📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأحد 18 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 12 ( الإحسان )
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدوا أن محمدًا عبده ورسوله:
ومن الأمور الجليلة والأعمال الفضيلة التي أمرنا الله عز وجل بها لهيَ الإحسان حيث قال سبحانه وتعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقال الله عز وجل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ } ومن أحسن أحسن الله إليه في دُنياه وأخراه، كما قال الله عز وجل: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، وقد كتب الله عز وجل الإحسان في كل شيء، في العبادات، ذلك الرجل الذي لم يُحسن وضوءه قال النبي ﷺ: «ارجع فأحسن وضوءك»، وهكذا في الصلاة «ارجع فصل فإنك لم تصل»؛ إذ لم يُحسن يصلي كما صلى رسول الله وهكذا في بقية الطاعات. وأمر بالإحسان في المعاملات: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} وأمر بالإحسان في الأفعال: «فإذا قتلتُم فأحسِنوا القِتلةَ وإذا ذبحتُم فأحسِنوا الذِّبحةَ». ومن عظيم ما أمر الله به من الإحسان إلى للوالدين قال الله عز وجل: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} قال الله عز وجل: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وقال الله عز وجل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} وقال الله عز وجل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} فالإحسان إلى الوالدين من أعظم المهمات؛ إذ حقهم بعد حق الله عزوجل، وقرنه الله عز وجل بحقه في مواطن كما تقدم لبيان فضله وعظيم منزلته وذلك مُجازاة على إحسانهم: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، ولن يُجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقهُ لعظيم إحسان الوالد إلى الولد. وهكذا الإحسان إلى للجيران قال النبيﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ» بكف الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه، فإن حق الجار عظيم قال النبيُ ﷺ: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه»، وهكذا الإحسان إلى الأرحام فقد جاء في “الصحيح”: أن رجلٍ قال: يا رسول الله! إنَّ لي قرابةً أُحسِنُ إليهم ويُسيؤون إليَّ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لئنْ كان كما قلت فإنَّما تُسِفُّهم المَلُّ ولن يزلُ معك مِن اللهِ ظهيرا ما دُمْتَ على ذلك» أو كما قال ﷺ.
فيُحسن إلى الوالدين وإلى ما تفرع عنهما ومنهما من الأرحام والأقارب والجار ذو القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل، ويُحسن إلى الأرحام والجيران، وهكذا الإحسان بين الأزواج قال الله عزوجل: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}، فيبقى المسلم محسن في معاملته مع زوجته؛ لأنه أخذها بعهد الله وبكتاب الله ويُحسن إلى من أكرمه وزوجه ويحسن إلى أم أولاده وأبنائه وإلى شريكته في حياته، وهكذا الإحسان إلى الأبناء باختيار الاسم الحسن لهم، وبتربيتهم على الأعمال الحسنة الممدوحة، التي ينتفعون بها بل والإحسان إلى جميع من وقع بينك وبينهم مداخلة، بل حتى الإحسان إلى الحيوان، قال النبي ﷺ: «في كل كبدٍ رطبٍ أجرٌ وكلما أحسنت أحسن الله إليك» وأحسن كما أحسن الله إليك فإذا أحسنتَ أحسن الله إليك، وإن أحسن الله إليك تعين عليك الإحسان لتثبيت النعمة ولدوامها، فإن النعمة إذا شُكرت قرت وإذا كُفرت فرت. ولا تُستجلب النِّعم المفقودة بمثل الشكر والإحسان ولا تحفظ النعم الموجودة بمثل الشكر والإحسان، فإذا أردت المفقود وأردت المحافظة على الموجود فما عليك إلا أن تكون محسنا وأعظم الإحسان هو ما كان على وفق القرآن والسنة: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، فقد سئل فضيل بن عياض عن أحسن العمل؟ قال: أخلصه وأصوبه. قالوا: أخلصه قد علمناه، أي: الإخلاص لله عزوجل في العمل، فما أصوبه؟ قال: أن يكون موافقًا للسنة والله المستعان. وباب الإحسان بابٌ واسع لكن هذه إشارات تغني عن كثرة العبارات يستفيدها من {أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} فإذا أردت أن يحسن الله إليك فأحسن إلى عباد الله والتزم شرع الله وتأسى برسول الله ﷺ فلذلك قال الله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ} جزاء من جنس العمل {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا} في الدنيا بالتوحيد بالسنة بالصلاة بحسن المعاملة {الْحُسْنَىٰ}: الجنة {وَزِيَادَة} النظر إلى وجه الله عز وجل وهذا والله دليل على عظيم درجة الإحسان حيث ذكر الله عز وجل ما أعد للمحسنين، الطاعين، المخبتين المنيبين: الجنة وزادهم من فضله النظر إلى وجهه إحسانًا منه، كما أحسنوا في معاملتهم، كما أحسنوا في توحيدهم، كما أحسنوا في عقيدتهم، كما أحسنوا في عبادتهم، كما أحسنوا في صلاتهم وصيامهم، كما أحسنوا في ذكرهم ودعائهم، كما أحسنوا في قراءتهم لكتاب الله، كما أحسنوا في دعائهم لله، الله المستعان.