📚تفريغ
#الردود_العلمية
▪️ للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓 بتاريخ السبت 30/ رمضان / 1441 هجرية
📚 *الرد والبيان لمن زعم التفكر في القرآن*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
لا يَعرِف مداخِل الشيطان على الإنسان إلا من بصره الله بذلك، وذلك أنها نبتت نابتة في هذه الأيام وهي قديمة؛ تدعو إلى التفكر في القرآن، تحكيم العقل في القرآن.
ونحن عرب نفهم القرآن وربما أكثرهم لا يميز بين الفاعل والمفعول، ولا بين المنصوب والمرفوع، ولا يَعرِف الدلالات القرآنية؛ قد يفهم بعض الكلمات المفردة، لكن الإنسان بحاجة إلى فهم الجُمل المُركَّبة.
ثم أيضا الأحكام الشرعية لابد أن يُعاد فيها إلى الكتاب والسنة وإلى فهم السلف رضوان الله عليهم.
أما أن يتابِع مثل محمد ناصر اليماني الذي هو دجّالٌ من دجاجلة هذا العصر وقد بينّا دجْله في غير موطن، هكذا محمد شحْرُور حكَم عليه العلماء بالزندقة وبينوا فساد أقواله، وهكذا منصور الكيَّالي الذي هو معتزلي جَلد، فيتَلقط الشُّبه ويرد دلالة القرآن والسنة وما أجمع عليه السلف؛ هذا زيغ وليس بتعقُّل ولا تفكُّر ولا تدبر.
فقد وقع أن كثيرا من أتباع محمد ناصر اليماني تركُوا ثلاث صلوات من الصلوات الخمس؛ تركوا العشاء والمغرب والظهر.
وإن لم يصرِّح بعضهم بهذا إلا أنهم على هذا.
ويستدلون بقول الله عز وجل:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات} (هود 114)
وهذه الآية حجة عليهم
{وَأَقِمِ الصَّلَاة} التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوحها الله إليه. ولو سألنا عجائز الأمة وجُهال الأمة كم عدد الصلوات؟ لقالوا لك خمس. لا يُعارض في هذا شِيعي ولا سُنّي ولا صُوفي ولا حزبي ولا مصلي ولا غير مصلي أن الصلوات خمس صلوات. وإنما حدث أن مسيلمة الكذاب أنقص لقومه صلاة العشاء والفجر، مهر لسيّاح حين واقعها الفاحشة، وكانت مدعية للنبوة.
وأما أهل الاسلام فهم على خمس صلوات في اليوم والليلة.
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الظهر والعصر.
وكذلك {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} ما يتعلق بالليل، وقد جاءت مُبيَّنة:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}
(الإسراء 78)
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (الروم 17-18)
ثم هذه الأيات مبينة بقول النبي صلى الله عليه وسلم وبفعله في حديث أبي مسعود
((نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ)) خَمْسَ صَلَوَاتٍ.
وفي أحاديث المعراج:
((ففرض الله علي خمسين صلاة فراجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال: يا محمد هي خمسٌ وهي خمسون. ما يبدل القول لديّ))
وفي حديث طلحة بن عبيد الله:
((خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ)).
في حديث عبادة ابن الصامت:
((خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَاتَهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ…))
وهذه الصلوات الخمس متعيّنة على المكلف في حضره وسفره وبجميع شأنه.
لكن هذا سبيل من سبل الشيطان. دعوى إلى التفكر في القرآن، وفيها ترك العمل بالقرآن، وترك العمل بالسنة، وترك العمل بالإسلام.
القرآن لا يعارض السنة الصحيحة، القرآن ليس فيه مخالفة لإجماع السلف. بل إجماع السلف قائم على القرآن والسنة.
فاذا رأيتم الرجل يطالبكم بالقرآن، بالقرآن؛ فاعلموا أنه صاحب ضلالة، يريد أن يفرق بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من حيث الدلالة.
والله عز وجل يقول لنبيه في وصف نبيه:
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم 3-4)
ثم الذي يريد أن يتدبر القرآن يرجع إلى تفاسير السلف.
لا يرجع إلى عقله؛ بعضهم ربما يكون مخزن، ويخزنه ويزعم أنه يتدبر؛ وإذا به:
صارتْ مشرقة وصرتُ مغرباً
شتان بين مشرقٍ ومغرب
مرة كنتُ في صنعاء وجاءني أحدهم بمجموعة من الدفاترة قال: أنا فسرت القرآن, كيف فسرته؟ أنت ما شكلك لا طالب العلم، ولا من أهل العلم؛ كيف فسرته؟ قال: فسرتُه التفسير العدَدِي. قلنا: التفسير العددي لو سلمنا بصحته لا نحتاج إليه. ما كلَّفنا الله به. كم في البسملة من أحرف، وكم في الفاتحة من أحرف، وكم في البقرة من أحرف… وايش مراد هذه الأحرف؟…
هذا ما أمرنا الله به.
🔸الله عز وجل أمرنا بقراءة القرآن، وتدبره، وتعقله، والعمل به. وتدبرُه وتعقلُه لا يكون إلّابالعودة إلى كتب السلف، إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيره، إلى ما ذكره الصحابة في تفسيره، إلى ما سطَّره علماء المسلمين في تفاسيرهم؛
ومن أحسنها:
👈تفسير ابن كثير بل نُصَّ على أنه أحسن التفاسير.
👈هكذا تفسير ابن جرير
👈تفسير البغوي
👈تفسير الشوكاني مع الحذر من بعض تحويلاته
👈وتفسير السعدي تفسير مقرب يفهمه العوام وغير العوام
👈تفسير الشيخ ابن عثيمين
والكتب كثيرة مُفسِّرة للقرآن، والمبيِّنة له والموضِّحة له.
💎أما أن يأتي جاهلٌ من الجهال ويترك فرض من الفروض بدعوى أنه تَعقَّل القرآن وتَفهّم القرآن؛ هذا ما هو إلا تسلُّط من الشيطان، عليه أن يعرف أن عقيدته زائغة، أو أن عقله قد زاغ عن الهدى نسأل الله السلامة والعافية.