#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 27 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات
🎙 النهي 21 عن ( أكل مال اليتيم )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
ومن أعظم ما نهى الله عز وجل عنه أكل مال اليتيم، وقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات: «اجتنبوا السبع الموبقات…» وذكر منها: «… وأكل مال اليتيم».
والله عز وجل يقول: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ عن أشده}، ويقول سبحانه وتعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}.
وليس المراد بالنهي عن تعاطي مال اليتيم للأكل فقط، وإنما ذكر الأكل لأنه الغالب الذي قد لا يتورع عنه وإلا فيدخل غيره فيه، الله عز وجل يقول: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب إنه كان حوبا كبيرا}.
الخبيث أكل مال اليتيم، والطيب التنزه عنه والإنفاق عليه، فأكل مال اليتيم من الإثم الكبير، فحقه أن يكرم، وحقه أن لا يقهر {فأما اليتيم فلا تقهر}، وحقه أن يحسن إليه، وحقه أن يحفظ مال وينمَّى، وحقه أن يعطف عليه؛ لأن مرارة فقدان الأب ثقيلة، ويكون تصرفه دون تصرف من عاش آبائهم وتربوا في أكناف آبائهم.
ينتبه لهذه المسألة التي قد فشت المخالفة فيها، حتى إن الله عز وجل حذر من زواج اليتيمة من أجل مالها أو من أجل هضمها في مهرها {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في يتامى النساء اللاتي لا تأتوهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن} فنهى ولي المرأة اليتيمة أن يتزوجها من أجل مهرها القليل أو من أجل أخذ مالها وإنما يكون الزواج بقصد العشرة والإحسان وعمارة البيت والاكرام لهذه اليتيمة تكرم في طيب الكلام وبحسن الفعال وبجميل الخصال، لا سيما في هذا الزمن المتأخر حين قل الورع تجد كثيرا من الناس يجعلون من أموال اليتامى فرصة للتكثر والتزود والتجاوز والقهر بل ربما وصل الحال ببعضهم إلى إنكار ما تحت يده من الأموال، مما جعل وصيا عليها وهي كما ترى من الموبقات الخطيرات، فحقوق العباد مبنية على المشاحة سواء في الدنيا أو في الاخرة.
الله عز وجل أمر بالإحسان لليتيم «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»{وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا» يعني: كانوا يأكلون المال حتى إذا كبر اليتيم ما يجد شيئا، لا تبادر بذلك مع أن الله رخص الأكل مع الأيتام بالمعروف لا سيما لمن انقطع لخدمتهم والقيام على شأنهم.
أما الإنسان لديه ما يقوم به فليتورع بل ينفق عليهم من جيبه ويحتسب الأجر والمثوبة من الله وليحافظ على حقوقهم وليسعى في إكرامهم بما تيسر من الإكرام، ومن ذلك تعليم اليتيم العلم النافع والعقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص ومن ذلك إدخال السرور عليه والمراعاة له والبشاشة في وجهه والتجاوز عن خطأه الذي يقع فيه التجاوز، فكما يقول العامة تجد أن اليتيم حساس حتى ولو أدبته بالمعروف فإذا به يتألم ويقول لو كان أبي من الأحياء ما كنت هكذا ولا وصل بي الحال هكذا فيرى في نفسه نقصا بسبب غياب أبيه فليحسن إليه ومن أحسن أحسن لنفسه والله يحب المحسنين.
ولا يتم بعد احتلام قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يتم بعد احتلام» إذا بلغ الحلم لم يبق في منزلة الأيتام، وإن كان الإحسان إليه مطلوبا في جميع مراحله وليتفطن أيضا الذين يتزوجون الأرامل ويقومون على اليتامى لابد أن يحسنوا إليهم وليكن هذا اليتيم في مرتبة ولده في الإحسان والمعروف ونحو ذلك
