#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الثلاثاء 13 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات
🎙 النهي 7 عن (النميمة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
فمن المنهيات: النهي عن النميمة وهي القالة، نقل الكلام من قوم إلى قوم على جهة الإفساد، وقد ذم الله عز وجل بعض كفار قريش بقوله: {هماز مشاء بنميم} أي: أنه يمشي بالنميمة ويستوشيها وينقلها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذمها: «لا يدخل الجنة قتات» وفي رواية: «نمام».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما العظه؟ هي النميمة القالة بين الناس».
وهي كبيرة عظيمة وفاقرة شديدة لما تؤدي إليه من إفساد ذات البين، وتنافر القلوب القريبة والأبدان الحبيبة وتأثيرها في المجتمع أشد من تأثير السحر.
ولذلك ذكرها الإمام المجدد في “كتاب التوحيد” في باب السحر؛ لأنها ذنب متعدي يؤدي إلى تفتيت أواصر الأخوة والمحبة وإلى إضعاف المجتمع المسلم وهي أسوأ من الغيبة؛ لأن الغيبة وان كانت النميمة قد تكون منها غاية ما فيها الأذى للمتكلم فيه والظلم له والتجاوز في حقه، أما هذه قد تؤدي إلى طلاق الزوجات وإلى قتلٍ وإلى إعراض وهجر، فهي من الذنوب المتعدية السيئة، التي لا يتصف بها الكرماء وإنما يتعمدها اللؤماء، فلذلك ينبغي أن يكون المسلم في بعد عن هذين الذنبين وعن هاتين الجريرتين: الغيبة والنميمة، وقد تميز بهاتين الجريرتين في الزمن الماضي والحاضر الجواسيس إذ أنهم يتتبعون العثرات، وينقلون ما يؤدي إلى الإفساد، لربما بين الحاكم والمحكوم، وبين الراعي والرعية، ولهذا لما علم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رجلا ينقل الحديث إلى عثمان رضي الله عنه جاء إليه وحدثه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قتات» أي: نمام، وهذا دليل على أنها كبيرة من كبائر الذنوب وعظيمة من عظائم الآثام، نسأل الله السلامة والعافية.
فديننا دين مبني على ترابط الأخوّة، وعلى التآلف والتصافي بين المسلمين، والنميمة بخلاف ذلك تؤدي إلى خلاف ذلك، فلهذا نهى الله عز وجل عنها ونهى عنها رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمها السلف الكرام.
وأما إذا كان نقل الكلام لا على جهة الإفساد وإنما على جهة الإصلاح أو نحو ذلك فلا يدخل في هذا الباب لكن على الإنسان أن يكون حريصا في شأن هذا الباب حتى لا يقع منه ما لا يحمد، والله المستعان
