تفريغ أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال الفائدة 15 ( ما يكون للإنسان بعد موته )
#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأربعاء 21 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة 15 ( ما يكون للإنسان بعد موته )
الحمدُ للهِ والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله:
ومن الأعمال الفضيلات والأفعال الجليلات لهُوَ ما يكون للإنسانِ بعد موتهِ، فليحرص كل عبد على إجرائي أعماله بعد موته؛ لأنه في حياته يمكن أن يأتيَ بالأعمال ويمكن أن يتوب و يؤوب وبعد موته يعجز عن الحسنة وعن دفع السيئة، فمن رحمة الله بالمسلمين أن جعل لهم أعمالاً تجري عليهم بعد موتهم، ومن ذلك ما قالهُ النبي ﷺ: «إذا مات الإنسان قطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له». ويدخل في ذلك أيضا قول النبي ﷺ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كانَ لهُ مِنَ الأجْر مِثلُ أُجورِ منْ تَبِعهُ لاَ ينْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كان عليه مِنَ الإثمِ مثلُ آثامِ مَنْ تَبِعهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ آثامِهم شَيئًا». وباب الصدقات الجاريات للإنسان بعد الممات كثيرات فمنها: تشيد للمساجد أي: عمارتُها؛ ليذكر الله عز وجل فيها، لا لنشر الزور والباطل، ولا لإيواء القبور ونحو ذلك، قال النبي ﷺ: «من بنى مسجدًا لله بنى الله له بيتا في الجنة يبتغي بذلك وجه الله»، وقال النبي ﷺ: «من بنى مسجداً لله ولو قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة». وهكذا كتابة الكتب والطباعة لها أو الشراء والوقف لها؛ لما تحويهِ من العلوم والخير العظيم، ومن ذلك أيضًا إجراء الأنهار والآبار و خزَّانات الماء فإنها من الصدقات الجاريات ما استخدمت وانتفع الناس بها بل أوسع من ذلك لا ينتفع منها إنسانٌ ولا طيرٌ ولا حيوان إلا كان له بذلك أجر كما قال النبي ﷺ: «ممّن مُسلِم يغْرِس غرْساً، أوَ يزْرعُ زرْعاً، فأْكُل مِنْهُ إِنْسانٌ أوَ دابَّةٌ أوَ طَيرٌ إلاَّ كَانَ لَه بهِ أجر». ومن ذلك أيضًا إجراء الطرق لمرور الناسِ وقضاء حوائجهم، وأيضًا إنشاء المدارس لكن لا المدارس الاختلاطية التي ربما حوت الزور والفجور وإنما المدارس التي تعلم التوحيد والعقيدة الصحيحة وما ينتفع الناس به، بما لا معارضة لشرع الله عز وجل، ومن ذلك أيضًا الرباط في سبيل الله لا سيما إن مات فيه، فإن النبي ﷺ يقول: «كلُّ عمل ابن آدم يُختَمُ عليه إلا المرابطَ في سبيلِ اللهِ فإنَّهُ يُنْمَى له عملُهُ» وذلك لعظيم شأنِ الرباط، ومن أوسع ذلك بث العلم والدعوة إليه فإنهُ من أنفع ما يكون من الصدقات الجاريات فكم من صدقات جاريات قد اندثرت وانتهت وبقي العلم، فكم قد عمرَ كثير من الخلفاء ومن التجار ما يستفيد منهُ الناس وهو في الأصل من الأوقاف الصدقات الجاريات لكن انتهت وأقرب مثال لذلك ما يسمع بعين زبيدة العين التي أجرتها لسقيا الحجيج في منى وعرفات ومزدلفة قبل أن يكون المضخات والآبار الإرتوازية، وهكذا كثير من المساجد والبيوت للغريب ونحو ذلك ولكنها انتهت ولهم أجر لمدة بقائها ولهم أجر على نياتهم لكن العلم هو الصدقة التي لا تنتهي والولد المخلد الذي لا يموت حتى يقبض الله الأرض ومن عليها فانظرول إلى علم رسول الله ﷺ الذي بثهُ للأمة ما زلنا نتعاطاه ليل نهار نقله عنهُ الصحابة فأجروا ودوَّنهُ التابعون فأجروا ونشرهُ العلماء ودرسهُ وشرحهُ فأجروا.
• فعلى المسلم أن يكون حريصاً على عملٍ يلقى الله عز وجل به، ينتفع بهِ وهو في قبره يفرح بالحسنة تروح عليه فضلًا عن الحسنات وقد أحسن من قال: “إذا مات ابن آدم ليس يجري***عليه من خصال غير عشر علوم بثها ودعاء نجلٌ *** وغرس النخل والصدقات تجري وراثة مصحف ورباط ثغرٌ***وحفر البئر أو إجراء نهرِ وبيت للغريب بناه يأوي *** إليهِ أو بناء محل ذكرِ وتعليم لقرآن كريمٌ *** فخذها من أحاديث بحصر”. فعلى المسلم أن يسعى في إبقاء الصدقات الجاريات بعد موته ومن ذلك تربية الأبناء التربية الصحيحة التربية الشرعية؛ إذ أن جميع اعمالهم الصالحة في ميزان آبائهم إذا كانوا قد ربُوهم على طاعة الله عز وجل وربما كانت دعواتهم واصلت إلى آبائهم وإلى أجدادهم وإلى غير ذلك من المسلمين، إن كانوا على طاعة الله عز وجل، ونسأل الله أن يعيننا على ما يكون سببًا في إيصال الأعمال الصالحة إلينا بعد مماتنا ونسأل الله الإخلاص لنا ولكم ولجميع المسلمين، والله المستعان.