#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 8/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*الزهد في الدنيا*
⌚️المدة الزمنية :06:30
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 8/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*الزهد في الدنيا*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
لما كانت الآخرة هي الحيوان الأبدي المستمر، كما قال الله عز وجل: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}. أي: في الجنة زهد الله عز وجل المؤمنين في هذه الدنيا، وحذرهم من الركون إليها لأن الركون إليها مفسدة للأديان وسبب للخذلان، فمحبة الدنيا ضرر على الآخرة ومحبة الآخرة لا تؤثر على الدنيا فتستطيع أن تأخذ ما شاء الله عز وجل من دنياك بدون أن تؤثر على آخرتك إن كنت من المنيبين المخبتين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: 《لم يبقى من الدنيا إلا بلاءٌ وفتنة》.
وعتبة بن غزوان رضي الله عنه يقول: 《إن الدنيا قد أذنت بصرم وتولت حذاء ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة البناء يتصادها صاحبها》 فإذا كان هذا هو الواقع وأعمارنا في الدنيا قليلة، ومكوثنا في البرزخ طويل، وبعده المكوث الأطول في الآخرة، فينبغي أن نستغل الدنيا في عمارة الآخرة ولا نستخدمها في خراب الآخرة كما هو حال الكافرين، والمنافقين وكثير من المجرمين.
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: 《من ظلم قيد شبرٍ من الأرض طوقه بسبع أراضين》 يريد أن يعمر أرضه يريد بيتاً يريد مسكناً يريد حوشاً يريد مستقراً بظلمٍ يطوقه يوم القيامة بسبع أراضين وكم فيها من العذاب الأليم لمن كان هذا شأنه، وفي الحديث 《من كانت الدنيا همُّه فرق الله عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة همه جمع الله عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة》. فما كان لك في هذه الدنيا ستناله بأبسط الأسباب والله عز وجل لا يحرمه عليك {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} لكن الإشكال أن كثيراً من الناس باعوا آخرتهم بدنياهم استعاضوا الجنة بدنيا فانية وشهوة زائلة ومتاع منقطع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《من شرب الخمر في الدنيا ثم مات قبل أن يتوب منها لم يطعمها في الآخرة》، انظر يحرم من أنهار من خمرٍ لا يسكر ولا يذهب العقول يتلذذ به أهل النعيم بسبب أنه كان معاقراً لخمرة الدنيا التي تذهب العقول والمروءات وتجعل الإنسان كالمجنون مع ما تجر إليه من أمراضٍ يذكرها أهل الطب، والمثل: من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
🍃 فينبغي لنا عباد الله أن نأخذ من الدنيا ما يبلغنا إلى الله، وينبغي لنا عباد الله أن نتزود من هذه الدنيا ما استطعنا، حتى نلقى الله عز وجل بصالح أعمالنا وبخيرها، فكم من أناس رفعوا الدرجات العلى والنعيم المقيم بأموالٍ رزقهم الله إياها، وكم من أناس صاروا إلى أسوأ الجحيم بسبب اموالٍ رزقهم الله إياها.
إذا الطاعة الطاعة هي التي تمايز بين الناس، في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا الطائع لله عز وجل هو المؤمن هو التقي وفي الآخرة الطائع لله عز وجل في الجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله، أعدت للموحدين المصلين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أيها المسلم ينبغي لك أن تكون ذكيا فطنا وفي الحديث 《الفطن من دان نفسه وعمل لما بعد الموت》 وإن كان فيه ضعف إلا أن له شواهد، أي صاحب العقل من دان نفسه أتهمها بالتقصير وعمل لما بعد الموت من دار القرار والجنة نعيم الأبرار، والعاجز من أتبع نفسه هواها، أرادت المخدرات المخدرات، أرادت خمر خمر، أرادت قات قات، أرادت زنا زنا، أرادت كذب كذب، أرادت لواط لواط، أرادت سرقة سرقة، يتبع نفسه هواها ما شاءت هذا عاجز ويوشك أن يندم على هذا العجز في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
فالله الله عباد الله اشتروا أنفسكم من الله قبل أن لا تستطيع ذلك، إن الله اشترى من المؤمين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة إذا بذلوها في طاعة الله عز وجل ويأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون.
أسأل الله عز وجل أن لا يشغلنا بالدنيا عن الآخرة، وأسأل الله أن يوفقنا لطاعته ومرضاته والحمد لله
