله عز وجل عظيم المنة أقبل على الله (من أتاني يمشي أتيته هرولة) هكذا يقول الله عز وجل ( ومن تقرب اليَّ شبراً تقربت إليه باعاً ومن تقرب الئَّ باعاً تقربت إليه ذراعا) فأقبل على الله وأبشر من الله عز وجل بعظيم المكرُمات وبالرحمات وبالتوفيق وبقبول الدعوات وبتفريج الكُربات ياباغي الخير أقبل لن تجد شهراً تقبل على الله عز وجل عليه فيه كما تجد في رمضان تجتمع فيه أنواع العبادات وأنواع الطاعات
وهكذا ياباغي الشر أقصر يامُريد الشر كن في بُعدٍ عنه قد غُلقت كثيرٌ من سُبله وأسبابه فأقصر عن الشر واستغل بركة الزمان واستغل هذا الخير الذي منحك الله اياه وتأسىٰ برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام وبالأئِمة الأعلام في هذا الشهر العظيم وفي غيره فعلينا جميعا أن نستغل الفرصة
وهو كما يكرر شهر يتعود فيه الإنسان الطاعة حتى يألفُها يجاهد نفسه في قيام الليل بما يسره الله في قراءة القرآن ويسره الله كلما أكثر فالله أكثر في حضور الجماعات حتى يتعود الجماعات فالفجر يصير عنده من أسهل الصلوات وهكذا بين الفجر وبين الظهر وقت مبارك يستطيع ان ينام فيه ثم يقوم فيصلي الظهر جماعة مع المسلمين ويذهب لحاجته ويحضر صلاة العصر جماعة مع المسلمين وهكذا صلاة المغرب والعشاء فنحن في فرصة عظيمة عباد الله فرصة عظيمة علينا أن نستغلها لاندري من يدرك غيرها ربما مايخرج رمضان إلا وقد مات بعضنا وربما لا يأتي رمضان من العام القادم إلا وقد مات كثير منا فعلينا ان نستغل الطاعة ونشكر الله على النعمة على أن بلغنا هذا الشهر ونسأل الله العون والسداد وكثير من الناس يقول بماذا نستقبل رمضان يا أخي لا تستقبله بالجديد من الثياب ولا بتعليق الفوانيس وتعليق الأهلة إستقبل رمضان بالتوبة النصوح فإن العبد إذا تاب تاب الله عليه وخفت ذنوبه إن لم تذهب بالكلية ونشط في العبادة والطاعة فأكثر مايثبط الانسان في الطاعة ويثبط الانسان عن القراءة ويثبط الانسان عن الذكر والخير المعاصي والسيئات قال الله عز وجل ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدٰرَك وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الْذِي أَنْقَض ظَهْرَك وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) فالوزر ثقيل على الإنسان في دنياه وأخراه في دنياه يقسو قلبه ويثقل لسانه وتُصم أُذنه وتُعمى عينه عن الخير وفي الآخرة يحمل ذنوبه فوق ظهره (سَيُطَوَّقُونَ مَابَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَة) فلا أحسن من التوبة والإنابة وهكذا العلم بمراد الله ومراد رسوله حتى نكون على مراد الله ورسوله وهكذا الحرص على الخير والحرص على مجالسة الصالحين والبعد عن مجالسة السيئين واستغلال الفرصة
عود نفسك المكث في المسجد عود نفسك سماع العلم والخير عود نفسك المحافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء عود نفسك كثرت الخُطى إلى المساجد عود نفسك البعد عن الباطل فالذي يراقبك في رمضان وربما تركت المعصية لأجله هو يراك في غير رمضان سبحانه وتعالى فالله الله عباد الله في الإقبال على الله
أسال الله العظيم بمنه وكرمه وجوده وإحسانه وفضله أن يمن علينا وإياكم بصيام هذا الشهر المبارك الكريم وبحسن قيامه وبأن نكون فيه كما يريد الله لا كما تريد أنفسنا أو يريد الشيطان ( يُرِيٰدُ اللَّهُ لِيُبَيْنَ لَكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ واللَّهُ غَفُرٌ رَحِيمْ) فلنكن على مراد الله ماأستطعنا إلى ذلك سبيلا متأسيين برسول الله صلى الله عليه وسلم وكما تعلمون بالنسبة لمسجدنا هذا صلاة التراويح أو القيام من بعد صلاة العشاء إن شاء الله نقراء لنا جزءاً من القرآن ثم من شاء أن يبقي في المسجد بقي مع الذكر مع القراءة مع مايريد من الراحة ومن أراد أن ينصرف فلينصرف وهكذا بقيت إخواننا الذين في المساجد في الغيظه وفي غيرها سيصلون بعد العشاء يصلون ما شاء الله في مساجد محيطة بالمسجد أو متفرقة في المدينة كلاً يقوم بما استطاع ويرجو من الله الثواب فنسأل الله عز وجل التوفيق والسداد إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول مايجني عليه اجتهاده
والاكثار من الدعاء لصلاح قلوبنا وصلاح السنتنا وصلاح جوارحنا والدعاء لأبنائنا وبناتنا والدعاء لازواجنا والدعاء لأبائنا وأمهاتنا والدعاء للمسلمين جميعا والدعاء للإسلام أن يعزه الله ويعز أهله والدعاء على الكافرين فإن السلف رضوان الله عليهم كثيرٌ منهم كان لا يقنت إلا في رمضان وكان قنوتهم في النصف الاخير من رمضان يلعنون الكافرين ويدعون للمؤمنين فأنت لاتنسى نفسك ولا تنسىٰ غيرك فإن الله عز وجل ذكر أية الدعاء (أدْعُوْني أَسْتَجِب لَكُمْ) بعد أن ذكر (فَإِنْي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةِ الْدَاعِي إِذَا دَعان) بعد أن ذكر آيات الصيام وهذا دليل على أن شهر الصوم من أشهر ومن أوقات استجاية الدعاء لكن (فَلْيَسْتَجِيْبُوا لِي وَلْيُؤمِنُوا بِي لَعَلَهُ يَرْشُدُون) إذا استجبنا لله كان أحرى في إجابة دعائنا وإذا استجبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أرجى لقبول عباداتنا ودعواتنا غفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين.