تفريغ أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال الفائدة 14 ( قراءة القرآن )
#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 20 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 14 ( قراءة القرآن )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسوله:
ومن أفضل الأعمال التي يتقرب به إلىالرب المتعال سبحانهُ وتعالى لهُو قراءة كلامه ووحيه وتنزيله على محمد ﷺ الذي قال عنه: {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، وقال عنه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}، وقال عنه:{إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}، وقال عنه: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، وقال عنه: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}، ووصفهُ بغير ذلك من الأوصاف العظيمة فهو كلامُه ووحيه وتنزيله ونوره وضيائه وهو الفرقان وهو الرحمة: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} وهو القرآن المجيد الواسع: {قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ} أي: الواسع في أحكامه الواسع في سورهِ وآياته، الواسع بفضائله الواسع في خصائله وشمائله، الكتاب الذي حوى علم جميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء والمرسلين الكتاب المهيمن على غيرهِ من الكتب: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } الكتاب الناسح لغيرهِ من الكتب الكتاب المحفوظ عن عبث العابثين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، الكتاب الذي من قرأه، من حفظه، من عمل به كان شفيعاً لهُ يوم القيامة «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»، «اقرَؤوا البقرة وآل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غاييتان من طير صواف تحاجان عن صاحبيهما»، «اقرَؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» القرآن كما قال عنهُ النبي ﷺ: «ماحِلٌ مصدَّقٌ شافعٌ مشفَّعٌ من جَعلَه أمامَه قادَه إلى الجنَّة، ومن جعلَه خَلفَ ظهرِه ساقَه إلى النَّارِ». «ماحل مُصدق»: مخاصم يخاصم المضيعين له، الهاجرين له، المفرطين فيه، ويصدق في حال خصامه لا يحتاج إلى شهود ولا إلى بينات. «شافعٌ» للعاملين به المنقادين له القارئين له. «شافعٌ مشفعٌ» يقبل الله شفاعته. والقرآن أهلهُ هم أهل الله تجد في الشاهد أهل فلان أهل الحرفة الفلانية أهل الحي الفلاني كلٌ ينسب إلى ما هو إليه أما أهل القرآن فقد قال النبي ﷺ: «إن لله أهلين وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته»، أهل الله هنيئًا لمن كان من أهل الله يكرمه ويدنيه ويرحمه ويعطيه. القرآن الذي من قرأ منهُ حرف، كان لهُ عشر حسنات وربما تضاعف إلى أضعاف كثيرة، «من قرأ حرفا من كتاب لله عشر حسنات لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».
اقرؤوا القرآن و اقتنوه وتغنوا به هكذا يقول رسول الله ﷺ: «اقرؤوا القرآن واقتنوه كما يقتني التجار الذهب والفضة وكما يقتني أهل البادية الغنم والإبل» أنت ليكن قنيتك القرآن احفظهُ، حافظ عليهِ اتقنهُ أحسن قراءته تعبد لله عز وجل بتلاوته افهمهُ تعلم تفسيره تعلم بيانه لا تبخل على نفسك بعلم القرآن أبدًا قال النبي ﷺ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يوم القيامة: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»، بل قال بعض أهلِ العلمِ: “إن درجات الجنة بعدد آي القرآن” فهنيئًا لأهل القرآن هنيئًا لمن سعى في رضى الرحمن هنيئًا لمن تقرب إلى الله عز وجل بكلامه قال جندب رضي الله عنه: «ما تقرب إلى الله عز وجل بأفضل ما خرج منه» فهو أفضل الذكر أفضل الكلام و أفضل العلم وأفضل الدواء وأفضل الدعاء وشرف العلم بشرف المعلوم فهو كلام الله الذي: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}، {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.يجد أحدنا في كلام الله كلام رسول الله ﷺ الخير العظيم القرآن كتابٍ عظيم في دنيانا وآخرنا الفاتحة وحدها هذه السورة آلتي يحفظها الرجال و النساء والصغار والكبار فضلها عظيم ومنزلتها رفيعة قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} سماه الله عز وجل: القرآن العظيم، الفاتحة وحدها لا تصح الصلاة إلا بقراءتها «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ووعدٌ من الله باستجابة دعاء الداعين بها: «قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ، فإذا قالَ العبد: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمين} قالَ اللهُ: حمِدني عبدي، وإذا قالَ {الرحمنُ الرحيمُ} قالَ اللهُ: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قالَ: {مالكِ يومِ الدينِ} قال اللهُ: مجّدني عبدي، وإذا قالَ: {إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ} قال: فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ، فإذا قالَ: {اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ} قال: فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ». آية الكرسي أفضل آية في القرآن كما قال النبي ﷺ:«أبيّ بن كعب يهنئك العلم أبا المنذر». و{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن مع أن القرآن كلهُ فضيل وكلهُ مبارك {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، مبارك في تلاوته، مبارك في فهمه مبارك في العمل به مبارك في الدعوة إليه، مبارك في القيام به، وتجد أن الشخص المتعلق بالقرآن يبارك في جميع شأنه، وتسهل أموره، ويدلوا البعيد، ويسهل العسير؛ لأنه كلام الله ومن يبقى مع كلام لله، يبقى مع الله يذكر الله والله يذكره وإذا ذكره الله وفقه وسدده وأعانه ورحمه ورزقه وأعطاه ودافع عنه «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني» وكان النبي ﷺ يكثر من قراءة القرآن ومن سماع القرآن ولا سيما في رمضان كان يدارسهُ جبريل عليه السلام بالقرآن وهكذا الصحابة حرصُوا على حفظ القرآن والقيام بالقرآن حتى لقد كانَ أبو بكر ربما قد صلى الفجر بسورة البقرة وعمر كان يصلي في الفجر بنحو سورة يوسف والنحل؛ لمحبتهم للقرآن وعثمان رضي الله عنه قام ليلةً بالقرآن في ركعة واحدة، هكذا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من المعتنين بالقرآن، وعبد الله بن مسعود يقول: «ولو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيت إليه». اعتناء بالقرآن بحفظه بتعلمه «أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه»، «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
في فضائل غير هذه إنما هذه إشارات للعلمِ بعظيم شأن هذا الكتاب كتاب رب العالمين وحبلهُ المتين من تمسك بهِ نجا ومن تركهُ ضل و غوى.