🗯منزلة الصبر والسماحة *
لشيخنا الفاضل أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزعكري .
📝 الحمدلله و الصلاه و السلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده و رسول الله: جاء في الحديث:
*«.أحب الدين إلى الله الصبروالسماحة.»*
⬅️ من حديث عَمرو ابن عبسه في مسند أحمد،
وله طرق، وشواهد، بمجموعها يرتقي إلى الحُسن .
*خرجتها في تحقيقي على كتابالإيمان للقاسم بن سلام ، وفي بابه حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح البخاري :
*« رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَااشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى»*
⬅️ وجاء خارج الصحيح بلفظ *(إن الله رحم رجلا ممن كان قبلكم سمحًا اذاباع، واذا اقتضى ، واذا اشترى.”.)*
فيكون على اللفظ الذي خارج الصحيح من باب الإخبار عن حال رجلٍ من كان قبلنا رحمه الله عز وجل بسبب خُلُقِه الذي كان عليه من الصبر ، والسماحة.
⬅️ وعلى لفظ البخاري ، يكون الحديث فيه ، دعاء لمن التزم هذا الخُلق العظيم، وهو السماحة في الاقتضاء ، و في البيع ، والشراء ، و النبي صلى الله عليه و سلم قد طبق هذا، كما في حديث جابر رضي الله عنه :
*(خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى غزوة ذات الرقاع مننخل ، على جمل لي ضعيف ، فلما قفل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -جعلت الرفاق تمضي ، وجعلت أتخلف ،حتى أدركني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: مالك يا جابر ؟ قال :قلت يا رسول الله أبطأني جملي هذا ،قال : أنخه ، فأنخته ، وأناخ رسول الله -صلى الله عليه وسلم – ، ثم قال :أعطني هذه العصا من يدك ـ أو اقطع ليعصاً من شجرة ـ ، قال : ففعلت ، قال :فأخذها رسول الله فنخسه بها نخسات ،ثم قال : اركب ، فركبت ، فخرج ـ والذي بعثه بالحق – يواهق ناقته مواهقة(يسابقها لسرعته) ، قال : وتحدثت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -فقال لي : أتبيعني جملك هذا يا جابر ؟ ،قال : قلت يا رسول الله بل أهبه لك ،قال : لا ، ولكن بعنيه ، قال : قلت :فَسُمْنِيه يا رسول الله ، قال : قد أخذته بدرهم ، قال : قلت : لا ، إذن تغبنني يارسول الله ، قال : فبدرهمين ، قال :قلت : لا ، قال : فلم يزل يرفع لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ثمنه ،حتى بلغ الأوقية ، قال : فقلت : أفقدرضيت يا رسول الله ؟ ، قال : نعم ،قلت : فهو لك ، قال : قد أخذت.»*
♦️ و هذا من تمام السماحة والقضاء.
فما أحسن أن نتخلق بهذا الخلق النبيل، *الصبر.
*والسماحة.
⬅️ _ الصبر _ بحيث أن الإنسان يتحمل ماينوبه من المشاكل ، والهموم ومن الأقدار ، ومما أمر الله به من الواجبات، ومما نهى الله عز وجل عنه من المحرمات ؛ فلا قوام لحياة العبد إلابالصبر:
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ}
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
والنبي صلى الله عليه و سلم يقول:
«وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ».
⬅️ من يُعود نفسه الصبر يصبره الله عزوجل تَصبر على أبناءك ولا تدعوا عليهم ، ولا تضربهم ضربًا مبرحًا ولابأس بالتأديب للحاجة تَصبر على زوجاتك، تَصبر على جيرانك، تَصبر على نفسك التي بين جنبيك، و إلا لو كان الإنسان لايعود نفسه على الصبر يصاب بالضيقةوالشدة وربما أصبح خُلُقه غير مقبول عند الناس،
فهذا هو.
⬅️ و السماحة إذا وقع عليك خطأ من أحد من الناس أن يكون حالك السماحة، والعفو،
، والصفح و لا بأس أن تعالج الأمور بقدرها فإن كان من المعاندين، والمعرضين ، والذين لا ينفع معهم السماحة فلا بأس بالإغلاظ عليه والمعاملة له المعاملة الشرعية حتى يصلح حاله. وأما إذا كان الواقع غيرهذا فكل الناس يخطئ ؛
♦️ الأب قد يشد على ولده في بعض المواطن، والإبن قد يعق أباه في كثير من المواطن، والجار قد يقع منه شيءعلى جاره، والصاحب على صاحبه والمعامل مع من يعامله ..
⬅️ الشاهد أن الأمر شديد، لكن مع الصبر
و السماحة تنشرح الصدور وترتاح القلوب
و يحسن الحال؛ لأن الإنسان يتقرب إلى الله ويتعبد بالصبر والسماحة .
⬅️ ثم هذا خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ الصبر والسماحة.
*يأتي إليه رجل يأخذ بثوبه أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا من مالأمك ورسول الله صلى عليه وسلم يلتفت إليه مبتسمًا ويعطيه.
صبر على أذيته وسماحة حيث أعطاه وأحسن إليه.
♦️ولهذا أحبه الناس، أحبه المؤمنون وأحبه الصالحون، بل لم يستطع أن يطعن فيه الكفار ؛ لأمانته، ولصبره، وسماحته، وما دعى عليهم إلا حين بلغ الأذى المبلغ الكبير والمبلغ العظيم حيث اجتمعوا عليه في مكة وأرادوا خنقه حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه وجعل يدفعهم دفعًا بيديه ويقول: 《أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَاللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ 》.
⬅️ فعند ذلك قام وقال يا معشر قريش :
إنما بعثت بالذبح فقال أبو جهل لعنه الله لم تكن جهولاً يا محمد !!
⬅️ يعني تعجب من هذه الكلمة التي
القناة الرسمية للشيخ عبدالحميد بن يحيى الزُّعكُري, [١٦.١٠.٢٠ ١٠:٠٩]
صدرت في وقتٍ قد استحقها هؤلاء الذين علم الله
عز وجل منهم عدم الاستفادة من صبرالنبي صلى الله عليه وسلم ومن سماحةالنبي صلى الله عليه وسلم.
⬅️ فالحديث الذي تذاكرناه هو حديث عمرو ابن عبسه وهو صحيح أو حسن لغيره لا لذاته وهو في مسند الإمامأحمد ؛
«أحب الدين إلى الله الصبر والسماحة».
♦️ذكره الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الإيمان، ليبين دخول الأعمال في مسمى الإيمان وهذه عقيدة أهل السنة والجماعه؛ أن الصلاة من الإيمان، والحج من الإيمان، والصبر من الإيمان، والسماحة من الإيمان، وحسن الخلق من الإيمان، وكل فعلٍ أمرالله عزوجل به فهو إيمان؛ لأنه يحبه ويرضاه، وكل فعل نهى الله عز وجل عنه فتركه إيمان وفعله ليس من الإيمان، وما نهى الله عنه إلا؛ أنه يبغضه ويأباه. والحمد لله.
⏮ وكانت في مسجد الصحابة رضوان الله عليهم.
🏞 في محافظة المهرة مدينة الغيضةحرسها الله.
📅 ٢٦-جمادى الآخرة، ١٤٣٩هـــ.