#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الخميس 15 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات
🎙 النهي 9 عن ( السرقة )
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله: ومن المنهيات التي نهى الله عز وجل عنها ونهى عنها رسوله ﷺ لهي: السرقة وذلك أن الإسلام جاء بحفظ الضروريات الخمس: الدين ولذلك حرم الردة، والعقل ولذلك حرم الخمر وإزهاق النفس وما في بابه ولذلك حرم القتل، والعرض ولذلك حرم الزنا وما في بابه، وحفظ الأموال ولذلك حرم السرقةوما في بابها من أكل أموال الناس بالباطل فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} والباطل السرقة والنهبة والاغتصاب، وقد قال النبي ﷺ: «وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»، وقال النبي ﷺ: «مَن ظلَمَ قِيدَ شبرٍ من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين»، وقيل: «حمله من سبع أرضين»، وقيل:«أحاط بعنقهِ حتى يكون كالطوق»، ولذلك قال الله عز وجل: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨)}. جعل الله عليهم حدًا يجليهم ويظهرهم للمجتمع وهو أن تقطع يدهُ اليمنى التي تعاطى بها السرقة، هذهِ الفعلة القبيحة المذمومة عند العقلاء، وقد اعترض بعض من لا يعقل على هذا الحد بقوله
يد بخمس مائة من عسجد وُديت
ما بالها قطعت في ربع دينار
لأن اليد الواحدة ديتها خمس مائة دينار خمسون من الإبل ولكن حين خانت هانت ولذلك قال الآخر ردًا عليه:
عز الأمانة أغلاها وأرخصها
ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
والنبي ﷺ يقول: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفس».
السرقة: هي أخذ مال المسلم بغير طيبة نفس منه، ولذلك صاحبها مُعَرَّضٌ للعقوبات الدنيوية وللعقوبات الأخروية، لا سيما إذا كانت السرقة بين المتجاورين أو بين المتداخلين، قال النبي ﷺ لأصحابه: «ما تعدون السرقة فيكم؟» قالوا: حرام حرمها الله ورسوله. قال ﷺ: «لأن يسرق الرجل من عشر أبيات أهون من أن يسرق من بيت جاره».
وقد قطع النبي ﷺ يد المرأة المخزومية التي سرقت وكانت تجحد العارية، شفع فيها أسامة بن زيد، فغضب النبي ﷺ وقال: «أتشفع في حد من حدود الله؟ والله لو كانت فاطمة بنتُ مُحمد سرقت لقطعت يدها».
وهكذا خطب النبي ﷺ الناس وكان مما نهاهم عنه «لا تسرقوا» وكان في البيعة التي بايع رسول الله ﷺ فيها النساء «ولا يسرقنَ» وشأن هذهِ الجريرة، وهذا الإثم عظيمٌ فإذا ضعُفَ الإيمان وقلَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعُدمَ تطبيق الحدود تجرأ السراق على أكل أموال الناس بالباطل، فأفسدوا وفسدوا، فلذلك ينبغي للمسلم أن يعود نفسه أن لا يمد يدهُ بغير ماله، ولا يتطلع لغير حقه فإن هذا من الهوان ومن الحرمان ورب رجل يبدأ بسرقة بيضة فيسرق بعد ذلك الشيء الكبير، ولذلك قال النبي ﷺ: «لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده»، وهذا دليل على أنها من كبائر الذنوب لأمور الأمر الأول: أن الله عز وجل حكم بها بحدٍّ. الأمر الثاني: أنها من ظلم الناس من الظلم المتعدي. الأمر الثالث: أن النبي ﷺ قد لعن فاعلها ودعى عليه بالطرد من رحمة الله. الأمر الرابع: أنها مستقبحة في جميع الشرائع وعند أصحاب العقول السليمة والفطر المستقيمة. الأمر الخامس: أنها خيانة والخيانة مذمومة في شرعنا وديننا، إلى غير ذلك من الأمور التي تدل على فساد هذهِ الفعلة القبيحة والله المستعان.
