✍️الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد من الله علينا وله الحمد والمنة بزيارة إخواننا السلفيين في بلاد الحبشة في الفترة ما بين (١٦ _ ٢٢ من شهر رجب الحرام ١٤٤٥) وكان المقصد من هذه الزيارة الدعوة إلى الله تعالى والمساهمة في إتمام الصلح بين الشيخ المبارك أبي عبد الرحمن إبراهيم الحبشي المعروف بـ (أبرار) ومن إليه من أهل السنة والجماعة، وبين الشيخ المبارك أبي عبد الرحمن جمال بن يسين الحبشي ومن إليه من أهل السنة والجماعة.
وبحمد الله تحقق ما رجوناه وأملناه، فقد قضينا يوم الإثنين في مسجد الفتح والأنصار ضيوفا عند الشيخ جمال ومن إليه.
ويوم الثلاثاء في مسجد الفرقان ضيوفا عند الشيخ إبراهيم ومن إليه.
⛺️ثم كان الاجتماع العظيم يوم الأربعاء (١٩) رجب من بعد صلاة العصر وإلى التاسعة والربع عشاء؛ وتكلم الإخوة وتعافوا وتعانقوا وكان يوما مشهودا من أيام الله، ولله الحمد والمنة ونسأله المزيد من فضله.
📌وكنت حريصا على إنهاء قضية الأخ أبي نبراس مصطفى الحبشي هداه الله فجلست معه في يوم الثلاثاء (١٨) رجب وتكلمنا على مسألة العذر بالجهل؟ وعلى أنها مسألة علمية وأردت إخراج بيان بتوقيع الشيخ جمال بن يسين في سحب كلامه في أن الأخ أبي نبراس تكفيري.
وبيان آخر من الأخ أبي نبراس على أن الشيخ جمال ومن إليه ليسوا بمرجئة ولا وقعوا في الإرجاء ولكنه أبى أن يرفع قوله، فالمطلوب منه أن يقول ليسوا مرجئة ولا وقعوا في الإرجاء، وكتبَ هذا البيان:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فإن الصلح الذي حصل بيننا وبين إخواننا مفرح جدا لقد فرح به كل سلفي حول العالم وجزى الله المشايخ الذين تسببوا لهذا الصلح وعلى رأسهم الشيخ يحيى الحجوري والشيخ سليم الهلالي وهكذا الشيخ عبد الحميد الزعكري، ثم أقول إن أخانا جمال ومن معه هم من أهل السنة والجماعة وليسوا بمرجئة وهذا ما نعتقده، وعفا الله عما سلف.
—
أبو نبراس مصطفى بن عبد الله وفقه الله.
فحاولنا مع الشيخ جمال بن يسين فطالب برفع قوله أنه وقع في الإرجاء وله حق بهذه المطالبة.
فأرسلتُ الشيخ خالد الشارحي حفظه الله يناصحه فإن لم فالمحاكمة بينهم وحضر المحاضرة في ليلة الجمعة ثم بعد اجتماعنا في بيت الأخ خضر الحبشي ذهب وأغلق تلفونه ولم يتم شيء مما رجوناه.
وكان شرطه أن نذهب إلى ديسي أولا وأنا قلت بعد البيان حتى نستطيع الثناء عليه ولكنه أبى هداه الله.
فلما غادرت الحبشة أو قبل المغادرة كتبت له هذه الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك؟ حاول أن لا تُحدثن شيئا حتى يأتي المشايخ هذه الأيام وسنطلب منهم ينزلون عندكم في ديسى ويناقشون القضايا، لا بد تدخل تحت ما دخلوا تحته إخوانك السلفيون لن يرض أهل السنة بالفرقة ومسبباتها في الدعوة السلفية ولو جلست تلك الليلة لحمدت جلستك ولكنه الشيطان عفا الله عنك.
الناصح لكم أبو محمد الزُّعكري.
ثم نزل الشيخان سلمان العماد وسليم الرداعي حفظهما الله تعالى وحاولا معه في الصلح ولكنه أبى فكتبت إليه هذه النصيحة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمن علامة الخذلان أن يرى الطلاب إن صح أن يقال فيكم ذلك أفهم من مشائخهم لكن كما تحبون وستندمون حين يصير أهل السنة في طريق وأنتم أخترتم لأنفسكم طريق المخالفة والمناوأة أما المشايخ من الشيخ يحيى ومن إليه تعاملوا معكم معاملة طلاب العلم ففشلتم.
