#سلسلة_الفتاوى_الصوتية_المفردة
للشيخ أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزعكري حفظه الله تعالى
سؤال-
ماهي الاشياء التي ينبغي على الانسان ان يغتنمها
الجواب :
أولاً هذا شهرٌ عظيم مبارك كريم فأفضل الطاعات فيه الصيام بعد الصلاة المفروضة لان الله عزوجل افترضه على عباده
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}.ثم القيام وهو مستحب قال أبو هريرة رضي الله عنه «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بقيام رمضان من غير أن يعزم علينا»
وقال:« مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ» « ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ» . ويدخل في ذلك قراءة القرآن لان القرآن نزل في رمضان ابتدائه
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}
وجبريل عليه السلام كان يدارس النبي عليه الصلاة و السلام القرآن في رمضان. ومنها الإنفاق لان النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ولهو أجود بالخير من الريح المرسلة أي الريح التي ترسل بالمطر.
الإنسان يتصدق بهذا الشهر فتجتمع جميع العبادات القولية و البدنية و المالية فيلحقه الآجر العظيم .
أيضاً الدعاء لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: للصائم دعوة لا ترد. و الدعاء في جميع اليوم و ليس مخصوصاً بوقت الإفطار والحديث الذي فيه «أن للصائم دعوة عند فطره» حديثٌ ضعيف عن عبدالله ابن عمرو عند ابن ماجه.
والأحاديث التي فيها
« اللهم على رزقك أفطرت» حديث ضعيف مرسل وله طرق لا تقويه
حديث «ذهب الظمأ وابتلت العروق» حديث ضعيف فيه مروان بن سالم بن مقفع أخرجه أبو داود و غيره وهو مجهول.
إلا أن الله عزوجل لما ذكر آية الصيام
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي﴾.وهو شهرٌ مبارك يا أخي احمد الله الشياطين مصفدة و أبواب النار مغلقة و أبواب الجنة مفتوحة و البطنة مفقودة لان البطنة تضعف الفطنة فاجتمعت للإنسان بركات عظيمات يستطيع أن يجعل هذه الأيام كالانطلاقة إلى الداره الأخرة يعود الإنسان نفسه ثلاثين يوم على صلاة الجماعة على قيام الليل على صيام النهار على قراءة قرآن على البذل في أوجه الخير على هدوء النفس وطمأنينة الحال اللهم اني صائم فإذا ما خرج رمضان لو كان أهلاً لتوفيقِ انه سار على هذا الأمر الذي سار عليه في رمضان .
كثير من الناس سبحان الله ما يدخن في رمضان اذا خرج رمضان يدخن ما يصبر ليش ما يصبر لأنه أصلاً ما جاهد نفسه إلا في رمضان قد استطاع أن يصبر.
في رمضان يشهد صلاة الفجر في جماعة و الظهر و العصر و المغرب و العشاء، في غير رمضان ما يبالي ليش أليس الذي امرنا بالصيام والصلاة في رمضان هو الله عزوجل وهو الذي امر بها في شوال وشعبان ورجب وغير ذلك من الشهور
أنت ما تعبد رمضان يا أخي أنت تعبد رب رمضان والصلاة ركن من أركان الإسلام تركها كفر على الصحيح من أقوال أهل العلم في رمضان أو في غير رمضان لكن كثير من الناس يعتقد بأن الصيام لا يقبل إلا بالصلاة وهذا صحيح لكن اذا خرج رمضان هو ما يصوم ماهو مبالي بالصلاة أيضاً هذه محبطة لرمضانك ومحبطة لجميع شأنك﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾
وقد مرت خمسة عشر يوماً ما بقي معنا إلا مثلها أو دونها فينبغي لنا أن نجتهد ونلقى الله عزوجل بالعمل الصالح و الأعمال بالخواتيم وشهر رمضان كله مبارك وفضيل إلا أن أوسطه افضل من أوله وأخره افضل من وسطه إذ أن فيه ليلة القدر والله عزوجل امتن بها على المؤمنين
﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿٣﴾ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿٥﴾والله يا أخوة لان تكون ملازماً لصلاة و غير ذلك من الطاعات في جميع العام مقتصراً على الفرائض احسن من أن تجتهد في رمضان واذا خرج رمضان تركت الفرائض.
مصيبة يترك الصلاة مصيبة و الناس سبحان الله يتقززون من شارب الخمر لأنها معصية كبيرة أو زاني أو سارق، معاصي كبيرة وربما لا يتأثرون من تارك الصلاة وهو اعظم جرماً من الزناة والسراق وشراب الخمور ومغتصبي الأراضي وقتلت الأنفس مع أن هذه كلها كبائر و عليها وعيد عظيم إلا أن تارك الصلاة اعظم منهم ذنباً وأشد من الله بعداً.فليتقي امرئ في نفسه وليحافظ على هذه الصلاة و ليحافظ على جميع الطاعات و القربات حتى يلقى الله عزوجل وهو راضاً عنه
و الحمد لله رب العالمين.