تفريغ أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال الفائدة 1 ( فضل الإسلام )
#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓 الخميس 1 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 1 ( فضل الإسلام )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}. أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله ﷺ وشر الأمور محداثتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين. عباد الله في هذا اليوم الأول من رمضان لعام ١٤٤٤، نتكلم عن بعض فضائل الأعمال؛ لما في ذلك من المصالح، حيث تشحذ الهمم، وتقوى العزائم ويعلم المسلم بعظيم ما هو عليه من نعمة الله عز وجل فيزداد اجتهاده ويزداد حرصه على الخير، ألا وإن أفضل الأعمال لهو الدخول في الإسلام قال الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. فالإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. الإسلام كما قال الله عزوجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} أي: ادخلوا في الإسلام من جميع جوانبه، في واجباتهِ، ومستحباته، والبُعد عن المحرمات، والمكروهات. الإسلام قال الله عز وجل عنهُ: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال الله عزوجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الْإِسْلَامُ}. إذًا الإسلام بمعناه ينقسم إلى قسمين: المعنى العام هو: دين جميع الرسل إذ أن نوح عليه السلام بُعثَ بالسلام وهكذا إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ﷺ. وأما الإسلام بمعناها الخاص فهو: الدين الذي أنزله الله وأوحاه إلى محمدٍ ﷺ وهذا الإسلام لا يقبل الله عز وجل من أحدٍ دينا بعد مبعث محمد ﷺ إلا بالدخول فيه، قال ﷺ «والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، لا يهودِيٌّ، و لا نصرانِيٌّ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كان من أصحابِ النارِ» أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. الإسلام من رضيهُ ذاق طعم الإيمان، كما في حديث العباس بن عبد المطلب قال النبي ﷺ «ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضيَ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلم رسولًا ونبيا». الإسلام لا يدخل الجنة إلا أهله، كما قال النبي ﷺ: «لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة»، أو كما قال ﷺ. الإسلام هو أهله الذين يجوزون الصراط، قال النبي ﷺ: «ولا يجوزه إلا المسلمون» أي: الصراط. الإسلام أهلهُ أفضل الناس وأفضل الأمم، نظر النبي ﷺ إلى رجلٍ عظيم فقال لرجل بجانبه مما تقول في هذا قال: هذا رجلٌ من كرماء العرب وعظمائهم، إن خطب زوج وإن شفعَ شُفع وإن تكلم أُستمع له، ثم نظر إلى رجل آخر فقال: ما تقول في هذا؟ قال: هذا رجلٌ من فقراء المسلمين إن خطب لم يزوج وإن شفعَ لم يُشفع وإن قال لم يُسمع لقوله فقال النبي ﷺ: هذا -أي للمسلم- خير من ملئ الأرض من مثل هذا. المسلم ثقيل في الميزان كما قال النبي ﷺ عن عبدالله بن مسعود حينما ضحكوا من دقة ساقية :«لهما في الميزان أثقل من أحُد»، بينما الكافر خفيفًا بالميزان قال اللهُ عزوجل: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}، وفي الحديث: «يؤتى بالرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة» نعم أي: الكافر لا يزن عند الله جناح بعوضة. الإسلام دين الكرامة قال الله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} أي: من تمسك بالإسلام وأخذ بهدى النبي عليه الصلاة والسلام. الإسلام هو الدين المنصور، قال النبي ﷺ: «والذي نفسي بيده لا يبقينَ بيت من العربِ أو العجم إلا أدخل اللهُ فيهِ الإسلام بعز عزيزًا أو بذل ذليلاً إما بعزً يعزهُ الله عز وجل بهِ أهل طاعته و إما بذل يذل الله عز وجل بهِ أهل معصيته».
الإسلام بشرهُ رسول الله ﷺ بالنصر و الظهور قال ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله و هم ظاهرون» متفق عليه عن معاوية وجاء عن غيرهِ رضوان الله عليهم. الإسلام قال النبي ﷺ لأمتهِ: «بشر هذهِ الأمة بالنصر والسناء والعز والتمكين». إلى غير ذلكَ من الأدلة. الإسلام يبقى عزيزًا منيعًا إلى أن يرث الله عز وجل الأرضَ ومن عليها، لا يزال هذا الدين مأذا عزيزًا حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في معناه، وأدلة الإسلام كثيرة لو لم يكن إلا أنه دين الله في السماء والأرض، لو لم يكن إلا أن الله بعث فيه جميع الأنبياء والمرسلين، لو لم يكن إلا أن الله أعد لأهله الجِنان وأعد للكافرين النيران، لو لم يكن إلا أن الله عز وجل يرضى عن أهله ويكرمهم بالكرامات العظيمة، لو لم يكن إلا أنه يعصم الله عز وجل به الدم، «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله».
فهنيئا للمسلمين كيف كانوا، إلا أن المسلم إذا كان من المشمرين والمبادرين إلى طاعة رب العالمين فأجره أعظم، {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قال: ومن يأبى يا رسول الله! قال: «من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى». فنسأل الله عز وجل أن يتوفانا مسلمين وأن يلحقنا بالصالحين والحمد لله رب العالمين.