📚تفريغ #بذل_النصائح_للاستمرار_بالعمل_الصالح
[سلسلة النصائح القيمة ]
▪️ للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله.
🗓الاحد 24/ صفر / 1442 هجرية.
💢نصيحة قيمة بعنوان💢
*✍️نصيحة عبر الهاتف إلى إخواننا في فرنسا✍️*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله وصفيه ومجتباه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد: في هذه الليلة بين مغربٍ وعشاء من يوم الأحد، الرابع والعشرين من صفر عام اثنين وأربعين وأربع مائة وألف، ومن مسجد الصحابة بمدينة الغيظة
نُوجِّه نصيحة لِإخواننا المسلمين عامة، وللسلفين خاصة في بلاد فرنسا، نسأل الله عز وجل أن ينفعنا وإياهم بما نقول ونسمع.
اعلموا وفقكم الله أن الله عز وجل قد أكرمنا غاية الكرامة، وأنعم علينا عظيم النعمة بهذا الدين، دين الاسلام الذي قال الله عز وجل عنه:
{وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3)
فهو دينٌ عظيم؛
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد} (فصلت:42)
لا مِثلَه في باب العقائد، ولا في باب العبادات، ولا في باب المعاملات.
قال الله عز وجل:
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام:38)
على تفسير الكتاب بأنه القرآن.
وقال الله عز وجل:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }
فهو دينٌ تام محفوظ:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9)
بخلاف بقية الشرائع والأديان التي حرفها أصحابها وغَيَّرُوها وبَدَّلُوها عما كانت عليه في زمن رسلهم، وحفظ الله لنا هذا الدين وهدانا له، فله الحمد والمنة، وبه التوفيق والعصمة.
الامر الذي يليه نحمد الله عز وجل ان حبب الينا منهج السلف، طريق السنة الذي فيه البُعد عن البدع والخرافات والمحدثات التي نهانا الله عز وجل عنها
“مَن أَحدَثَ فِي أَمْرِنا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ” متفق عليه
“مَن عَمِلَ عَملاً لَيْسَ عَلَيهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ” رواه مسلم
{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (الأعراف:3)
فمن عظيم النعم أن الإنسان إذا وُفِّقَ للإسلام يُوفّق للسنة، لأن الأمة قد تفرقت وتحزبت وصارت هكذا وهكذا، وسلَّم الله أهل السنة بالسير على طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ثم إن من أسباب الثبات على الإسلام والسنة لهو العلم النافع، العلم المأخوذ من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فكلما كان الإنسان مرتبطا بالعلم في عقيدته، في عبادته، في أخلاقه، في معاملاته، في قوله وفعله، في فعله وتركه كان هو الموفّق، لأن علم الكتاب والسنة بهما صلاح الظاهر والباطن. قال الله عز وجل في وصف محمد صلى الله عليه وسلم:
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)
قالت عائشة رضي الله عنها “كَانَ خُلُقُهُ القُرْآن”
فمن تأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد معرفة ما يتعلق به فيما ليس من خصائصه فهو الموفق، وهو المسدد، وهو مِن أحسن الناس قولاً وفعلاً.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33)
فمن أراد ظهور دعوته فعليه بالعلم والعمل.
اعمل بعلمك تُفلح أيها الرجلُ
لا يحسن القول ان لم يحسن العملُ
ثم إنكم في مُجتمعٍ كما قيل: الحاضر يعلم ما لا يعلم الغائب، وما رائيٍ كمن سمِع. وغاية ما فيه؛ إذا تكلمنا أن نتكلم بأمرٍ نسمع فساده، وأنتم ترون الحال.
فالوصية لكم بالاعتصام بالله.
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل-عمران:101)
والاعتصام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل-عمران:103)
والبُعد كُلَّ البعد والنهي كُلَّ النهي عن التشبُّه بالمشركين في عباداتهم، وفي عاداتهم الخاصة بهم.
قال الله عز وجل:
{وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم:31-32)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة:51)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} (الممتحنة:1)
{… إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّه} … الآيات في هذا الباب
فنوصيكم بالتميُّز
عن أعداء الله
عز وجل وعلى الكفار بعقائدكم السلفية، وبعباداتكم المرضية، وبسلوك العلم النافع، وكذلك التميز في الألبسة والمجالسة والمؤانسة، وفي جميع ما هو من شأن المسلم.
إن الله أعز هذه الأمة بالاسلام كما قال عمر: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله.
ونسمع هذه الأيام عما يسمى بالإسلام الفرنسي أو نحو ذلك من القوانين التي هي في الواقع حربٌ على الإسلام.
والنصارى من زمنٍ قديم وهم في حرب الإسلام ليس هذا بالجديد، وليس هذا بالأمر المُستحدث، وليس بالأمر المُستغرب، وليس بالأمر المُستبعد. فمن ظن أن الكفار لا يمكرون بالإسلام وأهله ففيه من الغفلة ما الله به عليم.
