#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الاربعاء 16/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*وفي أنفسكم أفلا تبصرون*
⌚️المدة الزمنية :09:15
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الاربعاء 16/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*وفي أنفسكم أفلا تبصرون*
🖋 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صفيه من خلقه وخليله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد: يقول الله عز وجل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} ، فجعل في هذا الإنسان من الدلائل البينات والحِكم الباهرات ما يدل على عظيم شأن الله عز وجل اذ صوره فأحسن صوره ورزقه واعانه وسدده وخذل من شاء من عباده ممن لم يكن اهلاً للتوفيق والهداية وصرّف قلبه وأنعم عليه بانواع النعم ومع ذلك الحال كما قال الله عز وجل: {والله خلقكم من ضعفٍ ثم جعل من بعد ضعفٍ قوة ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} فيبدأ الإنسان صغيراً ويَعود في تصرفاته صغيراً وإنما هي فترة ابتلاءٍ بين ضعفين قال الله عز وجل: {ووصينا الإنسان بوالديه احسانا حملته امه كرهاً ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ اربعين سنة قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك انعمت علي} اثبت الطب الحديث أن الانسان يبدأ في النقص بعد الاربعين وهو ظاهر قول الله عز وجل فاذا ما وصل الاربعين بدأت قواه في التأخر فيضعف البصر ويتأثر السمع ويظهر السكر والضغط والآم الظهر وتخشوشن الركب وتضعف العظام في غالب الناس إلا أن بعظهم لا يتأثر في هذا السن والتغير قد بدأ يقع فلهذا تعلم انه ينبغي لك ان تعد لاخرتك وان تستعد لموافاة ربك وان تستكثر من طاعة الله عز وجل ما استطعت إلى ذلك سبيلا. يذكرون ان سلف كان اذا بلغ احدهم الاربعين فرغوه لطاعة الله فيبدأ في الاستعداد للقاء الله عز وجل لقراءة القرآن ولقيام الليل وصيام ما تيسر من النهار لأن الإنسان في حال شبابه وقوته لا يرى إلا نفسه لكن في حال ضعفه وانكساره قد تقع منه التوبة والانابة والإستغفار والتضرع إلى الرجوع لله عز وجل فعلينا أن نتدبر في أنفسنا التي لا تستقيم على حال انظروا الغني كم يعاني؟ والفقير كم يعاني؟ والصحيح كم يعاني؟ والمريض كم يعاني؟ معالجة للاكل معالجة للشرب معالجة للمشي معالجة لجميع الشأن بل ما يوضع الجنين في بطن امه إلا ويأتيها الوحم ويضيق بها الحال وتشتد بها الكربة ويأتيها غثيان حتى تكره نفسها ولا تستطيع أن تأكل من طعامها بل إن بعض النساء تكره الغرفة التي تعيش فيها وتشمئز من زوجها فإذا ما بدأ يكبر في البطن وإذا به حملٌ ثقيل لا يفارقها في ليلها ولا نهارها فإذا ما وضعته قام يصرخ ويعطس ويبحث عن الطعام والثدي يتألم بالحمى يتألم بالمغص يتألم من الحرارة ويتعلم من البرودة فإذا ما نشأ قليلاً وجلس وإذا به يقع على رأسه وإذا ما قام تعثر تارةً كسر يده وتار يسيل دمه ثم تأتي معالجة الأسنان وما فيها من الألام ثم يأتي حال الطيشان فلا يقبل من أبيه ولا من أمه توجيها إلا أن يشاء الله ثم يأتي الشباب فيرى أنه بحاجة إلى الزواج فإذا ما تزوج رأى انه في حملٍ ثقيل وهكذا يبقى الدور ولا حياة سعيدة إلا في الجنة التي هي لا مقطوعة ولا ممنوعة التي لا يبقون عنها حولا التي يخلدون فيها من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه.
▪️ فوالله أننا لنعجب من الحال الذي نحن فيه يعني مهما كان حال الإنسان قد لا يستقيم له يوم من أوله إلى آخره إن قام مسروراً بات مغموماً وإن بات مغموماً بات مسروراً وهو بين ذلك بين جوعٍ وعطشٍ وبين فقرٍ وغنى وبين سعة وقلة، هكذا حال الإنسان هكذا حال الإنسان لأن هذه الدنيا لم تكن للبقاء وإنما هي دار ممر لا مقر، دار ممر لا مقر فيختلف الحياة بفندق الحياة في بيتك فإذا كنت تمر بفندق لا تهتم به تعيش فيه ساعة ساعتين ثلاث يوم يومين ثلاثة ثم ترجع إلى بيتك إنما تعد للبيت الذي تسكنه فهكذا الدنيا دار غربة ودار ممر فعلينا أن نستعد بها إلى ما عند الله عز وجل من حسن المرجع وحسن المآل فإذا كانت هذه الدنيا في حق من لم يبتلى بالابتلاءات العظيمة فكيف بمن ابتلي بالابتلاءات العظيمة حتى ربما يكون حياته أسوأ عنده من الممات كما يأتي في آخر الزمان قال النبي صلى الله عليه وسلم: 《فيمر الرجل بالقبر فيقول يا ليتني مكانه》، ليس به الدين وإنما الفتن يتمنى أن يكون في المقبورين وفي عداد المفقودين لما يجد من الضيقة ولا سعادة إلا في طاعة الله من عمل صالحاً من ذكرٍ او أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم باحسن ما كانوا يعملون》، قال ابن الرومي :ولقد سئمت مآربي فكأن طيبها خبيث إلا الحديث فإنه مثل اسمه ابداً حديث” يعني ما كان من العلم وطاعة الله عز وجل ولبيد رضي الله عنه يقول: ولقد سئمت من الحياة وطولها حتى يقول الناس هذا لبيدو أو كيف لبيدو أو كما قال يعني سئم من طول الحياة عاش حتى كره حياته الشاهد ان الدنيا ليست بدار بقاءٍ ولا بدار راحةٍ ولا بدار سعادةٍ مهما كان لكن علينا أن نستغل وجودنا فيها في طاعة الله عز وجل حتى إذا رحلنا منها رحلنا بخير ما معنا إذا مات الإنسان قطع عمله إلا من ثلاث صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له، يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وولده فيرجع اثنان “وعمله أقصد” فيرجع اثنان أهله وماله ويبقى عمله. والله المستعان.
