تفريغ تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي 15 (منهيات في باب القبور)
#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأربعاء 21 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات🎙 النهي 15 (منهيات في باب القبور)
الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله.
ومما نهى الله عز وجل عنه ورسولهُ ﷺ عدة منهيات تتعلق بالقبور، منها وصية النبي ﷺ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: «لا تدع قبضاً مشرفاً، إلا سويته» أي: البُنية عليه وارتفع عن غيره من القبور، فإنه يسوى بالأرض وهذا لسد ذريعة الشرك والغلو والتفاخر بالقبور، وفي باب القبور نهى النبي ﷺ عن الجلوس عليها، وقال: «لأن يجلِسَ أحدُكم على جَمرةٍ فتحرِقَ ثيابَه، حتَّى تخلُصَ إلى جلدِه، خيرٌ لَهُ من أن يجلِسَ على قبرٍ».
ونهى رسول الله ﷺ عن المشي عليها، وهكذا المشي بينها بالنعال، فقد قال لبشير بن الخصاصة «اخلع نعليك فقد آذيت».
ونهى النبي ﷺ عن قضاء الحاجة بينها، قال ﷺ: «ما أُبالي قضيت حاجتي وسط المقبرة أو وسط السوق».
ونهى النبي ﷺ عن الصلاة إليها، فقال: «لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها».
ونهى النبي ﷺ عن الكتابة عليها، وعن تجصيصها، ونهى النبي ﷺ عن شد الرحال إليها، قال: «لا تشدُ الرحال إلا لثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الاقصى» هكذا يقول ﷺ.
ونهى ﷺ عن الغلو فيها، والزيارات غير الشرعية إليها، فقد لعن زوارات القبور، وعلى صحة الحديث المراد به المسبِّلات التي يدعين علم غيب ما في القبور أو الزائرات للقبور مع النوح والتسخط، وإلا فالصحيح أنه يجوز للمرأة أن تزور القبور، وهي داخلة في قول النبي ﷺ: «زوروا القبور فإنها تذكركم الموت أو الأخرة»، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! كيف أقول إذا زرت القبور. قال:«قولي السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين».
ونهى النبي ﷺ عن إدخال القبور ألى المساجد أو بناء المساجد على القبور، قال النبي ﷺ: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد»، وفي سياقة موته وهو يقول: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فاني أنهاكم عن ذلك».
ونهى النبي ﷺ عن نبش القبور، وعن كسر عظامها، ففي الحديث: «كسر عظم الميت ككسره حيا»، في أمورٍ كثيرة نهى عنها رسول الله ﷺ إما سد الذرائع المفضي إلى البدع أو إلى الشركيات والخرافات، وهذه مصيبةٌ قد حلت وعمت وطمت في كثير من البلاد الإسلامية، فأصبحت القبور مرفوعة ظاهرة مشيَّدة مجصصة، وشدت إليها الرحال، وصرفت إليها العبادات من نذورٍ ودعواتٍ، وتمسُّح وتبرك بل وطواف! بل واعتقاد أن أصحابها يتصرفون في الكون مع الله أو من دون الله! نسأل الله السلامة والعافية.
ومن اطلع على شيء من سيرة القوم في غلوهم في القبور، لرأيت ما يندى له الجبين، مما قد فاقوا فيه أبا جهلٍ وأبا لهبٍ ومن إليهم من الكافرين المعارظين لدعوة سيد المرسلين ﷺ حتى وضعوا لها الأحاديث “إذا أعْيتكم الأمور فأنزلوها بأصحاب القبور” يا سبحان الله!!!
إذا اشتد عليك الأمر والخطب بدل أن يقول: انزله بالله الذي لا يُعجزه شيء ولا يُكرثه شيء ولا يخفى عليه شيء، يقول: انزله بأصحاب القبور الأموات!{وما أنت بمسمع من في القبور}، {أموات غير أحياء يشعرون ايانا يبعثون}، نسأل الله السلامة والعافية.
