#نصائح_وتوجيهات_دعوية (3)
📘 بيان ما لله من صفات الكمال والجمال والجلال ونقص الآلهة المزعومة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
ومما ينبغي أن يُعلم ما يتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته فإن هذا من أهم الأبواب التي يسلكها الداعي إلى الله عز وجل سواء كانت دعوته للمسلمين أو كانت دعوته للكافرين وذلك أن الله عز وجل موصوف وصف به نفسه في كتابه وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. والله عز وجل له أسماء كثيرة دالة على معاني عظيمة فأسمه السميع الذي يسمع والبصير الذي يبصر والقدير ذو القدرة والعزيز ذو العزة والقوي ذو القوة والرحيم ذو الرحمة ويرضى ويغضب ويسخط ويحب ويكره ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض وهو عالي في السماء على عرشه (الرحمن على العرش استوى) إلى غير ذلك.
وقد عرف الله عز وجل نفسه إلى الناس في كتابه وعلى ألسنة رسله (هو الله أحد) أي واحد لا شريك له (الله الصمد) الذي تصمد إليه الخلائق (لم يلد) لكمال حياته وقيوميته (ولم يولد) بل هو الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء (ولم يكن له كفوا احد) ليس له مثيل ولا نظير ولا سمي ولا ند.
(الله لا اله إلا هو الحي القيوم) لا شريك له في ألوهيته كما لا شريك له في ربوبيته (الحي) الذي حياته لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء (القيوم) القائم بنفسه والمقيم لغيره (لا تأخذه سنة ولا نوم) لأن هذه صفات الحوادث صفات الفقراء المحتاجين (له ما في السماوات وما في الارض) الملك المطلق للعالم العلوي والسفلي (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) لكمال غناه (ولا يؤوده حفظهما) أي لا يعجزه حفظ السماوات وما فيها والأرض ما فيها لكمال قوته (وهو العلي) على عرشه العلي في ذاته وصفاته وقهره (العظيم) الواسع العظيم في قوته العظيم قدرته.
فلابد أن يبين هذا للناس ويبين لهم أن الآلهة التي تُعبد من دون الله عز وجل ليس عاجزة والله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
فعيسى الذي يعبده النصارى ويألهونه ويدعونه ويرجون بشر خلقه الله عز وجل في أحشاء إمرأة ثم ولدته وخرج ملطخا بالدم ويزعم عباده مع أننا لا نأخذ هذا ولا نصدقه بل نؤمن بان الله رفعه إلى السماء سالما من مكر اليهود ومع ذلك عباد عيسى يزعمون أنه صُلب وأن أكليل الشوك وضع في رأسه وهو يتألم وبصقوا بوجهه ودفن أي إله هذا الذي يعجز عن الدفاع عن نفسه الذي يكون في أحشاء إمرأة ومتى صار إلها وهو في بطن أمه معاذ الله أن تحيط بالإله أحشاء النساء أو صار إلها لما خرج ملطخا بالدماء أو صار إلها حين عمده يوحنا فإن كانت الألوهية حصلت له بالتعميد فكل نصراني يصح أن يكون إلها على زعمهم فأنتفت الألوهية عن عيسى وإنما هو نبي كريم كما أخبر الله وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم .
وعزير الذي يعبده بعض اليهود بشر مات مائة سنة ثم بعثه الله ثم مات بعد ذلك وهذا يدل على ضعف نفسه وأنه مخلوق مربوب.
وهكذا الأصنام التي تعبد من دون الله عز وجل قد أخبر الله كما هو الحال أنها لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر (أتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله فلا تعقلون) فلابد أن تظهر للناس صفات الباري عز وجل كما يظهر للناس نقص المعبودات التي تعبد من دون الله عز وجل آلهة صماء بكماء يلحقها العدم والفناء كيف تكون شريكة لله سواء في ملكه او خلقه أو في ألوهيته أو في ربوبيته أو في أسمائه وصفاته تعالى الله عز وجل عن قول المبطلين علوا كبيرا والحمد لله
مسجد الصحابة بالغيضة
28/ 5/ 1441