تفريغ تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات النهي ١٨ عن (الحسد)
#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓 السبت 10 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات
🎙 النهي ١٨ عن ( الحسد )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ومما نهى الله عز وجل عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم: الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن المسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا»، وأخبر أن سبب ما يقع بين الناس كثيره الحسد «تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتقاطعون ثم تتدابرون ثم تعمدون إلى رقاب المهاجرين فتجعلون بعضها على بعض».
وما قُتل ٱبن آدم الأول إلا بسبب الحسد {إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين}.
وما منع إبليس أن يسجد لآدم إلا الحسد والكبر؛ لكن الحسد كان واقعا في قلب إبليس حيث خلق الله عز وجل آدم من تراب وفضله عليه وأمره أن يسجد له، فعند ذلك بدأ بالمكر لآدم عليه الصلاة السلام.
وهكذا حسدت اليهود محمدًا صلى الله عليه وسلم {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}، {ودَّ كثيرً من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين».
وقد أمر الله عز وجل بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد}.
وقد يكون حسده من أسباب زوال النعمة، وقد قيل: “ما خلا جسم من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه”.
فإذا وقع في قلب المسلم شيء من الحسد بادر بإزالته وعدم الالتفات إليه؛ لأن في شرعنا أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك من الخير فكيف تتمنى زوال نعمته؟ أو نقصان نعمته؟ التي أنعم الله عز وجل عليه بها.
والحاسد جبان، والحاسد سيء السريرة، والحاسد ضعيف الإيمان بالقدر؛ لأن الذي أعطاه ما أعطاه هو الله فكيف تعترض؟! وكيف تخالف مثل هذا الأمر.
والحاسد ضيق الصدر
ٱصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
قال بعضهم:
لله در الحسد ما أعدله *** بدأ بصاحبه فقتله
وقد يكون في بعض الحساد مصالح للمحسود:
وإذا أراد الله نشر فضيلة***طويت أتاح لها لسان حسود
يتكلم ويثلب ويسب ويشتم ويتنقص، ويظهر الله عز وجل الحق.
فعلى المسلمين أن يتقوا الله عز وجل وأن يدعوا التشبه بإبليس، والتشبه بالكافرين والمنافقين، والتشبه باليهود والنصارى المخالفين، وليتأسوا بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن سار على سيره من الصالحين، في محبة الخير للمسلمين.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في إثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل أتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» فالمراد بالحسد هنا الغبطة، لا تمني زوال النعمة، وإنما يتمنى المسلم أن يكون له مثل فلان، فيعمل بعمله، ويبادر بمبادرته.
والحسد من مذمته لا يقع إلا بين المتماثلين فيقع بين أخوين ويقع بين زميلين، ويقع بين أصحاب الحرفة الواحدة، مع أن الأصل أن يكون بينهم المودة التعاون والصحبة والتجاوز والحب والود وغير ذلك.
فنسأل الله أن يعيذنا من الحسد ومن شر حاسد إذا حسد.