قال الله عز وجل:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (الأنفال:36)
فهذا وعدُ الله. خَبرُ الله أنهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله. ووعدُ الله أنهم يغلبون.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون} يُغلبون في الدنيا ويُحشرون إلى جهنم في الآخرة. ولا أدل على ذلك من هذا الحدَث الذي قرأناه في بعض المواقع من أن امرأة كان يقال لها “صوفي بيوتين” أو نحو هذا الإسم معتقلة في مالي، وبقيت عندهم أربع سنوات ودفعوا من أجلها الأموال الكثيرات حتى ترجع إلى بلدها، وفي اليوم الذي استقبلها رئيسُهم في المطار وإذا بها تُفاجِئُه “أنا مسلمة واسمي مريم واحب ان ارجع إلى مالي” هذا دليل على أن الله عز يجعل الأيات الدالة على عِزَّة هذا الدين، وعلى قوته، وعلى ظهوره. ما على الإنسان إلا أن يثبُت اذا جاءت مثل هذه الامور العظيمة، يدعو الإنسانُ ربّه أن يُثبته، ويلتمس العلم والحكم الشرعي في مثل هذه الأمور، وإياه ومجاراة الكفار إلا أن يضطروه اضطراراً حتى يرفع عنه الحرج كما قال الله عز وجل:
{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} (النحل:106)
وكذلك عدم الركون إلى الهيئات التي تمثل المسلمين، لا سيما في البلاد الكافرة إلا ما رحم ربي.
فما من بلدٍ من بلاد الكفار إلا ويجعلون هيئةً تُمثّل المسلمين. وليس القصد نصر الإسلام وعز الإسلام؛ إنما المراد أن هذه الهيئة تمشي تحت قوانينهم المخالفة لدين ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
في تنزانيا هيئة يسموها البُكواتا، هذه البكواتا صوفية ،وما هم حول نشر السنة، ولا نشر الإسلام.
وفي الهند كذلك هيئة المسلمين وتجد أنها قد تتمالى مع الكافرين ضد المسلمين، يعني بطرقٍ أو بأخرى.
وهذه الهيئة التي أُنشأت عندكم لمثل هذا الأمر هي لزحزحة المسلم عن دينه بدعوى أن هذا من الدين، لأن الناس يتأثَّرُون بمن يظنونهم من العلماء، وبمن يظنونهم من المصلحين، ممن يظنونهم من الدعاة المخلصين.
فعليكم أن تتميزوا بارك الله فيكم في دعوتكم، مع ملازمة الرفق حتى لا تُثِيروا على أنفسكم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إني خشيت أن تثير على الناس شرا” كما في حديث السحر.
فعليك بالرفق حتى لا تثير الشر على نفسك، وتثير الشر على غيرك من المسلمين. ولازم الدعاء وبث العلم بالسكينة والوقار والتميّز عن أهل البدع.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7)
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (الحج:38)
ومهما مكر الكفار لوعد الإسلام وأهلِه فهم عاجزون. قال الله عز وجل:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (الفتح:28)
عليكم أيضاً أن تكونوا مُتميِّزين في عباداتكم كما أنكم قد تَميَّزْتم في عقائدكم، فحافظوا على الجماعة ما استطعتم، وحافظوا على قيام الليل، على أذكار الصباح والمساء، وَرَغِّبُوا الناس في التزام دينهم، وفي التزام سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في جميع الشأن. ما عندنا قُشور، ما عندنا قشور كما يقول المبتدعة، وما عندنا فروع؛ فقد أنكر العلماء تقسيم الدين إلى أصول وفروع، وكذلك أنكروا بشدة تقسيم الدين إلى قشور ولُبَاب؛ فكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأوحاه الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فهو من ديننا. إلَّا أنَّ منه الركن والواجب والمستحب، وكلٌ بحسبه.
فاستقيموا على دينكم، وابشرُوا بنصر الله لكم، وبحفظ الله لدينه.
وكم قد أَرعد النصارى قديماً وأزْبَدوا، وكم قد أرعد اليهود وازبدوا.
وما الرافضة في البلاد الإسلامية إلَّا نبتةٌ أنبتوها وسقوها وزرعوها. وما التصوف وظهور التصوف وتسلط التصوف على كثير من شأن المسلمين في المحاكم، وفي المدارس، والكليات، والجامعات، والمساجد ونحو ذلك إلَّا من هذا الباب؛ دراسات قد أجْرَوْها فعرفوا أنَّ أهل السنة والجماعة هم
الذين يدعون الناس
إلى العودة إلى ما كان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في تأسِّيهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا هو الذي يَُزلزِلُ الله عز وجل به الشرك والمشركين حين يظهر التوحيد.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55)
وأنا ناصح لمن لديه القدرة منكم في دعوة النصارى إلى دين الله، في دعوة المشركين إلى دين الله إمَّا بالقول، وإما بالفعل، وإما بالترجمة. حتى تظهر الله عز وجل دينه، ويُعلِي كلمته، وينصر سنة نبي الله عليه وسلم. ووعدُ الله حاصلٌ ونحن نؤمن به ونرجوه ونُؤامِّلُه.
هذا ولا تبتأسوا بارك الله فيكم بما أنتم فيه، فسيجعل الله عز وجل بعد عسرٍ يسرا، ومن استطاع أن يخرج من بلده إلى بلدان فيها العلم والعمل؛ علم الكتاب وعلم السنة، وكذلك العمل بهما فَعَل حتى يرجع الى بلده في يوم من الأيام رجع فاتحاً معلماً مدرسا، وإن أراد الله عز وجل له البقاء في بلاد الإسلام حتى يتوفاه فهذا أمرٌ طيب.
أسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد والعون. ونسأل الله أن يُرِينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك ربي وأتوب إليك.
جزاك الله خير وجزى الله أخانا خليل خير الجزاء، فهو الذي رتب لهذا اللقاء الطيب
نسأل الله أن يجزي الإخوة أيضاً هناك خيراً والحمد لله.