📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓السبت 17 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 11 ( الصدق )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسوله أما بعد:
من الأعمال الفضيلة: الصدق، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وقال سبحانهُ وتعالى في مدح المؤمنين وذَكر منهم: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، وامتدح الله عز وجل المهاجرين بأنهم الصادقون لصدقهم مع الله عز وجل ولصدقهم في مناصرة رسول الله ﷺ ولصدقهم في التمسك بالدين هجروا الأوطان والبلدان وقدموا الغالي والرخيص في نصرة هذا الدين. ومن مبدأ دعوة النبي ﷺ الدعوة إلى الصدق: “يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ويقول: اعبدوا الله ولا تشركوا بهِ شيئا”. وسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق قبل بعثته وكانت العرب تمدح الصادقين، قالت خديجة رضي الله عنها: «والله إنك لتصدق الحديث» وقال ابن الدهنى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: «والله إنك لتصدق الحديث»، وسمي بالصديق لصدقهِ وكثرة تصديقه لربهِ سبحانهُ وتعالى. والله عز وجل امتدحَ أصحاب الإيمان والعمل الصالح بقولهِ: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }، والنبي ﷺ يقول: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا». ويلازم الإنسان الصدق في بيعه وشرائه ومعاملتة وفي جميع شأنه فإن النبي ﷺ يقول: «الصدقَ طُمأنينةٌ والكذبَ رِيبَةٌ»، الصدق سكينة في القلب طمأنينة في حال المعاملة في حال البيع في حال الشراء في حال المصاحبة حتى في حال العداوة الصادق يطمأن إليه بخلاف الكاذب المتمرد على شرع الله وعلى هدي رسول الله ﷺ، والنبي ﷺ يقول: «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة» وذكر منها: «اصدقوا إذا حدثتم»، اصدق في حديثك كما أن الصدق ينقسم إلى صدق الأقوال، وصدق الأفعال، وصدق الاعتقادات. فينبغي للمسلم أن يحقق جميع أنواع الصدق أن تكلم فليتكلم بالصدق وإن فعل فليفعل الأفعال الموافقة للصدق وإن اعتقد فليعتقد الصدق وإياه وظن السوء وإياه كذلك والاعتقادات الفاسدة وإياه كذلك والظنون السيئة. الصدق ينفع المؤمن في آخرته قال الله عز وجل: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} فتحلى أيها المسلم بالصدق مقتديًا بأوامر ربك مُتاسيًا بنبيك ﷺ سالكًا سبيل سلفك الصالح رضوان الله عليهم سالكًا سبيل الكراما فإن الكذب خلة ذميمة فعلة سيئة سقيمة إنما تميز بها أهل النفاق قال الله عز وجل: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} مع أنهم في قولهم رسول الله صدقوا لكن لكثرة كذبهم، ولمخالفات قلوبهم ما في ألسنتهم سموا بالكذابين ولشدة كذبهم يكذبون حتى يوم القيامة حتى يوم القيامة {والله ربنا ما كنا مشركين} يريدون أن يكذبوا على الله سبحانه وتعالى وهيهات ويقول الله عز وجل:{ليسأل الصادقين عن صدقهم}، فكيف بالكذابين، كيف بالمنافقين، كيف بالغشاشين؟! والله المستعان .