ولا ندري سبب خذلان الله لكم هل بسبب ما أنتم عليه من الجهل أم بسبب عدم المبالاة بنصح أهل السنة.
مشكلتك يا أبا نبراس أنك لم تتلمذ على العلماء وإنما تقفرت هذا السبيل ثم دخلت في المسألة الوعرة بدون سكينة أو تؤدة وكيف تعرف قدر نصائح العلماء ولست منهم ولم تتلمذ عليهم ومشكلة أصحابك أنهم سلموا أنفسهم لك لكن التوفيق بيد الله وحده لا شريك له (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين) قد بذلنا النصح لابن حزام فصار غير مأسوف عليه والآن بذل أهل السنة النصح لك وستندم حيث لا ينفعك وستذكر هذا إذا كانت تهمك دعوتك.
وقد فوّتَ على نفسك فرصتين والسلام
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي…. فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
أبو محمد الزُّعكري
(١٦ شعبان ١٤٤٥)
ثم تواصل بي شيخنا الفاضل يحيى حفظه الله في شأن المسألة فقلت له أن يتراجع عن قوله وقعوا في الإرجاء فكتب شيخنا حفظه الله بيانا وأرسل به فوقعه الشيخ جمال وأبى أبو نبراس وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
نحن إخوانكم مصطفى بن عبد الله أبو نبراس ومن إلينا نعتبر إخواننا الأفاضل جمال بن ياسين ومن إليه
أهل سنه وما قلته أنهم وقعوا في الإرجاء نحن راجعون عنه وبالله التوفيق. فأبى أن يوقع وعليه ختم شيخنا يحيى حفظه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
نحن إخوانكم جمال بن ياسين ومن إلينا نعتبر إخواننا الأفاضل أبا نبراس ومن إليه أهل سنة وما قلته أنهم تكفيريون نحن راجعون عنه وبالله التوفيق.
ووقع عليه الشيخ جمال وعليه ختم شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله.
ولما رفض الأخ أبو نبراس التوقيع رأيت له منشورا فيه شدة على العاذرين بالضوابط الشرعية فكتبت له هذه النصيحة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك أسأل الله لك الهداية والتوفيق للثبات على منهج السلف سمعت ورأيت أنك نشرت منشورا أن العاذر ليس على منهج السلف وهذا خلاف ما تكلمت به عندنا من أن المسألة علمية.
فأنا لك ناصح أن تتق الله عزوجل وتراجع سلفيتك إن كنت سلفيا فما نعلم لك سلفا في هذا الحكم الجائر والخطأ الظاهر.
فإن لم تكن منك مواقف علمية صحيحة في هذه المسألة وغيرها عسى أن تلحق بمن تعلم ممن نادوا أن الحكم إلا لله وهم على خلاف حكم الله.
يا أبا نبراس اتق الله ودع المضي في الخصومة واللجاج وكن مع منهج السلف منهج القرآن والسنة المنهج الواضح الذي لا لبس فيه ودع التطاول على أهل السنة كما نصح الشيخ عبد العزيز الراجحي بترك التطاول على العاذرين في هذه المسألة.
أنا لا أقول لك قل بقولي مع اعتقادي أن قولي في هذه المسألة هو الموافق لدلالة القرآن والسنة الصحيحة.
لكن أقول ليسعك ما وسع العلماء الذين لا يرون العذر بالجهل.
ولا تغتر بمن حولك قد هزم الله الراسبي وحوله المقاتلون والرجال.
فكما جُندل أولئك بسيف علي رضي الله عنه ستجندل أنت ومن إليك بالحق والمنهج القويم.
ووالله أني ناصح لك ومشفق عليك وعلى من هو متأثر بك لكن يبدوا أن الباطل قد استقر في ذهنك ومن إليك وأنكم تمشون على طريقة الحازمي والجربوع والحجي ومن إليهم.
فكن مع أهل الحق ويرفعك الله وأما المناوأة فلن تفيدكم شيئا والسلام.
أبو محمد الزُّعكري
(٢٩ شعبان ١٤٤٥)
✉️فبعد هذا أقول يتعين على إخواننا أهل السنة والجماعة في الحبشة من كان مغترا بأبي نبراس أن يأخذ بتوجيهات أهل العلم والنصح لأبي نبراس ومن إليه بالتوبة إلى الله مما أحدثوه، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين.