تفريغ أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال الفائدة 21 ( الحب في الله والبغض في الله )
#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 27 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 21 ( الحب في الله والبغض في الله )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ أما بعد:
ومن أفضل ما يتقرب بهِ إلى الله عز وجل لهُ الحب في الله والبغض في الله قال الله عز وجل كما في الحديث القدسي: «يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، وهكذا قال النبي ﷺ: «أن رجلٌ زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله على مَدْرجته ملكاً على صورة رجل قال: أين تريد؟ قال: أزور أخاً لي في هذهِ القرية. قال: هل لك من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته». وقال النبي ﷺ: «قال الله عز وجل قَالَ الله تعَالَى: وَجَبَت مَحَبَّتِي لِلمُتَحَابِّين فِيَّ، وَالمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ». وقال النبي ﷺ: «إنَّ من عبادِ للهِ أقوامًا لَيسوا بأنبياءَ ولا شُهَداءَ، يغبِطُهُمُ الأنبياء والشُّهداءُ وجوهَهُم نور على مَنابرَ من نورٍ لا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاس ولا يفزَعونَ إذا فزَعُ النَّاس ثم تلا قول الله عز وجل {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} قالوا: منهم يا رسول الله!؟ قال:«المتحابون في الله». و سأل رجلٌ النبي ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: حُبُّ اللهِ ورسولِهِ ﷺ قَالَ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»، قَالَ أنَسٌ رضي الله عنه: فَما فَرِحْنَا بمثل هذا الحديث فأنَا أُحِبُّ الله ورسولهُ ﷺ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ. وجاء رجلٌ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! إني أُحب فلان قال: «أعلمته؟» قال: لا، قال: «فأعلِمْهُ». قال: فذهب إليه فأعلمه فقال: أحبك الله الذي أحببتني فيه. فالحب في الله والبغضُ في الله من أوثق عرى الإيمان ومن أعظمِ مسائلهِ العظام، قال النبي ﷺ: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار». الحب في الله علامة الإيمان ودين الإحسان قال النبي ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبُ لأخيهِ من الخير ما يحبهُ لنفسه». الحب في الله سبيل رسول الله ﷺ، قال: «لو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لٱتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام».
سئل النبي ﷺ: من أَحَبّ النَّاس إِلَيْك قَالَ: «عائشة»، قالوا من الرجال؟ قال: «أبوها»، قالوا ثم من؟ قَالَ: «عمر» قال: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجَرَّاح». وهكذا عاش الصحابة على الحب والود وصفاء القلوب وسلامة الصدور على بعضهم ولذلك أمتدحهم الله بقوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، وقد آخا النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار حين نزل المدينة لعظيم ما بينهم من الحب حتى لقد كانوا يتوارثون الأموال فيما بينهم، وبذل الأنصار الغالي والنفيس للمهاجرين محبة فيهم فينبغي للمسلم أن يكون حبهُ لله وبغضه لله. قالوا العلماء في ضابط الحب في الله: لا يزيدهُ عطاء ولا ينقصهُ منع هذا هو الحب في الله «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر منهم «رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه».
• نعم عباد الله فينبغي أن نتحلى في هذهِ الصفة العظيمة والمنة الكريمة وأن ندعو الله عز وجل في صفاء القلوب وسلامة الصدور لاسيما على الصالحين: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} ولعظيم المحبة في الله حرم الله عز وجل كل ما يؤدي إلى إفسادها فمنع من التنافس المفضي إلى الفساد ومنع من سوء الظن ومنع من الحسد ومنع من التهاجر والتقاطع والتدابر، بل منع أن يخطب الرجل على خطبة أخيه أو أن يبيع على بيع أخيه وحرم الهجر فوق ثلاث كل ذلك حفاظًا على الأخوة الإيمانية والمحبة الربانية، فهي درجة عظيمة لكن، من الذي يُحب لله ومن الذي يُحب في لله ما أكثر ما نكرر هذهِ الكلمة نُحبك في الله وإذا ما وقع أدنى أدنى إساءة ولو كانت على سوء ظن من أحدهما وإذا بالتنافر والتقاطع والتهاجر والتدابر وإفشاء الأسرار والطعن في المجالس العامة والمجالس الخاصة.
الحب في لله أن تفرح بما أتاهُ الله وأن تسعى في زيادة الخير إليه وفي أصالهِ إليه وفي تثبيتهِ عليه الحب في الله يبقى مع صاحبهِ في دنياه وآخراه {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ}، محبة في الله بل جاء في أحاديث الشفاعة أن الله عز وجل حين يدخل المؤمن الجنة يبحث عن أخيهِ في الله وعن حبيبهِ في الله «يارب قومًا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا لا نراهم» فيشفعُ أحدهم في أخيه حتى يرفعهُ الله عز وجل الدرجات العظيمات والأماكن الكريمات. الحب في الله طمأنينة في الصدور وسلامة للقلوب وراحة للأذهان والأبدان ونصرة على طاعة الرحمن وزيادة في الإيمان وطريق الإحسان فنسأل الله أن يجعلنا من يحب فيه ويبغض فيه يقول النبي ﷺ: «إذا أحب الله العبدَ نادى جبريل، يا جبريل : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل». ومن أسباب محبةِ الله للعبد حب العبد للمسلم في الله، ثم يوضع لهُ القبول في الأرض فإذا أردت أن تكون مقبولًا عند أهل السماء وعند أهل الأرضِ فلتكن محبتُكَ لله وليكن بغضك لله والله المستعان.