تفريغ أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال الفائدة 17 ( الأذان )

#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.

📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.

🗓الجمعة 23 / رمضان / 1444 هجرية

📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال

🎙 الفائدة ➿ 17 ( الأذان )

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

ومن الأعمال الفاضلة: الآذان هذه الشعيرة العظيمة المتضمنة للتوحيد والداعية إلى طاعةِ العزيز الحميد سبحانه وتعالى:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله
حي على الصلاة، حي على الصلاة
حي على الفلاح، حي على الفلاح
الله أكبر، الله أكبر، لا إله الا الله

جعل الله عز وجل هذهِ الكلمات شعارًا لأهل الإسلام ينادون بها خمس مرات إلى الصلاة بل إن النبي ﷺ كان إذا غزى استمع الأذان فإن سمع أذان أمسك وإلا غار تُعصم به الدماء.
أثنى النبي ﷺ على المؤذنين ثناءً عظيمًا فقال: «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة»، وقال ﷺ: «لا يسمَعُ مدى صوتِ المؤذِّنِ جنٌّ ولا إنسٌ، ولا شيءٌ، إلَّا شَهدَ لَه يومَ القيامَةِ».
وقد جُعل المؤذن أمينًا على أوقات المسلمين قال النبي ﷺ: «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن وله أجرٌ عظيم، ومن حضر الصلاةَ أو قام إليها بسبب دعوته فلهُ أجر».
وإذا كانت المتابعة بعد المؤذن من الفضيلة بمكان فكيف بالمؤذن قال النبي ﷺ: «إذا سمعتم بالمؤذن فقولوا مثل ما يقول»، وهكذا قال النبي ﷺ: «إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال: أحدكم الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله الا الله ثم قال أشهد: أن محمدًا رسول الله قال: أشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال: حىَّ على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبهِ دخل الجنة»، وقال ﷺ: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ صلاةً فإن صلى عليَّ صلاةً صل الله عليه بها عشرا ثم سلوا الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد وارجوا أن أكون هو، فمن سأل لي الوسيلة أُحلت له الشفاعة».

• وقد شرع الله عز وجل الآذان للإعلان بدخول الوقت وشرع الإقامة للقيام إلى الصلاة وإعلام من في المسجد بالقيام إلى الصلاة لقد أمر النبي ﷺ بلالا أن يشفع الآذان ويُوتر الإقامة إلا الإقامة فيكررها مرتين.
وهذا الشعيرة العظيمة ينبغي أن تُشاع وتظهر ولذلك تجد الكفار في بلدانهم يمنعون الآذان مع أنهم يأْذنون في غير ذلك من البلاء العظيم الأغاني منتشرة الأصوات مرفوعة الأذى حاصل فإذا كان الشأنُ إلى الأذان منعوه وشأنهم شأن الشياطين لقد قال النبي ﷺ: «إِذا نُودِي بالصَّلاةِ، أَدْبرَ الشيْطَانُ ولهُ ضُرَاطٌ حتَّى لاَ يسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قُضِيَ النِّداءُ أَقْبَل، حتَّى إِذا ثُوِّبَ للصَّلاةِ أَدْبَر، حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْويِبُ أَقْبلَ، حَتَّى يخْطِر بَيْنَ المرْءِ ونَفْسِهِ يقُولُ: اذْكُرْ كَذا، واذكُرْ كذا لمَا لَمْ يكن يذْكُرْ منْ قَبْلُ حَتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ مَا يدرَي كَمْ صلَّى».
أخبر النبي لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول لستهمُوا عليه لعظيم فضله وعظيم منزلته، وقد اختلف العلماء أيهم أفضل الإمامة أو الآذان فذهب قومٌ إلى تفضيل الآذان لكثرة الأحاديث في فضيلته وذهب قومٌ إلى الإمامة لأن الله عز وجل اختارها لنبيه ﷺ وينبغي أن يصان الآذان عما يخالف الشرع من التمطيط والتلحين الذي يُخرجه عن الجزم فالأذان جزمٌ ويروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال لمُؤذنه: “أذن أذانٌ سمحٌ وإلا فاعتزلنا”.
وهكذا يصان عن البدع مثل الزيادة: “حي على خير العمل”، فيه هذه من المحداثات وإن ثبتت عن بعض الصحابة يريد بها في الجهاد حي على خير العمل نادى إلى الجهاد ليس في الآذان ومن ذلك أيضًا إدخال أشهد أن عليل ولي الله، في الآذان فإن هذا من محدثات الشيعة الرافضة ومن إليهم وهكذا قول قبل الأذان: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، لم يثبت هذا في دليلٍ صحيح، وينبغي أن يرفع المؤذن صوته في التأذين إظهار للشعيرة ورفعًا لها وقد قيل في معنى «المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة»؛ أن العرق حين يُرجم الناس تطول أعناقهم فيسلمون وقيل: المراد أكثر الناس اتباعًا وقيل: شرفًا وقيل: المراد إعناقًا أي: سير إلى الله، والله أعلم.