تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي 22 عن ( الكبر )
#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأربعاء 28 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات
🎙 النهي 22 عن ( الكبر )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ومما نهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه لهو: الكبر عصا بها إبليس ربه، حين أمره أن يسجد لآدم إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين، كفر الاستكبار والتطاول على الحق، وعصى بها أكثر الكفار ربهم سبحانه وتعالى، {فلو ترى إذا وقفوا على ربهم يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (٣٢) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاالْعَذَابَ}.
{قَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِۦ لَنُخْرِجَنَّكَ يَٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَٰرِهِينَ} في آيات كثيرات يخبر عز وجل عن كبر الكافرين، وتطاول الكافرين الذي جعلهم لا يدخلون في الدين ولا يستجيبون لدعوة المرسلين، ولا يأخذون بأمر رب العالمين؛ ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبر قال: «بطر الحق وغمط الناس»، بطل الحق، أي: رد الحق وعدم قبوله والأخذ به. وغمط الناس: الاحتقار لهم وعدم القيام بشأنهم.
فهو الذنب الذي يجر إلى الكفر وإلى البدعة وإلى كثير من المعاصي، والعياذ بالله، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قالت الجنة: أوثرت بضعفاء الناس ومساكينهم، وقالت النار: أوثرت بالجبارين والمتكبرين».
دار المتكبرين دار المتغطرسين حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يحشر المتكبرين يوم القيامة كأمثال الذر على صورة الإنسان يطأه كل شيء من الصغر يسجنون في سجن يقال له بولس تعلوه نار الأنيار» قالوا سميت بهذا الاسم؛ لأن شدتها على النار كشدة النار على غيرها، نسأل الله السلامة والعافية.
جعل الله هذا السجن للمتكبرين المتطاولين على دين رب العالمين الرادين للوحي المبين.
ومرَّ عبد الله بن عمر على عبد الله بن عمرو فتحدثا ما شاء الله أن يتحدثا عند الصفا، ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي، فقال له أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا أبا عبد الرحمان! قال زعم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعاظم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عنه معرض» بسبب كبره أعرض الله عنه.
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العز إزاري والكبرياء ردائي من ينازعني في أحدهما عذبته» أو كما قال سبحانه وتعالى.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر» عائل فقير، حقه أن يكون متواضعا خاضعا ومع ذلك يتكبر مع ضعته، ويتعالى مع سفالته فكان شأنه أن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم.
ويصرف الله عز وجل عن هذه الطريقة وهذا الدين أهل الكبر، قال الله عز وجل: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} يصرفون وتزيغ قلوبهم وتنحرف أفئدتهم عن سبيل الهدى والرشاد، وهكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكبر شر على صاحبه وضرر فقال: «الأشرة شر» أي: الكبر والتطاول شر على صاحبه ربما منعه من قبول الحق مع ظهوره ومع وضوح أدلته، من الذي جعل فرعون يأبى الدخول في الإسلام مع أن موسى عليه السلام يقول: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} يعني فرعون يعلم يقينا أن الذي أنزل الآيات على موسى هو رب السماوات والأرض ولما قال: {أنا ربكم الأعلى} إنما قالها مكابرة {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}، وهكذا من الذي جعل اليهود يكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم غير الكبر والتطاول وأن هذا الأمر يكون فيهم، من الذي جعل كثير من كفار قريش يكفرون بدين الله ودين محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو الإسلام قولهم {لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} يعني قالوا كيف يكون الإسلام والرسول في هذا الغلام اليتيم وأرادوا أن يكون في كبرائهم وعظماءهم مع النبي صلى الله عليه وسلم خيرهم نسبا وحسبا ووصفا وغير ذلك.
فالكبر يا عباد الله داء قلبي مفسد للقلوب وللأبدان وللأعمال وللأخلاق وللقيم ولا يليق الكبر إلا بالله، لا يجوز ولا يليق الكبر إلا بالله ولذلك سمى نفسه المتكبر لأنه أهل لأن يتكبر سبحانه وتعالى لعظيم صفاته وعظيم أفعاله وعظيم ذاته، أما المخلوق لماذا يتكبر؟ وأوله نطفة مذره وآخره جيفة قذرة وهو بين ذلك يحمل العذرة من الذي يحمله على الكبر خرج جاهلا لا يعلم شيئا {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا}
إن كان كبره من أجل ما أوتي من العلم خرج جاهلا هو الله الذي علمه مع ذلك {فوق كل ذي علم عليم} لماذا بتكبر ويتطاول وإن كان من أصحاب الأموال وجره إلى الكبر المال الذي أعطاه المال هو الله وقد كان فقيرا وقد. حان محتاجا وربما سلب الله ملكه بل ينبغي له أن يتواضع لربه ويتواضع لعباد الله؛ إذ أن الله أنعم عليه دونهم في هذا الباب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله خلق أقواما وٱختصهم بالنعم لمنافع العباد ما بذلوها فإذا منعوها حولها إلى غيرهم». وإن كان يتكبر بجماله فالجمال ليس بقيمة إلا مع جميل الفعال ونبل الخصال فلو كان من أصحاب الجمال الحقيقي ما تكبر ولا تعالى ولتواضع
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كلدخان يعلو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيع
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من تواضع لله رفعه الله»، فإذا أردت السلامة من العطب الدنيوي والأخروي فكن بعيدا عن الكبر لا تتخلق به، وإن نفخ الشيطان فيك، فلا تصدقه وقد فسر كما جاء في الحديث «نعوذ بك من همزه ونفخه ونفثه» أن نفخه: الكبر ينفخ الإنسان الكبر حتى لا يقبل الحق.
-
إياك أن تصدق نفخ الشيطان لك أنت مسكين لولا ستر الله عليك، أنت مسكين لولا رحمة الله لك، أنت مسكين لولا تعليم الله لك، أنت مسكين لولا رزق الله لك، أنت لست بشيء لولا أن الله عز وجل هو الذي هيأك، لما أنت فيه فلماذا إذًا الكبر؟! ولماذا التطاول، ولماذا البغس والتجاوز والله المستعان