تفريغ أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال الفائدة 18 ( رد السلام وإشاعته )
#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓السبت 24 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 18 ( رد السلام وإشاعته )
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:
ومن فضائلِ الأعمال التي أمر الله عز وجل بها لهو رد السلام وإشاعته؛ إذ أنه تحيةُ أهل الإسلام وتحيةُ أهل الجنة وحيت به الملائكة آدم عليه السلام، وقد سلم الله عز وجل على خديجة، وسلم جبريلُ عليه السلام على عائشة رضوان الله عليهم، والنبي ﷺ يقول: «أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ» بعد أن أخبر أنهم لن يدخلوا الجنةِ حتى يؤمِنوا، و لا يؤمنوا حتى يتحابُّوا. وقد قال الله عز وجل: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}، وقد جاء بيانُ التحية بأحاديث متكاثرة أدناها: «السلام عليكم» وقيل: يُجزء «سلامٌ»، ثم «السلام عليكم ورحمة الله» ثم «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
إذ دخلَ رجلٌ على النبي ﷺ فقال: السلام عليكم فقال رسول الله ﷺ: «عشرا» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قال الرسول ﷺ: «عشرون»، ثم جاء ثالث فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال رسول الله ﷺ: «ثلاثون». ويُشاع السلام بالليل والنهار وعند كل لقاء، قال النبي ﷺ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» وفي رواية: «خمس» ومنها: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ» وأخبر النبي ﷺ: «إذا لَقِيَ أحدُكم أخاه فَلْيُسَلِّمْ عليه، فإن حَالَتْ بينهما شجرة، أو جِدَارٌ، أو حَجَرٌ، ثم لَقِيَه، فَلْيُسَلِّمْ عليه». وأولى الناس بالله من بدأهم بالسلام هكذا يقول نبيُّنا ﷺ ويقول: «يسلم القليل على الكثير والصغير على الكبير والقائم على القاعد والراكب على الماشي»، وقد كان ﷺ ربما إذا دخل على النَّوم فيُسلم تسليمًا يسمعه اليقضان ولا يوقض النائم، وشُرع السلام من أجل النظر أيضًا إذا أراد أحدٌ زيارة أحد فليبدأه بالسلام قال رجلٌ: السلام عليكم قال لخرج فعلمه السلام ليقل: «السلام عليكم أأدخل» فسمع النبي ﷺ فقال: السلام عليكم أأدخل، فأذن له. وتسلم على نفسك إذا دخلت إلى بيتك وعلى أبناءك {فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} وهو دعاءٌ بالسلامة وهو علامةٌ للأمن والإطمئنان {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ}. فإذا سُلِّم الإنسان شعر بالإطمئنان ويعامل بظاهرة وقد كره العلماء بل حرموا استبدال السلام: “بصباح الخير ومساء الخير” كما هو عادات كثيرة من البلدان وهكذا استبدالُها بلغة العجم ونحو ذلك من الألفاظ الغير شرعية، والنبي ﷺ أمر ببذل السلام للعالم أجمع لفضيلته، قد قال عمار: «ثلاثٌ مَن جمعهنَّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالَم، والإنفاق من الإقتار». وسئل النبي ﷺ عن أفضل الإسلام قال: «أن تُقرأ السلام على من عرفته ومن لم تعرف»، وهكذا إذا دخل المرءُ إلى مجلس سلم عليهم فإن رد بعضهم أجزأه وإن ما ردوا جميعهم لا حرج إلا أن الواجب في الراد أن يرد واحدٌ ولا يُبدؤ اليهود والنصارى بالسلام، فإن سلموا على المسلمين فليقل وعليكم هكذا أمر النبي ﷺ. وإذا أتيت على مجلسٍ فيها أخلاط من المسلمين والكافرين سلم لأن النبي ﷺ فعل ذلك، إلى غير ذلك من الأحكام العظيمة، الدالة على عظيم هذه الشعيرة الجليلة: السلام، قال الله عزوجل لآدم «اذهب فَسَلِّمْ على أولئك -نَفَرٍ من الملائكة جلوس- فاستمع ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنها تَحِيَّتُكَ وتحية ذُرِّيتِكَ. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فَزَادُوهُ: ورحمة الله». فانظروا إلى هذه التحية العظيمة ولما سلم موسى عليه السلام على خضر قال:«وأنا بأرضك السلام» لأن السلام إنما هو من شعائر أهل الإسلام ليس لكل أحدٍ أن يأتي به، فلذلك ينبغي أن نشيع هذه الشعيرة بين المسلمين لبركتها ولعظيم شأنها ولما تضمنته من الدعاء: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. ” السلام عليكم”: دعاء بالسلامة من الأمراض من الأسقام من الآفات من الابتلات من الشرور “ورحمة الله”: رحمته عليكم هدايته رزقه توفيقه إعانته حفظه كلائته وكل ما تضمنه معنى الرحمة.” وبركاته”: يبارك لكم في الأموال والأولاد والعلوم والصحة والأوقات وغير ذلك، فإذا استجاب الله هذه الكلمة وهذه الدعوة التي نكررها كل صباح ومساء، كم فيها من الأجر العظيم ولا تقل: السلام عليك ولكن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهكذا شرع الله لأهمية السلام أن نسلم على المسلمين جميعاً بل على عباد الله الصالحين في الصلاة: «التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين» فإنه إذا قالها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض ثم إذا انتهيت من صلاتك: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينك السلام عليكم ورحمة الله عن يسارك، هذا دليل على فضيلة هذه الشعيرة وإلا لخُتمت الصلاة بغير السلام لكن دليل على فضيلتِها لا تتحل من هذه العبادة إلا بالسلام تسلم على المؤمنين وتدعوا للمؤمنين وتسلم على نبيك الكريم: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. واذا سلم المؤمن على رسوله ﷺ قد جعل الله ملائكة تبلغهُ من أمته السلام ومن الخطأ اعتقاد أن النبي ﷺ يسمع السلام: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} فإن هذا الخطأ جر كثير من الناس إلى دعاء النبي ﷺ من دون الله ويطلبون منه الشفاعة وغير ذلك من الطلبات وإنما المعلوم إن لله ملائكة تبلغهُ من أمته السلام وهو في حياتة البرزخية ﷺ {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}، وهكذا إذا دخلوا الجنة سلموا عليهم الملائكة وسلموا على أنفسهم وسلم عليهم ربهم {سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ}، ولما دخل الملائكة على إبراهيم سلموا عليه {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ}.
هذه شعيرة عظيمة لابد أن تُشاع وتُذاع وتُطبق مع الصغار والكبار كان النبي ﷺ إذا لقي الصبيان سلم عليهم وهكذا حتى على النساء إذا أمنت الفتنة. النبي ﷺ مر على رفقة من الأنصار من النساء فسلم عليهنَّ إذا أمنت الفتنة أما إذا كان سيُجر إلى الفتنه فيُغلق باب الفتنة وعند الاتصال أيضًا المتصل ينبغي أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أو: السلام عليكم والمجيب يقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. • أما كلمة: ألو أو هلو أو نحو ذلك فلا وإذا لم يسلم تقل لهُ: نعم إذا لم يسلم تقل لهُ: نعم مرحبا ونحو ذلك من الألفاظ وقال النبي ﷺ: «إياكم والجلوسَ في الطرقات، إلا أن تعطوا الطريق حقه» كف الأذى وغض البصر ورد السلام.