#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأثنين 28/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*حث الابرار بملازمة الاستغفار*
⌚️المدة الزمنية :13:34
#سلسلة_النصائح_الرمضانية_لعام_1442_هــ
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد بن يحيى الحجوري الزُّعكري حفظه الله
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأثنين 28/رمضان/ 1442 هجرية
🎙سلسلة النصائح الرمضانية لعام 1442 هـ
📀 نصيحة قيمة بعنوان👇
*حث الابرار على ملازمة الاستغفار*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
🔹 قارب الشهر على الانتهاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية أعماله يأتي بالاستغفار كما في حديث ثوبان كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته قال : “أستغفر الله استغفر الله استغفر الله” ثم قال اللهم: “أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام” ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها : “ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً ولا جلس مجلساً ولا قرأ قرآنا إلا قال في آخره: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي”، وهذا دليلٌ على أهمية هذه العبادة الجليلة، وفي الحديث: “طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا” وفي حديث ابن عمر: ” كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم أكثر من مئة مرة” أخرجه أبو داود وفي حديث الأغر بن يسار كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: 《يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفره فإني أستغفره في اليوم أكثر من مئة مرة》 وجاء أنه يستغفر سبعين مرة وعاد على كثرة العدد في الاستغفار وقد أرسل الله عز وجل الرسل بالاستغفار فقال عن محمد صلى الله عليه وسلم {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل ٍ مسمى ويؤتي كل ذي فضلٍ فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يومٍ كبير}، فالاستغفار يدل على الاعتراف بالذنب والتقصير ويدل على العودة إلى الله عز وجل وهذا نوح يقول : {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارا}، وهذا هود عليه السلام: {ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوةً الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين}، فبقية الرسل يدعون قومهم إلى الاستغفار وكانوا ملازمين للاستغفار {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، ومن دعاء المؤمنين {فاغفر لنا وارحمنا} في مواطن ومن يغفر الذنوب الا الله فعلى المسلم أن يلازم هذه الشعيرة لأنه كما قال الله عز وجل: “يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ولا يغفر الذنوب إلا أنا فاستغفروني اغفر لكم” نخطأ في بيوتنا ونخطئ في طرقنا ونخطئ حتى في مساجدنا وأسباب السبل الخطأ كثيرة جدا النبي صلى الله عليه وسلم يقول مخبراً عن ربه : “يا ابن ادم إنك ما دعوتني ورجوتني ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي” وفي حديث أبي هريرة: ” أذنب عبد ذنباً فقال اللهم اغفر لي ذنبي” فقال الله : “علم عبدي أن له رباً يأخذ بالذنب ويغفر الذنب قد غفرت لعبدي” ثم عاد فاذنب فقال: “اللهم اغفر لي ذنبي” فقال : “علم عبدي له رباً يأخذ بالذنب ويغفر الذنب قد غفرت لعبدي” ثم عاد في الثالثة فقال: ” اللهم اغفر لي ذنبي” فقال: “علم عبدي ان له رباً يأخذ بالذنب ويغفر الذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء ” ولا يظن الظان أن هذا الحديث فيه تجريٌ على الذنوب والمعاصي فهذا الحديث إنما هو دليلٌ على قبول التوبة النصوحة الذي يحسِن صاحبها الرجوع إلى الله عز وجل حتى قال النبي صلى عليه وسلملعائشة حين اتهموها بما اتهموها به وهي بريئة: يا عائشة ان كنت ألممت بشيءٍ فاستغفري الله وتوبي اليه فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له قبل أن يوحى إليه ببراءتها قالت: لا أجد أن أقول إلا كما قال يعقوب : فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون”. وفي الثلث الأخير من الليل ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كما في حديث أبي هريرة وأبي سعيد وغيره ثم يقول: 《من يدعوني فاستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فاغفر له 》.
🍃وامتدح الله عز وجل صنفاً من الناس بأن حالهم في آخر الليل الاستغفار كما قال الله عز وجل : {والمستغفرين بالاسحار } وقال عز وجل : {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون} وفي الحديث وإن كان فيه كلام 《من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجا ومن كل ضيقٍ مخرجا》.
