تفريغ تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي 16 عن (الافتراق)
#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبد الحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الخميس 22 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات🎙 النهي 16 عن ( الافتراق )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:
ومن أشد ما نهى الله عز وجل عنه الافتراق فقد حذر منه وحذر منه رسوله صلى الله عليه وسلم وحذر منه السلف رضوان الله عليهم بل ووقع التحذير من أسبابه وذرائعه لعظيم ضرره ولفشو خطره، فهو سبب للهزائم وهو سبب لكثرة المفاسد بين الأخوّة بين الجسد الواحد، قال الله عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}
فانظر يا هداك الله! كيف أمر الله بالاعتصام ونهى عن الافتراق كيف جعل الله عز وجل الأخوّة الإيمانية من أهم المهمات الشرعية حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل المدينة آخا بين المهاجرين والأتصار وقال الله عز وجل محذرا من الفرقة: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} قال الله عز وجل: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}.
تحذير بليغ من الفرقة الدينية فإن الاقتتالات الواقعة والانقسامات الحاصلة والثورات والانقلابات وقطع الطرق إنما ينتج عن هذا النوع من الفرقة.
وقد أخبر الله عز وجل عن تفرق أهل الكتاب بسبب تركهم للعلم العمل: {فما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} تفرقوا بسبب بغيهم وتجاوزهم لشرع الله عز وجل {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، {إ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فٱتقون}.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق اليهود والنصارى فقال: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة» جاء في غير ما حديث:؛«كلها في النار إلا واحدة». قالوا: من هم يا رسول الله! قال: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»
.
الفرقة ذمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها منتنة ودعوة سيئة، وقع بين رجل من الأنصار وبين رجل من المهاجرين بعض شيء، فقال المهاجر يا للمهاجرين! وقال الأنصاري يا للأنصار! وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة».
وهكذا لخطر الفرقة أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر للإصلاح بين بني عمر بن عوف.
بسبب الفرقة حذر النبي صلى الله عليه وسلم حتى من تفارق المجالس فقد نزل شعبا مع بعض أصحابه فتفرقوا تحت الأشجار وفي أماكن الظل ومع ذلك قال: «إن تفرقكم هذا من الشيطان» فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا منزلا لو شئت أن تظلل عليهم لظللت إقبال على سماع النصائح والعمل بها والتحقيق لمقاصد الشريعة حتى في الاجتماع على الطعام «اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه».
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لفرد خلف الصف» لأنه يفارق جماعة الصف ويباين جماعة الصف، وفرض الله عز وجل صلاة الجماعة لتحقيق هذا المقصد العظيم، ونهى عن الاختلاف في حالها «سووا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم».
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جميع سبلها فقال ابتداء: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» فربما حصلت الفرقة بين المجتمعين بسبب سوء الظنون وفساد القلوب ثم قال: «ولا تنافسوا ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا» إلى غير ذلك مما قاله حفاظا على الأخوة الدينية وبعدًا عن الفرقة الشيطانية قال الله عز وجل: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم} تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحـادا
ولخطر الفرقة على الأمة حذر الله منها وحذر منها رسوله صلى الله عليه وسلم وسعى المشركون والكافرون في زرعها بين أباء المسلمين ابتداء التحريش وبث وسائل تنافر القلوب وانتهاء بتقنين القوانين الوضعية ومدح التعددية الحزبية وعلى أنها كالمذاهب الإسلامية فتفرق الناس إلى فرق كثيرة وإلى أحزاب كثيرة، تباينت أفكارهم وتباينت أفعالهم وكثرت مخالفاتهم وتنافرت أبدانهم واقتتلوا فيما بينهم.
الحزبية المقيتة التي هي من أعظم أسباب الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، فليكن الناس على حذر من دعوات أهل الجاهلية من دعوة الديمقراطية وما إليها من وسائل الإفساد.
وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس وفرَّق بين الناس فالمقصود أن الناس كانوا أمة واحدة على شرك على إعراض ومعاصي وشر وبلاء، فجاء الله عز وجل بمحمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد ومن البدعة إلى السنة، فعند ذلك حصلت الفرقة من أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أهل الاسلام ومن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرك ونحوه كان من أهل الكفران، فبقيت الطائفة المنصورة والفرقة الناجية مع كثرة الاختلافات: سالمة من هذا البلاء العظيم. وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن فرق دينه واحتزب أي: لغير حزب الله {ألا إن حزب الله هم المفلحون}. ولو تأملنا كثير من المنهيات وجدنا أنها تنهى عن الفرقة، النهي عن الظن السيء، النهي عن الغيبة، النهي عن النميمة، النهي عن التحاسد النهي عن التقاطع والتدابر والتهاجر، إلى غير ذلك مما قد أشير إليه فمن أصول أهل السنة الاجتماع ومن أصول أهل البدعة الافتراق والله المستعان.