#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
الثلاثاء 22/رمضان/ 1442 هجرية
سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
نصيحة قيمة بعنوان
*الإحسان ببيان منزلة القرآن*
المدة الزمنية :09:00
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
الثلاثاء 22/رمضان/ 1442 هجرية
سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
نصيحة قيمة بعنوان
*الإحسان ببيان منزلة القرآن*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد : من اعظم نعم الله عز وجل على المسلمين أن أنزل القرآن على محمدٍ صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب الذي هو هدى ونور ورحمة وشفاء ونعمة وكل خيرٍ فيه {كتابٌ أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيمٍ خبير} {كتابٌ حكيم}، {كتابٌ مبين}، {تنزيلٌ من رب العالمين} ، {تنزيلٌ من الرحمن الرحيم}، {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد}. بحفظ الله له فهو كلامه ووحيه وتنزيله كم حاول العابثون أن يغيروا من لفظه فعجزوا وأن يحرفوا معناه ففشلوا وسيبقى محفوظاً إلى أن يرفع في آخر الزمان من صدور الناس كما في حديث حذيفة رضي الله عنه عند ابن ماجه وغيره 《ليسرين على كتاب الله آية أو ليلة لا يبقى في الأرض منه آية}. ومن عجيب شأن هذا الكتاب أن الانسان يقرأه حتى ينتهي منه ثم يعود إليه لا يمله بل يزداد به تعلقاً بخلاف غيره من الكتب فرب قصة تقرأها مرة لا تحب أن تقرأها أخرى بل لا تحب أن تسمعها أخرى وهذا يكرر ويجد الإنسان مع تدبره وتعقله من النعم العظيمة ما تدل على قدرة الملك الوهاب سبحانه وتعالى قال الله عز وجل: {واذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا ً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون}. فتأثيره في قلوب المؤمنين بزيادة الإيمان وحصول اليقين وبلوغ درجة الإحسان وكلما زاد سماعه من المعرضين والكافرين ازدادوا عتواً ونفورًا وبعدا على هذا الكتاب العظيم، وهذه من آيات الله يهدي من يشاء فضلاً ويظل من يشاء عدلاً. فعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا الكتاب ايما عناية قراءةً وحفظاً وتدبراً وتعقلاً واعتقادًا لما فيه من الاخبار وعملا لما فيه من الاحكام. قال الله عز وجل : {اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلاً ما تذكرون}. هذا القرآن قال الله عز وجل عنه: {ولو أن قرآناً سجرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى} أي لكان هذا القرآن. وقال الله عز وجل: {وانزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها لعلهم يتفكرون}. فهو كتابٌ عظيم أنزله الله على نبيٍ كريم على أفصح العرب وهم قريش ومع فصاحتهم وبلاغتهم وحسن شعرهم تحداهم الله عز وجل أن يأتوا بمثله فعجزوا {قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا} الجن والانس لو تعاونوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولا بما يقاربه ثم تحداهم أن يأتوا بعشر صور مثله ولو كان من قصاره فعجزوا ثم تحداهم أن يأتوا بسورةٍ من مثله فعجزوا وغاية ما توصلوا اليه الكذب تارة يقولون سحر وتارة اساطير الاولين وتار قول البشر وفيما ذكره الله عز وجل من شأن الوليد بن المغيرة غابة العبر {أنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبصر ثم ادبر واستكبر قال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر إن هذا إلا قول البشر} فقال الله عز وجل: {ساصليه صقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحةٌ للبشر} انظر جعل يفكر ويذهب ويأتي ويرجع ويتغير وجهه من أجل أن يصف هذا القرآن ما استطاع أن يقول فيه شيء وآخر شيء قال القول البشر وهو كذاب ليس بقول البشر بل هو قول خالق البشر سبحانه وتعالى وكان فصحاء العربية ومن كان منصفاً يشهد لهذا القرآن قال أنيس أخو ابي ذر: “والله يا اخي لقد عرضت هذا القرآن على الشعر فما رأيته يستقيم عليه وعرضته على السحر فما رأيته يستقيم عليه” فما هو إلا كلام الله وحيه وتنزيله ولذلك يحسدنا الكفار على هذا الكتاب أيما حسد عندهم التوراة غيروها بدلوها ربما لا تجد نسختين أو ثلاث إلا ما بينهما من التغاير ما الله به عليم عندهم الانجيل وبدلوه ولا يستقيم شأن النسخة الواحدة فضلاً عن نسخةٍ متعددة بينما القرآن على مر العصور وتقلبات الدهور وهو نسخةٌ واحدة في لفظه ومعناه {قل هو الله احد} هو {قل هو الله احد} في جميع النسخ لفظاً {الله لا اله الا هو الحي القيوم} في جميع النسخ لفظاً ومعنى {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين} في جميع النسخ لفظاً ومعنى {بل يداه مبسوطتان} ، {ويبقى وجه ربك} ، {وهو السميع البصير} ، {تعرج الملائكة والروح إليه} كل ما ذكره الله عز وجل في جميع النسخ لفظاً ومعنى لا يتغير ولا يتبدل جاء المبتدعة وحرفوا الالفاظ ففضحهم اهل السنة وبينوا عوارهم واظهروا شنارهم وأعز الله عز وجل الاسلام واهله فالدين محفوظ بحفظ الله له والقرآن هو الكتاب المنزل الذي ينبغي أن يعتنى بحفظه وتدبره وتعقله ولا تعارض بين القرآن والسنة فالسنة موضحة ومبينة للقرآن قال الله عز وجل : {لتبين للناس ما نزل إليهم} فمن ذهب يرد السنة بدعوى أنها تعارض القرآن هذا إما لقلة علمه وعظيم جهله أو لتعمق البدعة فيه وإلا فالسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى عليه وسلم لا يمكن أن تخالف نصاً قرآنياً إلا أن يكون منسوخاً فما بالنص بابٌ واسع فالحمد لله الذي من علينا بهذا الكتاب ومن علينا بما أوحاه ايضاً على محمدٍ صلى الله عليه وسلم {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى} ة هذا الشهر يسمى “شهر القرآن”. لأن القرآن كان مبدأه فيه أي مبدأ نزوله ويسمى شهر القرآن لكثرة قراءة الناس له والحمد لله.