🖋 فاستغفر ربك يا أخي أنت إما مذنب وإما مقصر في الواجب وإما غير صابر على الابتلاء والمعائب والمصائب فتحتاج إلى الإستغفار فلذلك كان من قول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب: “جعلك الله ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر” وكان من قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: ” أن العبد بين ثلاث أمور: فعل مأمور وترك محظور وصبر على المقدور وهو بحاجة إلى الاستغفار في هذه الثلاث حالات جميعاً” • ويبين ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتهي من الصلاة يستغفر ينتهي من الحج يستغفر ينتهي من قراءة القرآن يستغفر ينتهي من قيام الليل يستغفر، ينتهي من مجالس الذكر يستغفر لأن الإنسان مهما تقرب إلى الله عز وجل، فالله عز وجل قدره أعظم وحقه أجل {وما قدر الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة} ومهما أصيب ربما يأتي بنفسه شيء {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا} ، {أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} فالإنسان قد لا يتحمل قد يقع منه كلمة يعترض فيها على قدر الله أو يشكو على الناس وهكذا قد يفعل المحظور يقع في المنكر والزور فهو بحاجة إلى ملازمة هذه العبادة ثم أنها لا تنفع مجردا لا ينفع النطق بها مجرداً ولا بد أن يتواطأ مع النطق فعل اللسان أعني فعل القلب هو توبته ورجوعه وندمه وهكذا فعل الجوارح وهو الانزجار على الباطل التي هي فيه.
🖋 وتكلم العلماء لاشترط في التوبة الاستغفار ان تجزء بدون استغفار والذي يظهر أنه يلزم الاستغفار من حديث الذي تقدم 《يا ابن ادم انك دعوتني ورجوتني ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي》 وانظر كيف يستغفر الملائكة للمؤمنين {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيءٍ رحمةً وعلماً فاغفر للذين تابوا فاتبعوا سبيله وقهم عذاب الجحيم} ، وعند أن تجلس بعد الصلاة الملائكة تستغفر لك والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه: ” اللهم اغفر له اللهم صل عليه اللهم تب عليه ما لم يحدث فيه ما لم يؤذي فيه” أتريد اكثر من هذا بملازمتك للطاعة {وإني لغفارٌ لمن تاب وأمن وعمل ثم اهتدى} لم يقل وإني أغفر وإني لغفار صيغة مبالغة لغفر الله عز وجل لعباده، ووالله لولا أنه يغفر لنا لكنا في الفضائح ما الله به عليم، فإن الغفر هو الستر فالله عز وجل يستر عبده يستره في الدنيا ويتجاوز ويصفح 《إني سترتها عليك في الدنيا وإني اغفرها لك اليوم》 كما في حديث ابن عمر 《يأتى بالعبد في لله عز وجل له يا عبدي اما عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا قال نعم يا رب فيبدلها له حسنات فيقول يا رب هناك ذنوب لا أراها وكان في الحديث سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم 》 فمن اسماء الله الغفور والغفار والغافر صيغ مبالغة تدل على عظيم عفو الله وكرمه وفضله وجوده فما على العبد إلا أن يكون رجاعاً إلى الله مستغفراً مستشعرا للذنب مستقبحا له، تاركا له عازما على عدم العود إليه فإن قدر وأعاد استغفر إياك أن يأتيك القنوط لا تقنط من روح الله لا تقنط من رحمة الله مهما كان ذنبك استغفر: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} هذه الآية نزلت في قوم زنوا فاكثروا وقتلوا فاكثروا فقالوا يا محمد إنما تقول وتدعو إليه لحسن ولكن هل نجد لما فعلنا كفارة أفعال قبيحة الله عز وجل أنزل هذه الآية للإرشاد والدلالة إلى الاستغفار، واستغفر أيضاً للمؤمنين يا اخي لا تدعو لنفسك فقط وتنسى غيرك {فاعلم انه لا اله الا الله وأستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم} استغفر لذنبك واستغفر للمؤمنين واستغفر للمؤمنات استغفر للاحياء واستغفر للأموات وادع لأبويك بالمغفرة والرحمة تقول : “اللهم اغفر لهما اللهم ارحمهما ” في الدعاء على العبد إذا مات: “اللهم اغفر له وارحمه” يبدأ بسؤال المغفرة، “اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله” وربما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لبعض أصحابه: غفر الله لك يا فلان .
هذه مسألة مهمة نحن بحاجة إلى نلجأ إلى الله عز وجل في جميع شأننا لاسيما في شأن ذنوبنا ، هذه التي غطتنا هذه التي أثقلتنا ، وهذه التي سببت لنا البلاء العظيم، والله ما من شيء إلا وهو بسبب ذنوب العباد لغالبها كما قال الله عز وجل: {ولو يآخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك عليها من دابة } في الآية الأخرى: {ما ترك على ظهرها من دابة} ، والحمد لله.