تفريغ تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي 5 عن (الكذب)
#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأحد 11 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي 5 عن ( الكذب )
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ.
ومما نهى الله عنهُ الكذب فقد لعنَ أصحابه فقال سبحانه وتعالى: {ألا لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} وذمَّ المنافقين لاتخاذهم لهذهِ الخلة وهذهِ الفعلة دينًا لهم، قال الله عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} يكذبون في أيمانهم ويكذبون في أقوالهم ويكذبون في أفعالهم كما أنهم كذبوا في معتقداتهم ولذلك قال النبي ﷺ: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ٱؤتمن خان».
فأخبرَ أن من أظهرَ علامة المنافقين الكذب، وحذر رسول الله ﷺ من الكذب؛ لأنهُ يؤدي إلى النار وبئس القرار، قال النبي ﷺ: «إيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا». وإذا كتبَ من الكاذبين صارت أفعاله وأقواله ومعتقداته وجميع شأنهِ على الكذب، الله المستعان.
والكذب ليس هو كذب الأقوال فقط كما يظنهُ البعض، فالكذب في القول هو من الكذب، وإلا فهناك كذب الاعتقادات، فمن اعتقد الاعتقادات الفاسدة وساء ظنونه، وهكذا فسدت عقيدتهُ في ربه وفسدت عقيدتهُ في نبيه وفي ما أخبر به فهو من الكاذبين وإن أظهر الصدق بلسانه، وهكذا من غش في بيعه وشرائه فهو من الكاذبين وإن حسُنَ قوله، قال النبي ﷺ بأن الحلف الكاذب ممحقة للسلعة ويمحق البركة، معنى الحديث، ومنهم من يكذب في قوله وهذا كثير قال النبي ﷺ: «ورأيت رجلا يشرشر إلى قفاه فقلت من هذا يا جبريل» قال: «هذا الرجل يكذب الكذبة تبلغ الآفاق». ولا سيما مع توافر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح فشو الكذب من الأمور السهلة على كثير من الناس، ما هو إلا أن يضع أصبعهُ نسخ لصق ويرسل الكذبة إما ابتداءً منهُ وإما تأجيجًا للكذب من غيرهِ، ومن أظهر الكذابين أهل البدع يكذبون في أفعالهم، كما كذبوا في أقوالهم، كما كذبوا في معتقداتهم، ولذلك أُثرَ عن شيخنا مقبل رحمه الله أنهُ يقول: “أركان الحزبية ثلاثة: الكذب والتلبيس والمكر”.
فينبغي للإنسان أن يكون صادقًا في قوله صادقًا في فعله صادقًا في اعتقاده وأن يكون مع الصادقين في مجالسته وفي سيرهم الحسن، قال الله عز وجل: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} إذ أن هؤلاء هم الذين يسلمون يوم القيامة: {هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}.
نعم عباد الله فالكذبُ صفةٌ ذميمة نهى الله عز وجل عنها، ونهى عنها رسوله ﷺ وذمها السلف الكرام لما تؤدي أليهِ من الآثام ولما تؤدي إليهِ من قطيعة الأرحام ولما تؤدي إليهِ من لبس الحق بالباطل إلى غير ذلك والله المستعان.