هذه فتنة عمت و طمت في كثير من البلاد الإسلامية، والبلاد اليمنية لها عدد كثير من هذا الشر والبلاء انتشر في أعلاها بسبب الدعوة الرافضية الدعوة الشيعية القائمة على الغلو، القائمة على مخالفة التوحيد والسنة، وانتشرت في البلاد السفلى من التهائم وبلاد حضرموت وغير ذلك من البلدان بسبب الدعوة الصوفية دعوة الغلو في الأموات في الأضرحة في ما يسمونهم بالحباحب في الأشراق في السادة إلى غير ذلك، شركٌ ظاهر وفعلٌ عن السنة سافر يخالف الكتاب والسنة وإجماع السلف الكرام والأئمة الأعلام، فصارت كثير من البلاد قد قام فيها سوق الطواغيت، والله عزوجل يقول: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
سوق الطواغيت ظاهرة في مدينة تريم وفي شعبوت وفي صعدة وفي ريدة وفي زبيد وفي الضحي وفي قريب بور وكثير من المناطق، سوق الطواغيت ظاهرة تعبد من دون الله، سواء ما يسمى بضريع حود أو قبور آل العطاس أو قبور أبي بكر بن سالم، أو قبور المشهور، والعيدروس وابن عيسى، والجبرتي، والمساوى، وصاحب الضحي، وابن علوان، والهادي، وأبي طير، وغيرها من الطواغيت التي تعبد من دون الله في البلاد اليمنية، دعك من غيرها من البلدان فيعبدون في العراق عبد القادر الجيلاني، ويعبدون في مصر البدوي والسيدة زينب والحسين، ويعبدون في النجب قبور آل البيت ويعبدون في إيران قبر الخبيني وما إليه من القبور، وهكذا في كثير من البلاد، وما نهى رسول الله ﷺ عن فتنة القبور إلا لعظيم خطرها وفشوا ضررها، وقد أحسن ابن الأمير إذ يقول:
أعادوا فيها معنى سواعا *** ومثله وَوَدٌّ بئس ذلك من ود
أعادوا في هذه القبور ما أخبر الله عما كانوا يتعاطاه قوم نوح: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا فَقَد أَضَلْوا كَثِيراً}.
وهؤلاء يقولون لا تضرن العيدروس ولا الهادي ولا هود ولا علي ولا الحسن ولا الحسين إذا نزلت بهم الحاجة قالوا: يالخمسة! لماذا؟ لا يقولون يالله، لغلوهم ولظنهم أن هذه القبور وأن الساكنين فيها ينفعون من دون الله أو مع الله، فإن كانوا يعتقدون أنهم ينفعون من دون الله فإن هذا الشرك قد فاقوا فيه شرك المشركين الأولين الذين حاربهم رسول الله ﷺ وإذا كانوا يعتقدون أنهم ينفعون مع الله فهذا هو شرك الأولين {نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللعِ زُلْفَىٰ} بل إن عباد القبور قد فاقوا عباد الأصنام في بعض خصائص شركهم فعباد الأصنام قال الله عزوجل عنهم: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ} شركهم في الرخاء، شركهم في حال السلامة، وتوحيدهم وإخلاصهم في حال الشدة.
أما هؤلاء فإنهم ينزلون لشدتهم وحاجتهم وفقرهم الدعاء للقبور، الدعاء للمقبورين حتى كانوا في عهد التَّتَر يقول أحدهم: يا هاربين من التتر لوذوا بقرب أبي عمر.
نسأل الله السلامة والعافية،
{واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}، هكذا ليكن دعاؤنا، كما دعا إبراهيم عليه السلام لأبنائه ولنفسه، مع أنه كسر الأصنام.
فالأمة تخشى على نفسها من الغلو في القبور والعودة إلى عبادتها والتوسل بها والتبرك بأتربتها وإنزال الحاجات بها، فكم تسيل من دموع في ساحات القبور، ولم تسل لذكر الله ولقراءة القرآن، وكم تصرف من دعوات عند القبور، لم تصرف لله عز وجل الواحد القهار الذي بيده تصريف الأمور، وكم تذبح من نحيرة من الإبل والغنم والبقر يبخل أحدهم بالأضحية وإذا ضحى ضحى بسيء ماله، بينما قد اتخذ للزيارات الشركية، والزيارات البدعية، خير ما لديه من الإبل والبقر والغنم وربما صرفوا الملايين المملينة في تشييد القبور وفي صرفها على عباد القبور.
ما هذا عباد الله!! هذه هي الوثنية الجديدة هذه هي الوثنية التي تنوعت طرقها وتنوع شرها وبلاؤها.
والأمر الثاني الامتهان للقبور، فكثير من الناس يمتهنون القبو، والقبور بيوت لأصحابها، لا يجوز أن تؤخذ لا يجوز أن يبنى عليها، لا يجوز أن تتخذ طرقا، لا يجوز أن يفعل فيها شيء هي بيوت أصحابها، هي ملك أصحابها، والله المستعان.